( الصورة: مستشار شؤون الداخلية رحمن مالك في نقاش مع وزير خارجية بريطانيا دافيد مبليباند ووزير خارجية باكستان محمود قرشي)
*
أمير مير- “الشفّاف”، لاهور
يبدو أن سلطات باكستان قد قرّرت تحميل الهند تبعة هجوم “لاهور” الإرهابي الذي تعرّض له باص كان يحمل فريق “الكريكت” السريلانكي في 3 مارس الجاري، وهذا مع أن النتائج الأولية للتحقيقات التي قامت بها أجهزة الإستخبارات الباكستانية كانت رجّحت تورّط جماعة “عسكر طيبة”.
وكان 6 من رجال الشرطة وسائق الباص قد قتلوا في الكمين الذي استهدف موكب لاعبي الكريكت السريلانكيين قرب دوّار المكتبة في “لاهور”. وأصيب 6 لاعبين سريلانكيين بجروح. ويتولّى التحقيق في الهجوم فريق يضم 4 ضباط برئاسة المدير العام المساعد لشرطة البنجاب، “صلاح الدين خان نيازي”، وفريق تحقيق مشترك يضم ضباطاً من “وكالة التحقيقات الفيدرالية” (إف أي آي)، و”جهاز الإستخبارات المشترك” (“أي إس أي”)، و”مكتب الإستخبارات” (“أي بي”).
وتقول مصادر إستخبارية رفيعة المستوى في “لاهور” أنه رغم توفّر أدلة قوية على تورّط “عسكر طيبة” في هجوم “لاهور” الإرهابي، فإن سلطات باكستان تتحفّظ حول تسمية “عسكر طيبة” التي سبق للهند أن اتهمتها بتنفيذ هجوم “مومباي” الكبير في 26 نوفمبر 2008. وكانت سلطات باكستان قد وضعت يدها، بعد التحقيقات الأولية، على ما يشير إلى أن جهاديي “عسكر طيبة” خطّطوا العملية ربما بهدف إختطاف اللاعبين السريلانكيين واستخدامهم كرهائن من أجل المطالبة بإطلاق سراح زعيمهم المعتقل، والذي يُعتقد أنه العقل المدبّر لهجوم “مومباي”، “زكي الرحمن لقوي”.
ورغم ذلك كله، فقد استبعد مستشار وزارة الداخلية رحمن مالك، في الأسبوع الماضي، أن تكون “عسكر طيبة” متورّطة في الهجوم، وأعقب ذلك تسريب معلومات للصحافة، “نقلاً عن مصادر رسمية”، مفادها أن جماعة “عسكر لنغوي” السنّية الإرهابية المحظورة، والمرتبطة بـ”القاعدة”، هي التي نفّذت عملية 3 آذار. ومشكلة هذه المعلومات هي أنها لا تعطي تفسيراً للهجوم. وبعد هذه التسريبات انتقلت السلطات الباكستانية، الآن، لاتهام الهند بالمسؤولية عن هجوم “لاهور”، وهي تزعم أن قاذفات الصواريخ والمتفجّرات التي استخدمت في العملية هي من النوع الذي يستخدمه الجيش الهندي.
وقد جاء في تحقيق جنائي أعدّه خبراء باكستانيون أن 4 قاذفات صواريخ و9 متفجرات تم العثور عليها في موقع الهجوم مصنوعة في مصانع يملكها الجيش الهندي. ومع أنه لم يتمّ اعتقال أي من الـ12 إرهابياً المشاركين في العملية، فقد خرج المحققون الباكستانيون بخلاصة مفادها أن أياً من المنظمات الجهادية في باكستان لا تملك القدرة علىالقيام بهجوم مثل هجوم “لاهور” بدون مساعدة من جهاز حكومي. وهذا مع أن الأجهزة الحكومية الباكستانية عجزت، وبكل بساطة، عن إلقاء القبض على أي من المهاجمين الـ12.
م جهة أخرى، عثرت السلطات الباكستانية على 40 رمّانة يدوية، و10 رشاشات، و5 مسدسات، و577 طلقة رشاش، و160 طلقة مسدس، في موقع الهجوم. وأطلق المهاجمون 312 طلقة، وصاروخين، كما فجّروا رمّانتين يدويتين. ولكن لم يتم العثور على أي حزام ناسف، مما يعني أن الإرهابيين لم يكونوا في مهمّة إنتحارية. وتزعم السلطات أن المحققين توصّلوا إلى خلاصة مفادها أن مخطّطي الهجوم كانوا يرمون إلى تحقيق 4 أهداف: أولاً، الإساءة للعلاقات بين باكستان وسريلانكا؛ ثانياً، الحؤول دون زيارة فرق رياضية أجنبية إلى باكستان؛ ثالثا، زعزعة إستقرار باكستان؛ ورابعاً، إفهام باكستان أن الأجهزة الهندية أقدر من “جهاز الإستخبارات المشترك” الباكستاني على تنفيذ مثل هذه الهجمات وسط إجراءات أمنية متشددة.
amir.mir1969@gmail.com