وجدي ضاهر – الشفاف – خاص
مع بداية الحملات الانتخابية في لبنان، وبداية الاعلان عن لوائح وتحالفات تخطت المقاييس التي حكمت الانتخابات السابقة، وكان ابرزها انقلاب الوزير السابق والنائب ميشال المر على تحالفه مع تيار العماد عون واعلان تحالفه مع ابرز خصومه الرئيس امين الجميل ومن ورائه قوى 14 آذار، كان لافتا هذا الاسبوع ايضا اصرار الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية على إعلان لائحته في دائرة زغرتا، مستبعدا منها مرشح تيار عون فايز كرم. وهو توجه بكلام صريح ومباشر الى العماد عون بان اللائحة مقفلة وانه اي الوزير فرنجيه يقف عند حدود كلامه ولن يتراجع عن اقفال لائحته. وغمز من قناة منافسه ميشال معوض والنائب الحالي جواد بولس فوصفهم بشحاذي الاصوات اذا ان حملتهم الانتخابية تحمل شعار (“انتخب مين ما بدك بس مرقلنا صوت”) ومتحدثا عن انه في غنى عن حلفائه انتخابيا. فهو لا يعتمد لا على سوريا، ولا على حزب الله، ولا على الحلفاء عموما، ليخوض الانتخابات. وتاليا، فإن فرنجيه ابلغ عون انه لا يحتاج الى اصوات تياره في القضاء.
عون وقف موقف العاجز امام اصرار فرنجية. ويبدو انه تقبل الامر الواقع لأن ما يشار اليه على انه تيار لعون في قضاء زغرتا لا يتجاوز الالف وخمسمئة صوت انتخابي، أي أنه ليس بالعامل المؤثر في هذه الدائرة لكي يفرض مرشّحه على الوزير فرنجية.
في قضائي البترون والكورة، الصورة تبدو مختلفة. إذ أن لوائح المعارضة في الكورة تضم النائب السابق فايز غصن، وهو اذا فاز سيكون في عداد كتلة الوزير فرنجية الانتخابية وليس عونيا ومرشح للحزب السوري القومي. ومرشح تيار عون عبدالله الزاخم.
وفي البترون طبعا هناك الصهر العتيد الوزير جبران باسيل الذي ما زال يبحث عن مرشح معه بعد ان ابدى هو وعمه العماد عون اعتراضا على ترشح المحامي عصام يونس وطالبا عائلة يونس ان تعتمد ترشيح نقيب الاطباء السابق فائق يونس وهو معروف بانتمائه الى التيار العوني منذ بداياته، إلا أن عائلة يونس ما زالت تتريث ولم تعط جبران باسيل ولا عمه موقفها النهائي بعد.
ولكن الوزير فرنجيه الذي لم يعط العماد عون في زغرتا وترك له مقاعد البترون واقتسم معه ومع الحزب السوري القومي قضاء الكورة، يدرك تماما ان امكان الفوز في هذين القضائين ليس باليسير. بل ان الاحصاءات تشير الى خسارة شبه مضمونة لصالح قوى الرابع عشر من آذار، ولذلك فهو جمع اوراقه في موطن نفوذه وشارك عون في اماكن لا يبدو الربح فيها متاحا.
في الشمال، وفي زغرتا تحديدا، يسود الارتباك انصار الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه في مقابل حالة من الاحساس بعدم العرفان والإنكار لانصار عون انعكست كلاما وشتائم في الشارع بين الاتباع، ما حدا بالوزير السابق على تأكيد لحمة المعارضة علنا ومحذرا في الوقت نفسه من ان انقسام المعارضة امر خطير.
وفي المقلب الآخر يبدو الرئيس نبيه بري على عناده في عدم قبول تسمية اي مرشح مسيحي من انصار العماد عون في دوائر الجنوب. وهو مصر على الاستمرار مع النواب المسيحيين الذين خبرهم وهم في عداد كتلته النيابية وليسوا غوغائيين ولا يصطنعون الجلبات كلما توتر عمادهم.
انها تركة الرجل المريض الذي يبدو ان اشهار افلاسه السياسي مسألة وقت ليس، إلا خصوصا وان بعض مرشحيه بدأوا باتصالاتهم مع قوى الرابع عشر من آذار ليس لترتيب مقاعد لهم بل لدعم هذا المرشح او ذاك في مقابل كيدية الحلفاء.
وفي ضوء ما سبق، يبدو انه لم يتبق للعماد عون وانصاره سوى سوى قضائي جبيل وكسروان ليتناطحوا في ما بينهم على مقاعد هذين القضائين. وفي هذا السياق يبدو ان قضاء جبيل لن يسلم من خلاف عوني – عوني بدأت مؤشراته تتجلى في عرائض يرفعها المرشحون العونيون للعماد عون لاثبات اهليتهم وكفاءتهم على حساب رفاقهم في التيار. وما العريضة التي رفعها مسؤول (التثقيف) في التيار “بسام الهاشم” سوى نموذج عما يدور داخل اروقة التيار من خلافات بشأن أحقيته للترشح في قضاء جبيل على حساب النائب الحالي شامل موزايا. وفي يقين الهاشم انه ابن عائلة مارونية عريقة لها امتداداتها وعلاقاتها في جرود جبيل وفي سائر الطوائف، وهذه ميزة تفضيلية له على موزايا.
اما في كسروان فيبدو ان المداخلات التي يسعى النائب الحالي عن قضاء جبيل “صلاح خوري” القيام بها لدى “نعمة افرام” نجل النائب والوزير السابق الراحل “جورج افرام” لكي لا يترشح على رأس الكتلة الوسطية في كسروان مع النائب السابق منصور “غانم البون” قد اثمرت حتى اللحظة ليس في ثني افرام عن الترشح بل في الحد الاقصى في عدم اعلان افرام نيته في الترشح. إلا أن افرام اعلن في غير مناسبة انه وبما لعائلته من نفوذ في القضاء سوف يصوتون بما يمليه ضميرهم انسجاما مع توجهات الصرح البطريركي والبطريرك ما نصرالله بطرس صفير.
وهنا ايضا تبرز خسارة جديدة للتيار العوني، اذ استفاد عون في الانتخابات السابقة من دعم الكنيسة المارونية له. وما زال ماثلا للعيان مشهد جموع العونيين الذين تقاطروا الى بكركي والبطريرك صفير مشرق الوجه وهو يستقبلهم ويشيد بقائدهم الذي (“اصبح زعيما للمسيحيين”) بنظره، ويخرج الى الباحة محاطا بقيادات من امثال الوزير السابق جان لوي قرداحي وسواه يخطب مشيدا وناقدا لكل من النائب السابق فارس سعيد ونايله معوض محملا اياهم مسؤولية إجراء الانتخابات وفق قانون العام 2000 الذي يعرف باسم قانون غازي كنعان ومستندا الى دراسات قدمها له وزير الداخلية آنذاك سليمان فرنجيه ومستشاره كمال فغالي من ان معظم النواب المسيحيين يتم انتخابهم بواسطة المسلمين.
البطريرك، الذي يبدو انه ادرك ولو متأخرا فداحة وجسامة الخطأ الذي ارتكبه بإشهار زعامة عون المسيحية وإسهامه في إسقاط نواب ثورة الارز في جبيل وكسروان، لن يكرر نفس الخطأ ومواقفه الاخيرة من الانتخابات تشير الى ان الكنيسة لن تكون حتى على الحياد في الانتخابات المقبلة.
وإزاء خسارة عون لموقع بكركي، يبدو ان حظوظه الانتخابية لم تعد تشي بقدرته على ادعاء تمثيل سبعين في المئة من المسيحيين. وما قيل مؤخرا من انه قد لا يترشح للانتخابات في ضوء هذه المعطيات يبدو اقرب الى الصحة والواقع في حال قرر نعمة افرام ان يرأس لائحة المستقلين في كسروان.
خير معبر عن الحالة الهستيرية التي يمر العماد عون واحساسه بان معاركه قد انتهت، ما كتبه الناس على لوحات اعلاناته الانتخابية التي تحمل شعار “فكر صح …”. فقد اضيف اليها (“فكر صح وخود زعيمك عالمصح”).
هل بدأ الخلاف على تركة الرجل المريض: لا أحد يرغب بمرشحي تيار عون
يبدو الحياد المهني واضح في هذه المقالة……..و يبدو أنه نسي دائرة بعبدا عالية
هل بدأ الخلاف على تركة الرجل المريض: لا أحد يرغب بمرشحي تيار عون
الأصح: فكر صح وخود عون عالمصح
هل بدأ الخلاف على تركة الرجل المريض: لا أحد يرغب بمرشحي تيار عون
خلص هيك طلعت معك نتيجة الانتخابات? وعلى شو محتد حضرتك? بدها تجريح ومرقعة تا تبرر المنطق الحاقد تبع جناباتك? ما زال انتهت بنظرك, ليش ما بتبلش تحتفل وترقص من هلق? يعني مش قليل ملا فلتت زمانك! شخص بهيك طاقات مش حرام ما تكون حكيم? او لبنان بيكفي حكيم واحد, بلا حسيدة?