أمس في بحمدون، كما في 7 أيار 2008، أثبت وليد جنبلاط أنه رجل دولة وليس زعيم طائفة أو عشيرة. جنبلاط يدرك أن مطلب النظام السوري هو عودة الحرب الأهلية إلى لبنان وبسرعة.. أي قبل المحكمة الدولية التي صارت على الأبواب. وقد طالب جمهوره الدرزي بالعضّ على جراحه وعدم الإنجرار إلى الثأر. لأن لبنان أولاً، ولأن أحداً لا يخرج منتصراً من الحروب الأهلية…
“الشفّاف”
*
وطنية – المتن الأعلى – 2009 أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في المتن الأعلى رشيد زين الدين، أن أجواء من التشنج والتوتر رافقت وصول جثمان الشهيد لطفي عباس زين الدين الى بلدته الشبانية، وهو كان تعرض لإعتداء خلال مشاركته في ذكرى 14 شباط أمس وتوفي بعد ساعات متأثرا بجروحه. وقد عمد عدد من الشبان إلى قطع الطريق الدولية في منطقة بحمدون – بعلشميه، ما استدعى حضور النائب وليد جنبلاط شخصيا الى المنطقة وعمل على فتح الطريق، ثم عقد اجتماعا عاما لكوادر وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي في قاعة الخلية العامة في بلدة خلوات فالوغا، تناقش خلاله مع الحضور، ودعا الى التهدئة وتفويت الفرصة على الفتنة.
وزار النائب جنبلاط قاعة الخلية العامة في الشبانية معزيا بالفقيد زين الدين، يرافقه النواب أكرم شهيب، أنطوان أندراوس، أيمن شقير وعبدالله فرحات، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم ووكيل داخلية الحزب التقدمي في المتن فاروق الأعور. وكان في استقبالهم إبن الشهيد شادي زين الدين الذي تعرض أيضا للضرب وخضع للمعالجة، وكذلك رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين وأهالي وفاعليات المنطقة.
وألقى النائب جنبلاط، كلمة قال فيها: “في هذا الموقف الصعب والأليم والخطير كيف نتصرف؟ نتصرف كما تصرفنا في بيروت يوم الزيادين، هكذا نتصرف، هكذا يتصرف الرجال، هكذا يتصرف العقل، هكذا يتصرف الذين يريدون الدولة. وأستطيع أن أقول وبالرغم من الألم، الألم الكبير الذي لحق والخسارة الفادحة التي لحقت بهذه العائلة الكريمة، إسمحوا لي أن أقول:
– أولا: إن الذين قاموا بهذا العمل جرى إعتقالهم من قبل الجيش والسلطة، وعندما كنت أنادي دائما بالجيش والسلطة لأنني أؤمن بالجيش والسلطة.
– وثانيا: لأن العقل يملي علينا أن لا نقوم بأي ردة فعل، قلتها بالأمس في ساحة الشهداء في يوم رفيق الحريري ورفاقه، قلتها لا عدو لنا في الداخل، قلتها وأقولها اليوم وسأقولها غدا وبعد غد وفي كل لحظة، عدونا فقط هو إسرائيل، هناك خلاف سياسي في الداخل نعم، خلال سياسي كبير في الداخل نعم، إخترنا التخاطب الهادىء، لن أستخدم كلمة تهدئة، لأن كلمة تهدئة هي مع العدو، لا اعداء لنا في الداخل إلا الجهل، الجيش قام بواجبه والسلطة قامت بواجبها، وكما جرى في بيروت، كما وقفنا جميعا مع سعد الحريري ومع مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد قباني) والمفتي (نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير) قبلان، وكل بيروت بضاحيتها وببيروتها، كل بيروت، وقفنا يوم الزيادين فوق الجراح”.
أضاف النائب جنبلاط: “أناشد أهل الفقيد، وأعلم أن جراحهم كبيرة وقاسية، لكن العقل قبل شجاعة الشجعان، ومصلحتنا مصلحة العيش المشترك فوق كل شيء. ما جرى مستنكر من قبل الجميع وأعلم أن الفريق الآخر أو الفرقاء الآخرين من حركة “أمل” و”حزب الله” سيستنكرون كما نستنكر، لكن فلنذهب غدا موحدين كوطنيين لبنانيين نودع الشهيد، نركن الى العدالة، هذه هي رسالتي اليكم يا أهل الجبل، يا آل زين الدين. والعوض بسلامتكم”.
يشار إلى أنه لدى وصول جثمان الفقيد الى بلدته الشبانية محمولا على الأكف، دقت أجراس الكنائس في البلدة عنوان التضامن والتآخي مع الطائفة الدرزية.
*
الخبر السابق:
وجدي ضاهر – خاص – الشفاف
اعلن الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني بزعامة النائب وليد جنبلاط استشهاد احد عناصره يوم الاحد في الخامس عشر من الجاري متأثرا بجروح اصيب بها قبل يوم في اعتداءات انصار قوى الثامن من آذار.
ونعى الحزب في بيان الشهيد لطفي زين الدين الذي توفي صباح الاحد متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة اعتداءات انصار المعارضة
في منطقة رأس النبع في يروت على مشاركين في احتفال ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري السبت أمس بعد انتهاء التجمع.
ووقعت امس السبت في الرابع عشر من الجاري حوادث تلاسن عدة وضرب بالعصي بين انصار قوى الرابع عشر من آذار وانصار قوى الثامن من آذار قبل الاحتفال وبعده اسفرت وفق مصدر امني عن اصابة بضعة اشخاص بجروح وعن تحطم بعض السيارات.
مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي ابدت خشيتها من استهداف لطفي زين الدين وابنه شادي زين الدين الذي ما زال يرقد في المستشفى بسبب تعرضه لاصابات وطعنات بالسكاكين.
وادرجت مصادر لبنانية مطلعة عملية الاعتداء على عائلة زين الدين في باب الاعتداءات المبرمجة والتي تستهدف العائلة التي قتل من افرادها الشيخ مالك زين الدين والشيخ وسيم زين الدين وهما من اتباع الشيخ علام ناصر الدين وذلك في معارك اندلعت في مدينة الشويفات الساحلية اللبنانية اثناء غزوة حزب الله التي بدأت في بيروت وامتدت الى الجبل.
وفي المعلومات ان الحزب الالهي يحمّل آل زين الدين مسؤولية مقتل احد قادته البارزين في معارك الشويفات المدعو “ابو الفضل” وهو يسعى للثأر لمقتله من ابناء العائلة، خصوصا ان شهيد الحزب الاشتراكي بالأمس ونجله هما من انسباء الشيخين مالك ووسيم الذين قتلا في معارك الشويفات ويتهمهما الحزب الالهي بقتل ابو “الفضل”.
الى ذلك بدأ رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط جهودا حثيثة للحؤول دون قيام انصاره خصوصا عائلة زين الدين بالانتقام لعمليات القتل المتسلسلة التي يمارسها حزب الله في حق ابناء زين الدين خصوصا وان استهداف الامس ليس عفويا ولم يكن ناجما عن تلاسن عرضي بين انصار الاكثرية والاقلية بل بدا وكأنه عن سابق ترصد وتصميم. وما يخشاه رئيس الحزب الاشتراكي هو قيام عناصره باستهداف عناصر حزب الله الذين سيشاركون في احتفال حزب الله بذكرى مقتل عماد مغنية في روضة الشهيدين في بيروت خصوصا قوافل انصار الحزب الالهي القادمة من بعلبك والبقاع والتي تمر حكما في مناطق ذات كثافة درزية.
abouelkim@hotmail.com