نتصوّر أن الرئيس أحمدي نجاد (قبل عامين استقبله طلاب جامعة طهران بيافطات “رئيس جمهوري فاشستي”) كان في غنى عن “تهنئة” وليد جنبلاط بذكرى الثورة الإيرانية. جنبلاط لم ينسَ واحداً من المغضوب عليهم من آباء الثورة: من بني صدر اللاجئ في باريس، إلى مهدي بازركان، وآية الله طالقاني (التقدمي) وآية الله منتظري (قيد الإقامة الجبرية) الذي أشار جنبلاط إلى دوره “الكبير والمستمر” وإلى الرئيس محمد خاتمي.
ولم ينسَ وليد جنبلاط “قيم التعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. وحوار الحضارات.. والمجتمع المدني”!!
باختصار، برقية تهنئة كان أحمدي نجاد في غنى عنها!
*
(الصورة: وليد جنبلاط يخطب في مظاهرة 14 شباط في بيروت)
أبرق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، لمناسبة الذكرى الـ30 لقيام الثورة الإسلامية في إيران، وجاء في البرقية:
«في الذكرى الثلاثين لقيام الثورة الإسلامية في إيران، التي أسقط فيها الشعب الأعزل إلا من سلاح الإيمان والوحدة، وفي انتفاضة حضارية سلمية، لم يشهد التاريخ لها مثيلا، أسقط أعتى الدكتاتوريات الاستبدادية في العالم. وفي هذه الذكرى المجيدة نستعيد وإياكم صفحات تلك الثورة التي سطرها بدمائهم وتضحياتهم قافلة من الوطنيين والديموقراطيين والثوريين، من شخصيات وأحزاب، كانوا على اختلاف مشاربهم وتنوع انتماءاتهم، آباء الثورة، وعصبها وروحها ووقودها.
اضاف: نستذكر معكم المبادئ والقيم التي ضحوا جميعا في سبيلها، الحرية والاستقلال، العدالة والكرامة، الحوار والديموقراطية، ونستذكر من خلال هذه المبادئ والقيم حركة الرئيس مصدق التاريخية، ودور الشهيد الدكتور علي شريعتي، وحركة تحرير إيران وأعلامها الكبار، مهدي بازركان وآية الله طالقاني، نستذكر دور الرئيس بني صدر، والشهداء مطهري، ومفتح ورجائي، وباهنر وبهشتي ، ونستذكر الدور الكبير والمستمر لآيةالله العظمى الشيخ حسين علي منتظري، نستذكرهم جميعا إذ هم جسدوا تحالف الحوزة الدينية مع المجتمع المدني، وكرسوا قيم التعددية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وفتحوا الطريق الى حوار الحضارات، ذلك الحوار الذي جعله الرئيس محمد خاتمي عنوانا لدولة إيران الاسلامية، التي نسعى الى أن تكون جارة وشقيقة ورائدة معنا في النضال العالمي من اجل حرية وتقدم وسلام الشعوب.
وتابع: في هذه الذكرى المباركة نتمنى أن يحقق شعب إيران أمانيه وأن يستعيد روح الثورة ومبادئها، روح التضامن والوحدة، روح التعدد والتنوع والديموقراطية، روح حوار الحضارات والتعاون من اجل خير الإنسانية جمعاء.