عاد السيد حسن نصرالله الى الظهور مجددا بـ”العباءة الايرانية”، من خلال إثارته وتبنيه لأول مرة مسألة الدبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين خطفوا على أيدي “القوات اللبنانية” في 1982، اي منذ 27 سنة. أثار الأمر بالتزامن مع محاولته “تعويم” ملف أسرى جديد، والأمران يشكلان مصلحة ايرانية بامتياز فلسطينيا ولبنانينا. غير أن مسألة الدبلوماسيين الايرانيين تهدف في العمق الى لعب “ورقة مسيحية” لصالح ميشال عون في مواجهة سمير جعجع. أي أن بيت القصيد من خطوات “حزب الله” باتت إنتخابية، والهاجس هو كيفية كسب الانتخابات في ظل ترنح شعبية التيار العوني.
إستنفار إعلامي لافت، وظهور متكرر لنصرالله الذي يشوب خطاباته شيء من التوتر والعدائية، كانعكاس على الأرجح للمأزق الذي يتخبط فيه هذا الفريق. صراخ وضجيج حول عناوين كثيرة مطروحة، من “الانتصار” في غزة، الى “التنصت”، مرورا بمجلس الجنوب و”الكتلة الوسطية” والايرانيين الأربعة، والأسرى مجددا والسلاح… عناوين مثيرة للجدل، ولكن دوافعها الانتخابات النيابية المقبلة!
يتكلم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، عن “إنتصار” في غزة على أجساد 1500 شهيد، ويتلقى التهنئة من “الممانع” بشار الأسد، ثم يسارع الى طهران للحصول على بركة “مرشد الثورة” علي خاميئني، بعد أن بدأ “المال النظيف” بالتدفق الى غزة. إلا أنه لم يتلق سوى الدعم المعنوي والتضامني من قبل “حزب الله”، الذي لم يتمكن حتى من تبني محاولات إطلاق صواريخ إزعاج و”إستفزاز” من جنوب لبنان. رغم أنه، أي “حزب الله”، كان المحرض الأول وواضع السيناريو الذي اتخذته “حماس” نموذجا لها في حرب غزة. إلا أنه منع هذه المرة من لعب دور يطمح له، ومع ذلك فهو يحتفل بـ”النصر”. وتنطح نصرالله للقيام بالحملة على مصر!
غير أن حرب غزة ليست كحرب تموز، لا فلسطينيا ولا لبنانيا. فعلى الصعيد الفسطيني ثبت أنه لا يمكن خوض مواجهات أو تحقيق “إنتصارات”، أو أية مكاسب مهما كانت بسيطة في ظل إنقسام داخلي حاد، صنعته في هذه الحالة “حماس” نفسها. أما في لبنان فقد تبين أن مثل هذه “الانتصارات” لم تعد “جذابة”، تحديدا لمن واجهها من أهالي الجنوب بشكل خاص ودفع ثمنها، وأن الوحدة الداخلية هي الأساس. كما تبين أيضا أنه يوجد أمر إسمه “ذريعة” يمكن تفاديها كما حصل خلال حرب غزة، مثل “فقاعات” (صواريخ) أحمد جبريل أو من يأتمر مثله بأوامر النظام السوري. وهكذا، لم تتمكن “حماس” من توظيف “إنتصارها” الذي يبدو أنه على العكس سيعمق الانقسام الداخلي، وكذلك، لم يتمكن “حزب الله” من صرف “إنتصار” غزة في الداخل!
وإذ بنصرالله يحاول إختراع ملف الأسرى، وإنما بإخراج غير موفق بدليل أن أمين عام “حزب الله” وجد نفسه مضطرا بلحظتها لايجاد تبرير، لم يكن مقنعا، لاعادة إثارة هذه القصة رغم وجود عشرات ومئات المخطوفين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، لم يكلف نصرالله نفسه مجرد سؤال حليفه الأسد عنهم. إن خطوة نصرالله الأخيرة تهدف من جهة الى إعطاء قوة وزخم لمسألة التفاوض الفلسطيني-الاسرائيلي حول ملف الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، ومن جهة ثانية محاولة منح أوراق إنتخابية لحليفه ميشال عون عبر إستحضار الحرب وتسليط الضوء على ماضي “القوات اللبنانية” لعل ذلك يثير بعض التعاطف في صفوف المسيحيين…
ويتبنى نصرالله في الوقت نفسه معركة نبيه بري حول تمويل مجلس الجنوب، وهي معارك جديدة بالنسبة له، رغم المال “النظيف” المتدفق من الحنفيات الايرانية. لماذا؟ هل لحاجة بري الى المال عشية الانتخابات المقبلة، ومحاولة منه لاقناع الناخبين الجنوبيين أن الدولة، أو تحديدا حكومة فؤاد السنيورة التي يشاركون فيها، لا تريد مساعدتهم أو إنعاش الجنوب؟ والاحتمالان يصبان في نفس الهدف، أي الانتخابي!
غير أن اللافت في الأمر أن رئيس المجلس لم يعلن اي موقف من مسألة الايرانيين الأربعة رغم أن سمير جعجع نقل كلاما عنه يدحض كلام نصرالله، لم ينفه بري الذي يعرف على الأرجح أن الانتخابات يعوزها شيء آخر، وإن عودته الى رئاسة المجلس لا يضمنها بطبيعة الحال “حزب الله”.
إلا أن بيت القصيد بالنسبة لـ”حزب الله” يبقى السلاح الذي إنتهت وظيفته، وهو أمر لا يمكن أن يسلم به هذا الحزب لأنه يعني نهايته هو! فمنذ 2000 وبعد الانسحاب الاسرائيلي لم يعد سلاحا مقاوما ولم يستعمل. وفي الأسابيع الماضية خلال العدوان على غزة لم يكن له أي دور رغم الصوت العالي النبرة، لأن الولي الفقيه قرر ذلك وأفتى بعدم جواز إلتحاق أي “مجاهد” ايراني للقتال الى جانب إخوته “المجاهدين” في غزة. فالقيادة الايرانية تريد أن تترك مجالا للتفاوض مع الادارة الاميركية الجديدة، التي تتجه الى فرض عقوبات على طهران في حال لم تنجح الجهود الدبلوماسية، وليس نحو عمل عسكري من شأنه أن يوحد الداخل الايراني…
أما المأزق فعند “حزب الله”! ماذا بامكانه أن يفعل للحفاظ على سلاحه عشية إنتخابات غير مضمونة النتائج بالنسبة له ولحلفائه؟ أول أمس وقف محمود قماطي من قيادة الحزب، في إحتفال “حماس” بـ
“انتصار” غزة محذرا من أن “لا إمكانية للتنازل عن السلاح أو دمجه في جسم آخر، فالمقاومة هي الركيزة الأساسية ولن نتخلى عن ذلك مطلقا…”، وتابع قماطي متوعدا: “ان كل الاستراتيجبات التي تحاول دس السم في العسل من أجل إقناع الرأي العام والشعب أن التخلي عن المقاومة فيه مصلحة لبنان أمر مرفوض”. ثم زاد فصاحة بالقول: “لا تتوهمن أي أكثرية أنه بامكانها ان تحكم بمفردها أو تستأثر بالسلطة…”، وطبعا هذا التحذير ليس موجها ضد حزبه وحلفائه!
وأخيرا، فتحت معركة “التنصت” التي تبناها “حزب الله” بكامل ثقله دعما لحليفه العوني، رغم علمه أن المستهدف بشكل أساسي هو المكالمات التي وضعت يدها عليها لجنة التحقيق الدولية في جريمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري، فيما تستعد المحكمة للانطلاق في أول آذار المقبل!
s.kiwan@hotmail.com
نصرالله يخشى ألا تحصن “عباءته الايرانية” حليفه عون في الانتخابات النيابية المقبلة!لن يسمح النظامين الايراني المليشي الطائفي ولا المخابراتي السوري بنظام ديمقراطي يحترم الانسان في لبنان. لنعد الى التاريخ فبعد ان تغيرت الخارطة السياسية بعد تغيير حكم شاه ايران فان الصهيونية عرفت ان الذي وصل اي الحكم هم امتداد للفكر الصفوي(استغلال المذهب والقضية الفلسطينية لسيطرت الفرس على المنطقة وخاصة الحرمين الشريفين والعالم) فيمكن استغلاله فايران تعتبر المصدر والداعم الاول للمليشيات المسلحة وغيرها في المنطقة واسرائيل ايضا تريد ان تتمدد بواسطة القوة والدمار وبعد ان دمر العراق بواسطة الاحتلال والمليشيات الايرانية والقاعدة بحيلة اسلحة الدمار الشامل ولم يتجاوز اتخاذ القرار اشهر… قراءة المزيد ..
نصرالله يخشى ألا تحصن “عباءته الايرانية” حليفه عون في الانتخابات النيابية المقبلة!
تخيلوا معي:
آية الله عون الله
الكاردينال حسن نصر الله.