الإنطباع السائد في بيروت هو أن “حزب الله” لا يرغب في الدخول في “السيناريو النجادي” الذي يتحدث عنه المحلّل ماكس أدلير في “الفيغارو” الباريسية والمعروض أدناه. ولكن المشكلة هي أن “قرار” الحزب ليس في بيروت بل في طهران!
*
حسب المحلّل الفرنسي ماكس أدلير، في جريدة “الفيغارو”، فإن ضجيج التعبئة الإسرائيلية والتخطيط لعمليات ثأرية في غزة لا ينبغي أن يعمينا عن حقيقة المجابهة التي تدور الآن تحت أنظارنا، وفحواها هو مصير الدولة الإيرانية، أي مستقبل الشرق الأوسط نفسه.
وإذا ما تمعّننا في ما يجري، فلا مفرّ من ملاحظ أن سياسات طهران بلغت مرتبة متقدمة من عدم الإنسجام في الأسابيع الأخيرة.
ففي الوضع الراهن، لا بد لإيران أن تتقدم في واحد من إتجاهين إما التعاون مع الولايات المتحدة في العراق، أو المواجهة المسلحة مع إسرائيل. ويبدو أن عملية الإختيار هذه ينبغي أن تتمّ قبل الإنتخابات الإيرانية العامة التي ستجري في ربيع 2009. ولكن يبدو كذلك أن الرئيس أحمدي نجاد قرّر استباق هذا الإستحقاق الداخلي عبر تنظيم إستفزاز خارجي واسع النطاق ومتعمد.
الأمر الذي سيتيح له، في الوقت نفسه، أن يعزل خصومه سواء منهم الليبراليين أم المحافظين البراغماتيين، الذين يبدو، حتى الآن، أنهم يتمتعون بتأييد الرأي العام الإيراني المناوئ جداً للسلطة الأصولية الراهنة والتواق جداً إلى تغييرات في السلطة.
ولكن إيران لا تملك سوى أداتين في المنطقة: هما حزب الله اللبناني وحاس الفلسطينية (يبدو أن المحلّل الفرنسي، هنا، ينسى حركة “الجهاد” الفلسطينية الأكثر إلتصاقاً بإيران، حتى من الناحية الدينية). ففي العراق، الذي يتّسم بأهمية أكبر بكثير من زاوية إيران ومن الزاوية الشيعية، فإن أصدقاء طهران الذين يمسكون السلطة في بغداد الآن ليسوا أصدقاء أحمدي نجاد.
والواقع هو أن حكومة نوري المالكي تمارس ضغوطاً متواصلة على الإيرانيين لكي يتعاونوا- ولو بالحد الأدنى- مع الأميركيين الذين أتاحوا إنتصار الأحزاب الشيعية في العراق والراغبون في استئصال القاعدة في العراق.
ويمكن أن يتكرّر نفس الوضع في أفغانستان، حثي يواجه الإيرانيون والأميركيون عدواً واحداً هو الطالبان، وحلفاء مشتركين هم “الطاجيك” الذين يتزعمون “تحالف الشمال”.
وقد أسفر هذا التفاهم الضمني بين القوتين المتصارعتين في الماضي و عبر مفاوضات سرّية عن تحييد أنصار مقتدى الصدر في العراق بتواطوء من السلطة الإيرانية. كما أسفر عن صدور تقرير المخابرات الأميركية الذي قدّر أن إيران باتت، منذ العام 2006، بعيدة عن إمتلاك سلاح نووي، وهذا التقدير كان بمثابة تعهّد من واشنطن بعدم اللجوء إلى ضربة وقائية ضد المراكز النووية الإيرانية حتى إشعار آخر.
بل ويمكن ملاحظة وجود توتُر في العلاقات بين إسرائيل وأميركا حول هذه المسألة، حيث أن واشنطن منعت إسرائيل من استخدام المجال الجوي العراقي لشن هجوم مباغت ضد إيران.
وإذا كان تخفيف حدة الصراع مع واشنطن يناسب أغلبية طبقة الملات الحاكمين في إيران، فإن بالمقابل لا يناسب على الإطلاق الجناح المتطرّف الذي يقوده الرئيس أحمدي نجاد ومرشده الروحي آية الله مصباح يزدي.
ويملك هذا الجناح ورقة أساسية هي ورقة “حزب الله” اللبناني الذي يمثّل تحالفه الإستراتيجي الوثيق مع “الإخوان المسلمين” الفلسطينيين في حركة “حماس” نوعاً من التكذيب لفكرة المواجهة الشيعية-السنّية التي يمكن أن تشمل المنطقة كلها، من العراق وحتى باكستان مروراً بالسعودية.
إن الأجهزة الإيرانية موجودة في غزة، وهي تتولى تدريب مقاتلي حماس على التقاط الإتصالات اللاسلكية العسكرية الإسرائيلية وفك رموز الرسائل المتبادلة بالعبرية، وهذا عدا الدعم الفنّي الذي يوفّره الإيرانيون في مجالي الصواريخ والمتفجرات.
إن تفجير الصراع يعرّض الأصوليين لاحتمال خسائر كبيرة، ولكنه يفتح لهم المجال لتحقيق مكاسب ضخمة كذلك.
فتضحيات إسلاميين غزة ينبغي لها، في نظر المحرّضين الإيرانيين، أن تنتصر ميدانياً على المتخاذلين الشيعة في طهران وبغداد الذين لا يحلمون سوى بالحوار مع أوباما، كما ينبغي أن تؤدي إلى زعزعة إستقرار مصر التي يزداد الأصوليون قوة فيها.
وحسب هذا المنطق (النجادي)، فإن عجز نظام مبارك يمكن أن يضعف الدولة المصرية بصورة نهائية، ويمكن أن يدفع المنطقة كلها نحو نوع من أنواع “الخلافة الإسلامية”.
“الفيغارو”: حسابات أحمدي نجاد في تفجير الوضع بـ”غزة”
متى نشر التحليل في الفيغارو؟ حبذا لو تمّ ذكر التاريخ.
المعلومة الخطرة والتي أطّلع عليها أوّل مرة هي أنّ (إن الأجهزة الإيرانية موجودة في غزة، وهي تتولى تدريب مقاتلي حماس ) ..
معروف أنّ الأجهزة الايرانية موجودة في لبنان تحت ظلّ حزب الله وهم قدّ قاموا بتدريب دورات لرجال حماس على دفعات منها 130 و 150 وكذلك 5 و 11 .. ولكن وجود أجهزة ايرانية في غزّة هذا امر لم يكن معلوما من قبل.
ربما يمكن الاتصال بماكس أدلير والأستفسار منه لتعميق الخبر…
“الفيغارو”: حسابات أحمدي نجاد في تفجير الوضع بـ”غزة”Unless Moubarak’s Egypt is oblivious to all that is written in this article considering Egypt’s “moukhabarat,” why then did Egypt play along so stupidly (as one assumes from this article) and give Israel the green light or at least a tacit approval to the launching of the attacks and possible invation of Gaza? Having failed in Lebanon in 2006, why then did the “moderate” Arab states, with Saudi Arabia at their rotten head, not do something to put in check this Iranian influence, less the Israelis killing all of the inhabitants of Gaza?… قراءة المزيد ..