(منع من النشر في “القبس” الكويتية)
نسعى عن طريق بعض ما نكتب المساهمة في تغيير الواقع “غير الطبيعي” الذي تعيشه مجتمعاتنا، التي كلما زاد تطرف جهة منها ردت عليها الأطراف الأخرى بتطرف أكبر!! وإن لم تقم جهة ما بعمل شيء ما لوقف هذا الانحدار والانغماس في حفل زار التشنج الطائفي هذا فإن الوطن لا شك سيضيع … يا ولدي.
والخطير أن هذا التطاحن الطائفي دفع كل طرف لإخراج أقبح ما عنده من شعوذات ومغيبات عقل في محاولة للسيطرة على عقول أتباعه والتقوية بهم على الطرف أو الأطراف الأخرى. وخطورة ذلك تكمن في أن هذه القصص الحماسية والخيالية بطبيعتها تساهم أكثر في انحدار الفهم الصحيح للأمور لدى العامة، والغوغاء بالذات، وتصبح هذه القصص مع الوقت من الأمور المسلم بها، وهذا لا يقتصر على قادة الرأي الديني ضمن طائفة دينية ما بل يشمل كافة طوائف الدين الإسلامي دون استثناء. وقد سبق وأن أوردنا الكثير مما ينشر على الإنترنت من خطب وفتاوى وآراء غريبة للعديد من رجال الدين من أمثال زغلول النجار وعبدالمجيد الزنداني، الذي لا يزال العالم من سنوات بانتظار الكشف عن دواء الأيدز الذي “اخترعه”، إضافة للشيخ المنجد، صاحب الميكي ماوس وعبدالصبور شاهين والشيخ محمد تقي المدرسي وغيرهم، الذين يعتبرهم الكثير من أتباعهم من الأفذاذ الذين لا يأتيهم الباطل إما بسبب عدم معرفة هؤلاء العامة بما يبث وينشر على الإنترنت من غريب الآراء لرجال الدين “العلماء” أو بسبب عدم قدرتهم على التحرر من سطوتهم رجال الدين المتشددين عقولهم وأفكارهم.
زار الكويت قبل فترة رجل الدين الإيراني الشيعي “السيد محمد الفالي”. اعترض أحد نوائب الغلو الديني السني في البرلمان على الزيارة، وطالب وزير الداخلية بترحيله في اليوم نفسه. تصدى نائب من الاتجاه المذهبي المعاكس لغلو الأول وهدد باستجواب وزير الداخلية إن تجرأ على طرد “السيد الفالي”، بحجة أن زيارة الفالي قانونية!! وهنا ارتفعت وتيرة الخلاف بين الطرفين وانظم نواب آخرون لكل طرف وازداد الشد والجذب وتمسك كل طرف بموقفه الأمر الذي دفع نواب الغلو السلفي لتقديم استجواب لرئيس مجلس الوزراء على خلفية تأخر ترحيل الفالي، وهذا أدخل البلاد في مشكلة سياسية عويصة أجبرت رئيس الحكومة على الاستقالة، فأصيبت الحياة النيابية بشلل تام وتوقفت إقرار أي قانون أو تفعيل أي قرار، وأصبح مصير الديمقراطية برمتها في مهب الريح. وكأن ذلك لم يكن كافيا، فقد أدخلت زيارة الفالي البلاد في شقاق طائفي بغيض كانت في غني عنه.
لم أكن أصلا أود الكتابة في موضوع هذه الزيارة أو تبعاتها، خاصة بعد أن غادر الفالي البلاد بصورة نهائية، ولكن ما خلفه من احتقان في نفوس كافة الأطراف، ومظاهر التوديع المؤثرة التي لقيها في المطار وكم اللثم والتقبيل الذي انهال على خديه ورأسه ويديه، دفعتني لأن أبحث في الإنترنت في فكر رجل الدين هذا ومعرفة طريقة تفكيره، والإطلاع على السبب في وصوله لهذه المكانة في قلوب أتباعه، وكيف أصبح وجوده في الكويت يمثل خطرا على خصومة، أقول ذلك مع ثقتي بأن رجال الدين لدى الطرفين هم المستفيدون الوحيدون من هذا التشويش والحرب الطائفية، فالمنتصر في مثل هذه الاختلافات هم الأطراف الأكثر تشددا وغلوا، داخل كل مجموعة، وهذه المواقف المتشنجة هي التي يقتاتوا منها لأنها عادة تساهم في أبراز نجوميتهم.
لم يبخل الإنترنت على بالمعلومات عن السيد الفالي وربما تكون القصة التالية التي يرويها السيد الفالي بأسلوبه المسرحي وصوته الجهوري أبلغ دليل على فكر الرجل، وفكر من يتبعه.
ففي حدث منبري له يروي السيد الفالي الواقعة الدينية التالية في تبيان فضائل الإمام على بن أبي طالب، الخليفة الرابع والأخير، في سلسلة الخلفاء الراشدين، حيث يقول : “… وفي يوم ولادته (أي الإمام علي) سنة ثلاثين بعد عام الفيل، لما خرجت السيدة الطاهرة أمه من جوف الكعبة وعلى يديها “علي” يتلألأ وكأنه النور ونزلت لأبوه “أبو طالب”، سلام الله عليه، ونظر يخاطب ربه، أبو طالب المؤمن، وهو مؤمن قريش، نظر وقال: يا رب يا ذا الجسد الجدي، والقمر المبتلج المضي، بين لنا من حكمك المرضي، ما ذا ترى في اسم ذا الصبي؟
وإذ بسحابة ظهرت من بعيد (على شكل بيتين)، وقائل هذين البيتين هو الله…الله….الله له بيتان من الشعر قالهما في فضل على بن أبي طالب. ماذا قال الله، قال الله: خصصت بالولد الزكي، والطاهر المنتجب المرضي، واسمه من شامخ “علي”! وهنا يصدر هدير قوي من الحضور بالصلاة والسلام على محمد وآل محمد.
ما ورد أعلاه ليس كلاما منقولا عن فلان شفاهة، فالأقوال الشفهية عادة ما تنسى بعد لحظات من قولها أو سماعها، مهما كانت مكانة قائلها بسبب الضعف الطبيعي للذاكرة البشرية، وبالتالي لا يعتد كثيرا بالأقوال المرسلة شفاهة. ولكن نص هذه الخطبة منقول من رابط مسجل وموجود لدينا!!
إن هذا الكلام لا يمثل مدحا للإمام علي بن أبي طالب، الغني عن هذا الكلام بسيرته ومواقفه الشهيرة والمعروفة. كما أنه يمثل أيضا إساءة للعقل والمنطق. فلم يسبق أن سمعت أو قرأت أو سمع أو قرأ من سألت من المطلعين على السير والأحاديث الدينية بمثل هذا الكلام.
هذه واحدة من روايات السيد الفالي الذي أدخل الكويت في أزمة سياسية معقدة لا يعرف أحد كيف الخروج منها، والحكم بالتالي متروك للقارئ.
habibi.enta1@gmail.com
رجل أعمال وكاتب كويتي
الشيوخ المهرة والنواب التجرة
السيد باعشن يبدو أنه من عندنا.
تعبت في بيتها راحت تكنس الجامع.
الشيوخ المهرة والنواب التجرةفي البداية حفظ الله الكويت وشعبها فهي بمثابة الفنار المضي في خليج يعج بالانظمة الشمولية.هذه الخرافات والهرطقات التي أشرت اليها سواء كانت عند الشيعة اوالسنة لا تعطي الحق لحكومة، خاصة مثل حكومة الكويت أن تمنع دخول شخص يقول بمثل هذا؛ الكويت يمكن القول أنها اقرب للدولة المدنيةمنها للدولةالدينية. الكويت اليوم في حاجة ملحة للتوسع في البنية الديمقراطية حتى تلملم التناثر الاجتماعي والذي بدى وكأنه سيتقطب على محاور طائفية. ستكون خطوة جرئية لو قام البرلمان بتقديم مشروع قانون للاحزاب مع انه لا يوجد شيء في الدستور الكويتي اصلا يمنع تشكيل الاحزاب. مثل هذا الاجراء سيأخد بيد التجربة الديمقراطية… قراءة المزيد ..
الشيوخ المهرة والنواب التجرة
النواب لكَع و الشيوخ أبلع و الحكومة صمرقع
وياللي زينا تعالوا عندنا