(الصورة: ما تبقّى من ضاحية بيروت، ردم وحجارة تلقى إلى البحر)
*
لا يتطرّق التقرير الصادر عن الكلية الحربية الأميركية إلى جوانب التدريب الذي تلقّاه مقاتلو حزب الله في إيران نفسها (النص
الكامل في صفحة “الشفاف” الإنكليزية) ولكن المديح الذي يكيله التقرير لقدرات حزب الله القتالية هو، أولاً وأخيراً، مديح للقدرات القتالية لـ”الباسداران” الإيراني، الذي يشكّل حزب الله أحد أذرعته. وهو مديح لنوعية التدريب التي وفّرها “الباسداران” الإيراني لعناصر الحزب ولقدرات “الباسداران” نفسها التي ينطبق عليها التقييم الذي يخلص إليه التقرير الأميركي لحزب الله نفسه، وهو أنه “”بالإجمال، لم يتطابق سلوك قوات حزب الله في 2006 سواءً مع نموذج حرب العصابات أو مع نموذج القتال التقليدي.” فـ”الباسداران” نفسه قوة “موازية للجيش” للدفاع عن إيران، وقوة قمع داخلي للدفاع عن النظام ضد أعداء الداخل. إنه “ميليشيا دولة”، أي نصف جيش ونصف ميليشيا.
ويعطي التقرير صدر علامات عالية لحزب الله كقوة عسكرية مقاتلة في حرب 2006: من ناحية معدّل الإصابات التي ألحقها بالجيش الإسرائيلي، ومن ناحية إمتلاكه قدرات عسكرية تنحصر عادةً في الجيوش النظامية. ومن بعض النواحي، يبدو حزب الله متفوّقاً على القدرات التي أظهرتها الجيوش السورية والعراقية مثلاً في الحروب السابقة.
وجاء في التقرير:
“نفّذ حزب الله بعض الأمور بطريقة جيدة، مثل إستخدامه للإختباء والتمويه، ومثل تحضيره لمواقعه القتالية، وانضباطه الناري ودقة رماياته بالهاون، وكذلك على مستوى تنسيق الإسناد بالنيران المباشرة. ولكنه ظل دون المعايير الغربية المعاصرة بالنسبة للتحكم بالمناورات الواسعة النطاق، ودمج الحركة مع الإسناد الناري غير المباشر، والإستخدام المشترك لمختلف الأسلحة، والقدرة على التكيّف مع الظروف المتغيّرة، ومهارة الرماية بالأسلحة الصغيرة. ويبدو أن حزب الله حاول أن يطوّر نظاماً تقليدياً إلى حد كبير من التكتيكات ومن المهارات العملياتية الميدانية، ولكن هنالك فرقاً بين “المحاولة” و”الإنجاز”، أي أن محاولات حزب الله، في العام 2006 على الأقل، كانت فوق مستوى قدراته الحقيقية.
“لكن حزب الله ليس الوحيد الذي يعاني من هذا النقص… فقوات “النخبة” من الحرس الجمهوري العراقي مثلاً أثبتت بصورة منهجية عدم قدرتها على دمج الحركة مع الإسناد الناري غير المباشر، وعلى استخدام مختلف الأسلحة معاً، وعلى التكيّف مع تغيّر الظروف، أو على تحقيق إصابات منهجية للأهداف سواء بالأسلحة الصغيرة أو الكبيرة. وخلال حربين مع الولايات المتحدة، كان إستخدام العسكريين العراقيين للإختباء والتمويه، وتحضير المواقع القتالية، والإنضباط الناري، أقل كفاءة من حزب الله. إن الجيش الإيطالي في العام 1941 كان أقل كفاءة بكثير من حزب الله في العام 2006. وكانت الدفاعات الفرنسية في جبهة “سيدان” الأساسية في العام 1940 أكثر إنكشافاً بكثير، ولم تكن أكثر قدرة على التكيّف مع الظروف المتغيّرة من حزب الله.
“وأثبت الجيش المصري بصورة منهجية أنه أقل كفاءة من حزب الله في الإختباء والتمويه، وأفضل قليلاً من حزب الله في تنسيق المناورات الواسعة النطاق التي تستخدم أسلحة متعددة، أو في التكيّف المرن مع الظروف المتغيرة، وينطبق ذلك على حربي 1956 و1967. ولم يكن الجيش السوري أفضل من حزب الله في حروب 1967، أو 1973، أو في حرب 1982 بين إسرائيل وسوريا. والواقع أن حزب الله ألحق بالإسرائيليين، كمعدّل لكل مقاتل عربي، أكثر مما ألحق بهم أي من الجيوش العربية في حروب 1956، و1967، و1973، و1982.
“كانت مهارات حزب الله القتالية ناقصة كثيراً في 2006، سوى أن هذ المهارات تضاهي القدرات العسكرية النظامية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، عدا أنها أعلى من قدرات الجيوش النظامية في كثير من هذه الدول.
………….
“بالإجمال، لم يتطابق سلوك قوات حزب الله في 2006 سواءً مع نموذج حرب العصابات أو مع نموذج القتال التقليدي.”
(التقرير يستحق الترجمة، ويرحّب “الشفّاف” بأية ترجمات ترد من القراء للتقرير كله أو لأقسام منه)
النص الكامل للتقرير:
The 2006 Lebanon Campaign And the Future of Warfare: Implications for Army and Defense Policy