(الصورة: وزير داخلية الهند استقال لأنه يتحمل المسؤولية الاخلاقية عن مجزرة مومباي)
انا لا افهم هذه الدول ولا أفهم المسؤولين فيها. كيف يربطون السلطة بالمسؤولية؟ رؤساء الدول، رؤساء الوزارات، الوزراء، كبار المسؤولين، عندما يحدث خطأ جسيم من أعجب العجب يستقيل المسؤول الكبير معتبرا نفسه مسؤولا مسؤولية تامة عن الذي حدث. أذكر أول ما تنبهت لمثل هذه الحالة كان عندما استقال (الهر فيلي برانت) مستشار المانيا الغربية قبل أن تعود للإتحاد وعجبت أن السيد برانت استقال لأنهم اكتشفوا جاسوساً تابعاً لألمانيا الشرقية من بين العاملين في مكتب المستشار (برانت). في اليوم الثاني تقدم المستشار باستقالته من عمله متحملا المسؤولية الكاملة. عجبت لهذا التصرف……اعتبرته نوعا من السفه!!! كيف يستقيل اكبر رأس في الدولة؟ ولماذا لم يشكل لجنة للبحث عن سبب وصول هذا الجاسوس الى مكتبه؟ وبعد ذلك من الممكن أن يتحمل المسؤولية أحد العاملين ويعاقب. أما أن تصل الى الرأس الكبير فذلك ما لم أفهمه.
اصطدم قطاران في اليابان. أفاجأ أن وزير المواصلات في اليابان يقدم استقالته!!!!! سألت نفسي: وهل الوزير هو مدير السكة الحديدية؟ هل هو مسؤول تحويل القطارات؟ هل عمله ينحصر في القطارات؟
وزير القوى العاملة في فرنسا يستقيل….. لماذا؟ لأن البطالة تجاوزت الحد المرسوم لها….. عجبت!!!هل الوزير هو الذي زاد البطالة؟
ينتحر وزير المال في كوريا الجنوبية لاكتشاف سرقة و تزوير في الوزارة!!!!
الطامة الكبرى عندما ركب الجنرال العظيم شارل ديجول طيارة ومعه زوجه وترك إدارة فرنسا عندما لم ينل الأغلبية في الاستفتاء الذي عرضه على الشعب الفرنسي.
آخر المتعة و ليس أخيرها استقالة وزير الداخلية الهندي وتحمله مسؤولية موقعة مومباي.
سبحان الله!!!!! ما هؤلاء المسؤولون؟ كيف يتركون مناصبهم ويتحملون مسؤولية أمر كان من الممكن أن يحملوه لأي موظف؟ أنا لست أفهم……… كيف يربط هؤلاء الناس بين السلطة والمسؤولية؟
الذي أعرفه ونشأت عليه في بلدي والعالم الذي من حولي أن السلطة (بضم السين) شيء والمسؤولية شيء آخر.
تصوروا لو استقال كل مسؤول في العالم العربي عند حدوث خطأ في جهازه، كيف كان سيصبح حالنا؟
الحمد لله الذي أنعم على الدول العربية بمسؤولين يعون أن شعوبهم في ذمتهم، ويعلمون علم اليقين أنهم لو تركوا مناصبهم لضاعت الشعوب واختلطت الأمور, الحمد لله ….. العالم العربي يتمتع بمسؤولين لهم من الخبرة مالم يكن لأحد من قبلهم ولا بعدهم، ليس هناك بعدهم فهم (من الكرسي الى اللحد)بل وكثير منهم يمتد بخلفه الطيب.
لذا تجد أن الدول العربية تنعم بالاستقرار والهدوء وأنه مهما طال بك الأمد فأنت مطمئن أن المسؤول لن يتغير فتتغير حياتك إثر ذلك.
أدام الله مسؤولينا تاجا على رؤوسنا وللمخطئ الحجر.
allehbi@gmail.com
جده/كاتب مستقل
واستقال الوزير
شو عمي اشترت ال سعود شفاف الشرق الاوسط ؟