هل ننتظر لتصبح سوريا مثل الباكستان ودير الزور أو الحسكة مثل إقليم وزيرستان ، الذي يزوره الطيران الأمريكي كل يوم تقريبا باعثا فيه القتل والدمار العشوائي ، ليحلو عندها على حدودنا الممتدة طويلا للطيران الأمريكي وغيره من تنفيذ ما يراه من رؤى فوق أراضينا المستباحة أمام أنظار العالم اجمع , وما في ذلك من انتهاك لسيادة الأرض ودوس للكرامة الوطنية بكل ما للكلمة من معنى؟
الباكستان ليست سوريا ولن تكون أبدا…. وإن ما قامت به طائرات قوات الاحتلال الأمريكي في العراق هو قمة في الدموية الوحشية والتي تمارسها عادة عصابات المافيا المشهورة, وما توقيتها في هذه الفترة إلا لتسجيل نقاط كثيرة في كل الاتجاهات:
– إن كان في الداخل الأمريكي الذي تداعى بعد الأزمة المالية الكبرى, التي أشعلها مؤخرا والتي أثرت على العالم في جهاته الأربع ، أو للتأثير على مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد النقاط القليلة التي سجلها المرشح اوباما على منافسه ماكين وذلك من اجل حرف تفكير الناخب الأميركي في غير اتجاه, إلى ما حذرت منه سياسة بوش العمياء من إن الإرهاب سيسود العالم فيما لو انتصر منافس حزبه في نهاية الشوط الانتخابي. وطبعا هذا التحليل أخذ به في أكثر من اتجاه من قبل كل الذين (علقوا) على ما حصل من مفكرين وسياسيين وعسكريين وأصحاب شأن ويد طولى في التحليلات الإستراتيجية , فمن خلال تجريب لأكثر من نصف قرن وعشرات الرؤساء الأمريكيين لم تدرك كل الأنظمة الهامشية (أو إنها لا تريد أن تدرك) بان الرهان على أي من هؤلاء لم يكن يوما ما في مصلحة أوطانهم وسيادتها وما أزمة فلسطين المستمرة والراهنة بكل تعقيداتها إلا اكبر مثال لكل من راهن على كل رؤساء أميركا بكل أصنافهم وتلاوينهم , ولذلك يجب أن تعي إن الرهان الحقيقي هو على الشعب والشعب فقط الذي غيبته كل تلك الأنظمة في غياهب السجون والقهر السياسي والاقتصادي على كل أنواعه.
– أما في الجانب العراقي: حيث يسجل لرفض البرلمان العراقي للاتفاقية (وما فيها من تعديلات) طعنا في الصميم لكل ما قامت به قوات الاحتلال على ما تعتقد بأنه لمصلحة الشعب العراقي, وما حصل مؤخرا يصب في نفس الاتجاه ولتعزيز دورها من جديد كمحارب مستمر (للإرهاب ) أينما كان.
– وفي المنطقة العربية : وبالتحديد منطقة الخليج حيث تثبت للجميع من جديد بأن لأميركا وجيشها يداً طويلة تستطيع أن تصل بها إلى مكان تشاء دون مشاورة احد أو الانتظار لأخذ الإذن من أحد.
بعد كل ما سبق هل تكون سوريا (حدودا وشعبا) مكسر عصا لكل السياسات الأمريكية؟
وهل يكون حال سوريا (حكومة وشعباً) حال (الندابات) يلطم ويشجب؟؟ ولسان حاله يقول: لسنا آمنين رغم كل ما قدمته سوريا من خدمات, إن كان للشعب العراقي, الذي حل أكثر من مليون ونصف من شعبه بيننا, نتقاسم معه الرغيف يوميا , أو تنفيذاً للاتفاقيات الأمنية, إن كان مع قوات الاحتلال أو الحكومة العراقية والتي تجلت في ضبط الحدود, ومنع المتسللين إلى العراق, وهذا يشهد له في انخفاض نسبة العمليات الانتحارية التي كانت تقتل العشرات يوميا, وهناك شهادات كثيرة, إن كان من قبل كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية, أو من قبل الحكومة العراقية , وما تعيين سفير لسوريا مؤخرا,ً إلا خير دليل على ما تقوم به تجاههم, وان ذلك ليؤكد نجاعة الإجراءات التي قامت بها سوريا , على حدودها الممتدة لأكثر من 700 كم.
لن ندخل في الأعذار التي قدمتها حكومة الاحتلال والجيش الأمريكي عن هدف هذا العدوان , لكن ما كنا ننتظره هو رد سوري حازم بمستوى الحدث الجلل الذي حصل والاعتداء الناجم عنه, لسنا بوارد جر الجيوش إلى الجبهات للرد على ما حصل وهذا ابعد ما يكون بالتفكير, لأسباب كثيرة لسنا بها الآن!, هل فكرت الحكومة بان ردها اقنع الشعب السوري والعربي بما قامت به من استدعاء للقائم بالأعمال الأمريكي, وإبلاغه الاحتجاج والشجب الذي تمرسنا عليه بحكم العادة منذ أبد الآبدين, وحتى إغلاق المدرسة والمركز الثقافي في دمشق هو نهاية المطلوب؟.
أم إن الرد القوي والحاسم تمثل في الحكم على /12/ معتقل من ناشطي إعلان دمشق, بسنتين ونصف من عمرهم الباقي ,على تهم واهية لم يتردد ولو لحظة سيادة القاضي من تلاوتها أمام استياء الجميع في قاعة المحكمة , وذلك للأسف بعد يوم من تلك الجريمة النكراء!! في وقت كنا فيه أحوج إلى زيادة اللحمة الوطنية والتي تهم الجميع في سوريا مقابل كل أنواع التهديدات الخارجية التي نتعرض لها.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع, وبالتأكيد دون الحاجة للإجابة الفورية عليه: ماذا لو كانت مثل هذه الاعتداءات الوحشية وما سفك فيه من دماء للمدنيين الأبرياء والعزل الذين لا حول لهم ولا قوة, وبوضح النهار وأمام عيون جنود المحارس المنتشرة على حدود الجمهورية الإيرانية؟؟ وماذا سيكون الرد؟
للأسف لقد تعودنا على سياسة قبول اللطم واللطمات (التاريخية)!! في أعقاب كل الاعتداءات الإسرائيلية السابقة والمتكررة على سيادتنا وكرامتنا الوطنية في أكثر من مكان والذي لم نرد عليه (كالعادة) إلا بالشجب والاحتجاج؟؟ وما نأمله مستقبلا أن يكون طرد عناصر السفارة بالكامل وإفساح المجال للتظاهرات العفوية وليس زيادة التحصينات الأمنية حول تلك السفارة المعادية. والانتظار أياما لإعداد مسيرات مبرمجة قد تشمل كل البلاد.
وكل ما نطلبه بان تتوقف كل التبريرات السخيفة التي تغطي ذلك العدوان, والتي يقدمها المسؤولين في سوريا على مدار الساعة!!.. وان لا يتكرر مستقبلا الذي حصل ليس لسبب ما, ولكن خوفاً من أن ينفذ وزير خارجيتنا المحترم تهديداته الزمانية والمكانية والتي ملت آذاننا من سماعها.. ويورطنا في حرب لسنا على استعداد لها الآن..
marwanhamza@maktoob.com
شهبا – السويداء
وماذا بعد… بعد البوكمال..؟
مع احترامي الك ياحضرة الكاتب هناك رائحه غير محببه في مقالك ولن ازيد !!!!!
وماذا بعد… بعد البوكمال..؟
هذا يشهد له في انخفاض نسبة العمليات الانتحارية التي كانت تقتل العشرات يوميا, وهناك شهادات كثيرة
بالله عليك يا حضرة الكاتب الم يكن بالإمكان وقف كل هذه العمليات الارهابية المصدرة من قبل النظام الارهابي من قبل ؟
من ناحية اخرى اليس هذا إعتراف وقح بكل المجازر الدموية التي حصلت ومازالت تحصل في العراق ناهيك عن الإغتيالات التي تحصل بحق الوطنيين اللبنانيين الشرفاء الذين ينادون بالحرية والإستقلال عن ريف دمشق…
مشكلتنا ليست عند بوش بل عند خاتون زرافة