كان الرئيس الأذري السابق حيدر علييف، يتحضر سنة 1986 ليصبح الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي، وهو أعلى منصب قيادي في الاتحاد السوفيتي، ومن خلاله يصبح تلقائيا مرشحا لرئاسة للاتحاد.
فقائد الـ _كي جي بي_ الاذري المسلم الشيعي، كان المنافس الاقوى على زعامة الاتحاد السوفيتي، في المرحلة الانتقالية التي سبقت انتخاب المغمور مخائيل غورباتشوف رئيسا.
اتجهت الانظار نحو علييف اثناء المرحلة الصحية الصعبة من حياة تشيرننكو، حيث بدا علييف الوريث المفترض، لقائده السابق في جهاز الاستخبارات الرئيس السوفيتي الاسبق اندروبوف. الا ان أصواتا داخل المكتب السياسي للحزب لم تخفِ تحفظها علانية بشأن ترؤس سوفيتي من أصل مسلم، زعامة الامة السوفيتية، ليتحول الحزب الشيوعي السوفيتي بين ليلة وضحاها الى الحزب الشيوعي الأرثوذكس الروسي.
وفي بلادنا، نعيش مرحلة، تقبّل نموذج الجمهوريات الوراثية، وإرساء منطقها، كنموذج وحيد للحفاظ على استقرار بعض دول المنطقة، واستمرار نظام مصالحها.
هذه الجمهوريات التقدمية التي صنعتها انقلابات عسكرية، جعلت من الشعارات الثورية، ومحاربة الرجعية والإقطاع والتمييز الطبقي، مبررا لأفعال إلغاء الموروث الثقافي والسياسي للجماعات الوطنية التي أنجزت الاستقلال.
الا إن التقدمية العربية بشقيها (القومي واليساري) لم تلغِ من دساتيرها مثلا، وجوب إن يكون رئيس الدولة مسلما (في تغييب كامل لشريحة أساسية شاركت في تشكيل الهوية العربية الوطنية نهاية القرن التاسع عشر) فيما جاء شعار “حماية حقوق الأقليات” ليحل مكان “حقوق المواطن والمواطنة”.
في موازاة هذا المشهد المشرقي (العربي والمسلم) المتراجع في بنيانه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حيث لم يعد إلقاء اللوم يقتصر على الدولة وحدها، فتكاد حركات المجتمع المدني وطروحاتها الإصلاحية أن تفقد صلاتها بمجتمعاتها، التي كبلتها علاقة الحاجة المتبادلة بينها وبين مؤسسات دولها الرعوية، فعطلت بالتالي انتاج الجماعة لصاح الفرد المقيد بحركة انتاج الدولة.
امام هذا المشهد المحبط و الكئيب لواقعنا، نقف نحن (عربا ومسلمين) ومعنا العالم بأسره امام انجاز للمدنية والحضارة، وتجاوز جريء للفوارق الاثنية والعرقية، إنجاز يُسجَّل بإسم باراك اوباما والحزب الديمقراطي والناخب الأميركي.
فمنذ التفاف شريحة كبيرة من الأمريكيين حول باراك اوباما في مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة دنفر، اسقط المجتمع الاميركي جزءا كبيرا من تهم التمييز العنصري والعرقي، وتعامل مع أوباما كمواطن يمارس حقوقا ضمنها له القانون، ورعتها المساواة الاجتماعية.
فمن بارك اوباما مرشحا الى كولن باول وكوندوليزا رايس، هؤلاء الافارقة الاميركييون (وهو المصطلح الاجتماعي المستخدم بديلا لكلمة اسود او “نيغير”) مرورا بمادلين اولبرايت وهنري كيسنجير اليهوديين، اضافة الى بريجنسكي الكاثوليكي، وهم مهاجرون لم يولدوا في الولايات المتحدة، تكون دولة القانون قد حَمَت قيمها وسمحت لهؤلاء الذين استطاعوا الاندماج داخل مجتمعها بالمشاركة، ليصبحوا شركاء في الحقوق و الواجبات.
اذاً، أقل من نصف قرن بين خطاب مارتن لوثر كنغ (“لدي حلم”) في واشنطن سنة 1963 وخطاب بارك اوباما (قبول الترشح) امام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في دانفر 2008، يكون المجتمع الاميركي، قد أنجز تحولات مدنية كبيرة وجريئة، واثبت امتلاكه لارادة التغيير، بعد التزام الأقلية المهاجرة بالقانون وقبول الاغلبية من المستوطنين الأوائل بمشاركة الآخرين، ضمن جغرافيا المعرفة وتجارب التاريخ، البعيد او القريب الموصول بالخيط الرفيع، بين حلم مارتن لوثر كنيغ بمشاركة الاغلبية، وظاهرة باراك اوباما التي تحولت الى حقيقة، فاستكمل الثاني مشروع الأول.
في مشروع التغيير الأميركي،ومراحل تطوره، سأسترجع عبارة واحد من ابرز مثقفي الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر “هنري ثورو” الذي قال: “أرى ان الديمقراطية وسيلة لا غاية. اراها ليست الحل النهائي، وذلك لأن حكم الاغلبية ليس معناه حكم العدل والفضيلة”.
* واشنطن
نحن والمواطنة والنموذج الأميركي
الكاتب ركيك ومشتت ولا يعرف ماذا يريد ان يقول والمثال السطحي الذي ختم به لا يتساوق مع المقال واتى لمجرد الاستعراض. عسى ان يقوم القائمون على الموقع بالتدقيق في المقالات المنشورة لأن وضع هكذا كاتب في مصاف كتاب كبار في الموقع هو امر يجانب الصواب والعدل.
تحياتي
نحن والمواطنة والنموذج الأميركي
أتايع المقالات والتعليقات التي تنشر بهذا الموقع المميز ، ولكن ما لا أفهمه هو ما يقواه الأخ بتاع عهد الشرق في تعليقاته . والله العظيم نفسي أفهم هو مع أوضد ؟
مع أو ضد ماذا ؟
ليس مهما الموضوع . فالرجل مصمم أن يدس أنفه في كل موضوع دون دراية أو خبرة .
ارحمونا منه يرحمكم الله وشكرا
نحن والمواطنة والنموذج الأميركي الرأسمالية أكثر واقعية جيدار الييوف , ادوار شفورنازديا وآخرين من ينتمون إلى القوميات -غير روسية -أخرى قد وصلوا إلى المناصب العليا في السلطة, المتمركزة في موسكو بين 1917الى 1991 في فترة السبعينات وبداية الثمانينات آنا دلك ( اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية العظمى ), لم يكن صدفة أن ظهروا نجوم مثل الييوف او شفورنازديا كأعضاء في المكتب السياسي أي أعلى سلطة ,إنما يعود السبب لوصولهم إلى هده المواقع الحساسة إلى نشاطهم وعملهم في أجهزة الدولة والحزب , بعضهم عمل في (كي.جي.بي) , ولكن قد تم إبعادهم , قلصت صلاحياتهم تدريجيا , وابعدوا الكثيرين من مراكز السلطة إجباريا… قراءة المزيد ..
نحن والمواطنة والنموذج الأميركي
بعد ان قرات هذا المقال القيت نظرة على مقابلة الشفاف مع الدكتور كريم عبديان فكيف لجمهورية ايران الاسلامية حسب ما يسميها محبيها التي تتدعي الاسلام ومن المفترض ان تكون اممية حسب المفهوم الاسلامي الا انها تعمل على محو هوية العرب في الاهواز ثم يصل في بلاد الشيطان الاكبر كما تسميه ايران رجل افرو امريكي الى سدة الحكم ؟؟؟!!!
نحن والمواطنة والنموذج الأميركي سمعت مرّة من أحد الأعمام وكان يرى أن الشعب العراقي من أكثر شعوب العرب تخلفا. قال أنّ المطربة سميرة توفيق زارت العراق لأحياء حفل غنائي. أستقبلها العراقيون من المعجبين بها حشودا ملئت مطار بغداد الدولي. ولكن بطريقة كأنهم لم يستقبلوا فنانة، بل شرموطه. فقد انهالت عليها العروض لشراء ليلة معها بمبالغ هائلة. … أنهت سميرة توفيق حفلتها وفي طريق عودتها في مطار بغداد سألها صحفي عن انطباعها عن الشعب العراقي. والعرب يحبون المديح والأطراء. فأجابت سميرة توفيق : أن العراقيين يحتاجون 500 سنه ليصلوا الى درجة الحمير. والمعنى أنهم في مرحلة تطورهم لم يصلوا مرحلة الحمير… قراءة المزيد ..