كيف خسرت قوى الرابع عشر من آذار في لبنان انتخابات نقابة المحامين في الشمال؟
انه سؤال تشير الإجابة عليه الى عمق التباين في وجهات النظر بين مكوّنات هذه القوى المدعوة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى تناسي هذه التباينات على ابواب الاستحقاق الانتخابي الكبير، تحت طائلة خسارة وفقدان جميع المكتسبات التي عمّدتها بدماء الرئيس رفيق الحريري وقافلة الشهداء التي اعقبته من اجل صون مسيرة الاستقلال اللبناني والسيادة والحرية.
إن التدقيق بمجريات انتخابات نقابة المحامن في الشمال يؤشر الى خلل كبير في صفوف هذه القوى، حيث لعبت حساسيات صغيرة- إذا ما قيست بحجم التحديات الوطنية التي تواجه هذه القوى- دورها في التسبب بخسارة انتخابات مضمونة النتائج، لصالح قوى الثامن من آذار. وهذا ما اثار خشية جمهور الاستقلال في لبنان من انسحاب مهزلة انتخابات المحامين على الانتخابات النيابية، وبالتالي فقدان المواقع النيابية واحدا تلو الآخر في المناطق التي تشهد تنافسا حادا يسمح لقوى الثامن من آذار بالتسلل والسيطرة على الاغلبية النيابية للسنوات الاربع التي تلي الانتخابات المقبلة.
ما حصل في نقابة المحامين في الشمال يشير الى غياب التنسيق بين قوى الرابع عشر من آذار، حيث عمدت القوات اللبنانية الى ترشيح المحامي ميشال خوري من عكار لمقعد النقيب ما اثار حفيظة تيار المستقبل في مدينة طرابلس الذي اعتبر ان من حقه تسمية المرشح المسيحي لمنصب النقيب للدورة الحالية، فعمد هذا التيار الى ترشيح المحامي طوني تاجر في مقابل المحامي الخوري. وبدأ اللعب على اوتار عصبيات “مدينة” و”ريف”، وبدأت الضغوط تمارس على قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ليسحب مرشحه الخوري.
رد الفعل من محامي الاقضية الشمالية جاء غير منسجم مع فعل الترشيح، حيث هدد المحامون بمقاطعة جلسة الانتخاب الامر الذي دفع بالدكتور جعجع الى سحب ترشيح المحامي ميشال الخوري ليل السبت الاحد الذي سبق الانتخابات. وفي موازاة هذه الشائعات، عاد الحديث عن مقولات استنزفتها الانتخابات النيابية السابقة من نوع ان المسلمين يختارون مرشحي المسيحيين في الانتخابات النيابية وفي النقابات، الامر الذي انعكس على مشاركة المحامين المسيحيين فقرروا مقاطعة ترشيح زميلهم والحليف المفترض المحامي طوني تاجر فتسببوا بخسارته وخسارتهم منصب النقيب، وقدموا المنصب هدية لقوى الثامن من آذار.
هذه الواقعة أثرت سلبا على جهور الناخبين في الشمال فلبدأوا يعيدون النظر في حساباتهم الانتخابية بالنظر الى تقسيمات القوى السياسية بين قوى الرابع عشر من آذار في الشمال ولبنان.
ويشير المطلعون الى ان قضاء البترون سوف يواجه مشكلة تنسيق بين هذه القوى حيث اعلن الرئيس الاسق امين الجميل ترشيح سامر سعاده في مواجهة مرشح القوات اللبنانية النائب الحالي طوني زهرا، مستبقاً الاتفاق في قوى الرابع عشر من آذار على اللوائح الموحدة. كما اعلن الرئيس الجميل اسماء عدد من مرشحي حزب الكتائب وبينهم نجله سامي ونجل شقيقه بشير. وكذا عمل ميشال معوض، فأعلن لائحة مقفلة في قضاء زغرتا مستبعدا منها النائب الحالي سمير فرنجية، ما اثار حفيظة الحلفاء في قوى الرابع عشر من آذار ايضا لسعيه الى فرض امر واقع على الحلفاء. وكذا ايضا فعل رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، فأعلن ترشيحه ليقطع الطريق على النائب جورج عدوان داعيا اياه الى ترشيح نفسه في بلاد الله الواسعة، الامر الذي سيضع رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي وليد جنبلاط في مأزق علائقي مع حزبي الاحرار والقوات اللبنانية.
إزاء ما تقدم يبدو ان قوى الرابع عشر من آذار تسير نحو الانتخابات المقبلة خبط عشواء في ظل تأخر اتفاقها على برنامج انتخابي ولوائح انتخابية موحدة تتوجه من خلالها الى جمهورها.
ومع اقتراب الموعد الانتخابي، ومع انه ليس داهما، وان الانتخابات لن تجري بعد ايام، إلا ان اتفاق قوى الرابع عشر من آذار أصبح ضروريا، وهو مطلوب اليوم قبل الغد، على تقسيمات اللوائح والحصص. ولإن كان هذا الامر ليس سهلا، إلا انه مطلوب وبالحاح تحت طائلة الخسارة المنظمة لدور وفاعلية هذه القوى.
فاذا استمرت الخلافات والتعاطي الفوقي وفرض منطق الامر الواقع واستباق الاتفاق فلن ينتبقى من ثورة الارز سوى الشعار الرومنسي الذي دفع باكثر من نصف الشعب اللبناني الى ساحة البرج ليعلن تأييده لثورة الارز.
ان شعب قوى الرابع عشر من آذار تعاطى بايجابية وتسليم مطلق مع قرارات قياداته على اختلافها، وهو يخشى ان تغلب هذه القيادات اليوم وعلى ابواب اول استحقاق، بعد مسيرة الدماء والاجتياحات “الحزب إلهية” وبعد الاعتصام طويل الأمد وقطع الطرقات بإحراق الدواليب وحرب تموز، وسوى ذلك من عمليات الترهيب التي مارسها حزب الله وحلفائه.
ان جمهور قوى الرابع عشر من آذار لن يرحم قياداته وسوف يحاسبها.
richacamal@hotmail.com
مواضيع ذات صلة:
حرب: الفوز بنقابة محامي طرابلس كان ممكناً لولا الحسابات الصغيرة
خسارة منصب نقيب محامي شمال لبنان : انذار بخسارة اكبر لقوى 14 آذار
it s really bad ,i hope the same wont happen in the coming elections …
خسارة منصب نقيب محامي شمال لبنان : انذار بخسارة اكبر لقوى 14 آذار
هكذا دائما،تدخل الحسابات الضيقة والنكايات في انتخابات 14 اذار.
ماذا لو نمنا و قمنا…ولقينا 8 اذار أكثرية.؟لا ينفع الندمزززز
خسارة منصب نقيب محامي شمال لبنان : انذار بخسارة اكبر لقوى 14 آذار
هكذا دائما،تدخل الحسابات الضيقة والنكايات في انتخابات 14 اذار.
ماذا لو نمنا و قمنا…ولقينا 8 اذار أكثرية.؟لا ينفع الندمزززز
خسارة منصب نقيب محامي شمال لبنان : انذار بخسارة اكبر لقوى 14 آذار
جملة لا ننساها رددها الفنان الكبير حسني بورازان رحم الله موتانا:
إذا أردت أن تعرف ما يجري في ايطاليا يجب أن تعرف ما يجري في البرازيل!!!!!