اعتبر النائب سمير فرنجية ان سوريا تواجه ثلاثة ملفات خطرة على نظامها هي “المحكمة الدولية، والنووي الايراني والملف النووي السوري”، مشيراً الى “ان دمشق قامت في مواجهة هذه الاخطار بالانفتاح على فرنسا، لكنها أدركت انه رغم مشاركتها في مؤتمر انابوليس نهاية العام 2007 فانها لم تؤمن لنفسها الحماية المطلوبة، مما دفعها الى اتخاذ اجراءين كبيرين لاثبات حسن النيات، فكان اغتيال احد ابرز قادة “حزب الله” عماد مغنية في دمشق، والاعلان عن مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل برعاية تركيّة”.
وقال فرنجية في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية يُنشر غداً ان “سورية موضوعة اليوم تحت المجهر، فاذا اخلّت بتعهداتها، سيكون الثمن غالياً لانها ستضع نفسها في عزلة قاتلة”، لافتاً الى “ان على جدول اعمال “دفتر الشروط” الدولي حيالها أربعة بنود، الاول الملف النووي الايراني، والثاني الانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل الى المفاوضات المباشرة بمشاركة فرنسية، والثالث هو مسألة حقوق الانسان في سورية، اما الامر الرابع فهو لبنان”.
وفي هذا الإطار قال فرنجية: “المطلوب من سورية حيال الملف اللبناني امران، تطبيع العلاقات بين البلدين من خلال اقامة العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود والافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وقفل المعسكرات التابعة لأحمد جبريل في البقاع وضواحي بيروت، والثاني عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني. وفي هذا السياق يندرج الاعلان السوري عن تطبيق القرار 1701 بما يعني وقف ارسال السلاح من سورية الى “حزب الله” وحلفاء دمشق في لبنان”.
واذ اعتبر “ان المحكمة الدولية لم تكن مطروحة على طاولة التفاوض مع سورية من فرنسا”، لفت الى ان دمشق “تقوم باتخاذ الترتيبات الداخلية من تصفيات لشهود محتملين كي لا يصل التحقيق الدولي الى رأس النظام”.
ورداً على سؤال، اشار الى “ان محرك سورية في اعادة التموضع المحتملة التي ينبغي التعاطي معها بحذر شديد، هو الخوف من اندلاع حرب في المنطقة بسبب الملف النووي الايراني”. وقال: “ما تفعله سورية هو وضْع “المسافة الضامنة” بينها وبين ايران من دون القطيعة مع طهران”، لكنه لفت الى “ان هذه المسافة الضامنة أربكت ايران و”حزب الله”، معتبراً “ان زيارة العماد ميشال عون لطهران واستقباله بهذه الحفاوة يشكل رسالة ايرانية الى دمشق مفادها ان المعارضة اللبنانية هي اقرب الى ايران منها الى سورية”، مضيفاً ان من مظاهر “التباعد” السوري ـ الايراني ايضاً ”حذر حزب الله حيال زيارة كوادره لدمشق بعدما تردد ان العملية الارهابية الاخيرة في العاصمة السورية كانت ربما تستهدف احد كوادر الحزب، علماً ان معطيات عن هذا الحذر بدأت تظهر منذ اغتيال مغنية”.
وعن سبب تعاطي اللبنانيين بحذر شديد مع الاشارات السورية، قال: “لأن سورية لا تقدم تنازلات الى لبنان بل الى فرنسا ولا تهدف الى طي صفحة الماضي بقدر ما ترمي الى ترتيب اوضاعها مع المجتمع الدولي”، مؤكداً “ان العلاقات الديبلوماسية مع لبنان لم تكن سهلة بالنسبة الى النظام في سورية ولم يكن بالامكان تصورها لولا حاجة دمشق الماسة لاثبات حسن نياتها”، مذكّراً بان “الموقف السوري من هذه المسألة سابق لوصول البعث الى السلطة (…)”.
ورداً على سؤال آخر قال: “ما يعني “14 آذار” من اي تحوّل سوري هو عودة دمشق الى الحظيرة العربية بعد رهان دام طويلاً على امكان ابقاء العالم العربي منقسماً كما كان في زمن الحرب الباردة وان تحل ايران مكان الاتحاد السوفياتي في حرب باردة جديدة”. اضاف: “هذا التحول السوري في حال تأكد، يفسح المجال لتعاون من نوع جديد بين لبنان وسورية، كما يتيح للمشرق العربي، الذي عانى ما عاناه من صراعات وحروب وخلافات وفتن، ان يستعيد دوره الحضاري في عالم عربي يبحث عن نفسه وعن دوره في العالم الاوسع”. تابع: “والشكوى السورية المستجدة فيما يتعلق بمسألة الارهاب ينبغي في حال صحتها ان تدفع دمشق الى الاسراع في تغيير سلوكها. فالصورة الحضارية عن الاسلام لم تكن صورة اجتياح بيروت الذي اعاد إنعاش الفتن بل هي صورة افتتاح مسجد محمد الامين في وسط بيروت حيث ظهرت صورة حضارية مميزة للاسلام والمسيحية تشكل الرد الفعلي على كل
مخاطر الارهاب”.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة وكيفية تعاطي “14 آذار” معها، قال: “على “14 آذار” ان ترفع مستوى ادائهاً و تعيد تحديد خياراتها على المستوى الوطني والعربي وان تعطي للبنانيين صورة حضارية موحدة بعيدة عن صورة الصراعات بين احزاب وشخصيات على مقعد من هنا ومقعد من هناك. كما ينبغي ان تبدأ في اتخاذ الخطوات لاعادة فرز الحياة السياسية على قواعد جديدة لتتحول من لقاء “جبْهوي” الى تيار تأسيسي. وقد تكون الخطوة الاولى المطلوبة هي وضع برنامج انتخابي مشترك ولائحة انتخابية موحدة وصولاً الى تشكيل كتلة نيابية موجدة تمهيداً لخطوات توحيدية مستقبلية”.
واذ لفت الى مؤتمر لـ “14 اذار” يتم التحضير له نهاية الشهر المقبل، قال: “في حال نجاح هذا المؤتمر، لن تكون الانتخابات بالصعوبة التي يتصورها البعض، اولاً لان حماسة اللبنانيين كبيرة لحسم معركة الاستقلال، وثانياً لان التيار العوني على تراجع مضطرد، وهذا الامر يتأكد يوماً بعد آخر ولا سيما بعد “الخيارات الايرانية” التي كشف عنها العماد عون. وثالثاً لان الدور السوري في هذه الانتخابات لن يكون على ما كان في الانتخابات الماضية بسبب اضطرار النظام السوري الى اثبات نياته تجاه الخارج”.
ورداً على سؤال، اكد ان “حزب الله” في ازمة، وهو يدرك انه لن يستطيع كسب الانتخابات النيابية ولا عدم القبول بنتائجها، وتالياً هو امام هزيمة متوقعة”، سائلاً “هل سيهرب الحزب الى الامام مرة جديدة ويحاول تعطيل الانتخابات ام انه سيستخلص العبر من تجربة الاعوام الماضية ويعيد النظر في خياراته وسلوكه؟ وهل سيقبل بوضع سلاحه تحت امرة الدولة اللبنانية في اطار ما يسمى استراتيجية دفاعية، ام انه سيستمر على ما هو عليه اليوم؟”، مضيفاً: “قبول “حزب الله” بالقرار 1701 قد يوفر على لبنان وعلى نفسه مخاطر اكيدة. ورفضه لهذا القرار سيعرض البلاد الى حروب جديدة ويفسح المجال امام اسرائيل القيام بعدوان جديد. وكل ما يمكن ان نتمناه هو ان يعود “حزب الله” الى لبنان”.
النظام السورية حالة الغلط نجح النظام السوري الى الان على الاقل ومنذ استيلاء حافظ الاسد على السلطة نجح في البقاء في سدة الحكم … وهو بحق نجاح مشهود للمخابرات السورية سواء كانت المخابرات العسكرية او فرع الامن الخارجي او مخابرات القصر الجمهوري او المخابرات السياسية وغيرها فقد حققت هذا النجاح بفضل تطوير الخبرات التي اكتسبتها من حقبة عبد الناصر ومن خلال دورات التدريب التي خضع لها الكثير من الذين ابتعثوا الى المانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية ..ولكن وبرغم كل هذا النجاح فلا يمكن للنظام اقناع الاغلبية انه ليس نظاما طائفيا خاضعا لاقلية دينية لا يزيد عددها عن عشرة بالمائة… قراءة المزيد ..