” آخر مسرحية شعرية في الطريق ”
تلك جملة ملتبسة، قد يفهم منها أن آخر مسرحية شعرية – وقد أتمتها – في الطريق الآن الى النشر أو العرض. بيد أنني ما قصدت إلى هذا المعنى بل الى غيره. عذري أن اللغة ملتبسة وملبسة في آن. وإلا ما احتاج النص المكتوب – أي نص – الى تفسيرات وتأويلات تستدعي بدورها تفسيرات وتأويلات وشروحاً أخرى وأخرى الى ما لا نهاية.
فلأصحح إذن هذه الجملة، معيداً كتابتها على النحو التالي:
“في الطريق العام أتممت أخر مسرحياتي الشعرية”
ذلك أنني – شأن كل كاتب معاصر – فقدت نعمة الجلوس تحت شجرة يانعة (أين هي؟!) أتأمل الكون وجلاله، وأصغي الى صوت الطبيعة الساحرة (لا يوجد أمامنا إلا مراعي الأسمنت وغابات الحديد المسلح وشطآن الغائط!) وبفقدان هذه النعمة غابت عني فرحة الانتماء الى جنس الإنسان العظيم، الإنسان الذي يتفنن في قتل أخيه بأرقى أدوات القتل، وتعذيبه بأروع آلات التعذيب، وسلبه بأذكى وسائل الاستلاب العقلي المقنعة!
ولأنني فقدت نعمة الجلوس المتأمل تلك، فلقد كان على – ككاتب محترف – أن أجد سبيلاً جديداً للكتابة، يتسق والوقت الذي يتسرب من بين أيادينا كالهواء البارد..
محو ثان.. لنقل كزفيف البوارح الملتهبة كما أرادها لنا وزراء الأوزون في الدول الصناعية الكبرى، فكان السبيل الوحيد المتاح أمامي أن أبتاع آلة الكمبيوتر النقال، أسجل عليها ما تجود به القريحة لحظة أن تتوقف السيارة أمام إشارة ضوئية حمراء (وهو توقف قد يمتد الى نصف الساعة بفضل روعة الزحام الشديد) وتلك نعمة للكاتب ذي الكمبيوتر النقال تعوض نعمة الجلوس تحت الشجرة. وقد يأتي الإلهام للكاتب بينا هو منتظر دوره في عيادة التأمين الصحي، حينئذ فلسوف يظفر الكاتب المريض ذو الكمبيوتر النقال بساعتين كاملتين يمارس فيهما دوره ككاتب محترف غير مبال بضجيج المرضى وضيق الأطباء. فأما إذا كان لديه موعد مع صديق فعليه أن يفيد بجهازه ذاك في تخطيط فصل كامل في انتظار حضور الصديق وتلك نعمة ثالثة نختص بها نحن المصريين المزارعين القدماء.
قبل أن أحضر إلي هنا، وزعت وقتي يومي بين قضاء حاجات الأسرة، وبين البحث عن جهاز لتكييف الهواء القومي الملتهب، جهاز يكون رخيصاً رخص الإنسان في بلادنا، بلا صوت يسمع مثل دبلوماسيينا العرب في أروقة الأمم المتحدة، معادياً لفاتورة الكهرباء عداءنا “للحداثة”، قادراً على التنقل بين الغرف قدرة المرحوم عرفات على التنقل بين العواصم( العربية!) يعرض عليها مأساة شعب تضافرت دول العالم جميعها على ظلمه وقهره. وبينما كان البائعون يشرحون لي مزايا أجهزتهم المحققة لمطالبي، كنت أنا أضرب على مفاتيح الكمبيوتر موهماً إياهم أنني أسجل ما يقولون في حين كنت أكتب مشهد الختام في مسرحيتي “الشريفة بنت صاحب السبيل”.
بعدها أحسست بجوع بدائي شرس، فكان أن عرجت على ماكدونالدز ألتهم شطائر الهامبورجر وأجترع الكوكاكولا مفكراً في أنني قد أصبحت مواطناً في عالم “ماك” المتحضر بعد أن نسيت الفول والطعمية، وما أنسانيهما إلا الشيطان الأمريكي أن أذكرهما، فاتخذا سبيلهما الى العشوائيات عجباً.. فالويل لي ولأمثالي مقلدي شكل الحداثة، ممن يتوهمون الأوهام غير مدركين أن عذاب آخر الشهر قريب.
بيد أنني – ماكرا ً أريباً – أسرعت أفر من حالة “النقدنة” هذه مستبدلاً بها التفكير في المعنويات الأبقى. مثلاً: غلاف الكتاب وكيف يكون؟ ومن من أصدقائي الفنانين التشكيليين سوف يتبرع بتصميمه دون مقابل؟ وأي مدح (!) سأحصّـله من الناشر نظير التأليف؟ وكيف سيكون رد فعل النقاد المنتظرين أن يرشدهم القراء إلي أهمية النص؟ وكم من القراء سوف يرضى عن هذه المسرحية الشعرية التي تدور أحداثها في العصر الفاطمي إبان المجاعة المستنصرية.
وتتعرض لجذور الجرح الغائر في العلاقة بين المسلمين والأقباط الذي اتفقوا معاً على شئ واحد: خلاصته أن مجيء المهدي المنتظر قد صار وشيكاً شريطة أن يبلغ الشر مداه بذبح طفل برئ. ولولا امرأة (هى الشريفة بنت صاحب السبيل) لذبحوا هذا الطفل الذي تصادف أن كان قبطياً. فماذا سيقول القراء الذين حيل بينهم وبين قراءة تاريخهم الحقيقي؟
المؤكد أن أبي المرحوم ما كان حرياً بأن يقبل هذه المسرحية بسهولة – نظراً لما تربى عليه من أفكار غنوصية تسللت إلي الفكر الإسلامي عبر القابال اليهودي والغنوصية المسيحية، وعليه فإن الدعوة للتخلي عن أسطورة المهدي المنتظر كانت خليقة بأن تزعجه أيما إزعاج، بعكس ابنه الكاتب الذي يرى أن عصر العولمة سوف يعصف بفكرة المخلص الفردي، آخر معاقل البورجوازية الصغيرة على المستوى الأيديولوجي.
فما هو عصر العولمة هذا؟! وما هو دور الكاتب فيه إن كان له دور؟
عند هذا الحد من التفكير كنت قد وصلت الى حالة من الهياج العقلي جعلتني استبعد تعريفات أرسطو (بالحد أو بالرسم) في بحثي عمن يكون الكاتب. فالمعلم الأول كان يعيش في عصر الجلوس تحت الأشجار وممارسة التأمل الهادئ في حضن الطبيعة الساحرة وما وراء الطبيعة القادرة. فكان طبيعياً أن يتصور عصرُ أرسطو أن هرمس (رسول الآلهة) هو من يملى الأفكار على الكُتّاب. ومن ثم بدا أن الكاتب – بالضرورة – يعرف أكثر مما يعرف قراؤه. وإلا فلماذا يقرءون له؟!
اليوم يصعب على المرء أن يفرق بين الكاتب والقارئ. فالكاتب نفسه قارئ بالدرجة الأولى. وما كتاباته بأكثر من تناص Intertextuality على كتابات سابقيه، الذين كانت كتاباتهم أيضاً تناصا ًً على ما كتبه أسلافهم.. وأسلاف أسلافهم .. إلي أن نصل لكتاب الطبيعة لنكتشف أنه بدوره لا يخلو من ثقافة ذاتية مورست قبل ظهور الجنس البشري عبر التطور البيولوجي الذي رتب لظهور اللغة – فسيولوجيا ً -عند البشر.
وأما القاري – بمعنى الكلمة – فيستحيل عليه أن يتحول في لحظة معينة إلى كاتب، فالقراءة المنتجة لا تكون كذلك إلا إذا انتقلت من طور المطالعة السلبية إلى طور التعليق فالتسجيل فالتفسير فالتأويل وصولاً الى المرحلة العليا: مرحلة النقد.
وهكذا ظهر ما يسمى بنقد استجابة القارئ حيث يخاطب الكاتب في قارئه لا قناعاته ورضاءه بل قلقه وهواجسه، واضعاً إياه أمام مسئولياته في اختيار المناهج والمذاهب والفلسفات القائمة، وربما في المساعدة على تطويرها وتغييرها.
إن الكاتب” مسئول عما قال وما لم يقل ” ذلك تعريف سارتر ، الذي نقبله ، دون أن نقبل من صاحبه إحجامه عن إدانة جريمة القرن العشرين : إسرائيل .. خوفاً من الإرهاب الصهيوني (الذي سيطال فيما بعد روجيه جارودي وناعوم تشومسكي، وفينيسيا رد جريف) فلقد أستأسد سارتر أمام الذئب الجريح ديجول خلال ثورة آيار 68 ثم ارتد الى تيس مذعور بعد إخفاق الثورة وانتصار البورجوازية (كالعادة منذ 1848 الى 1871) فراح يسبح بحمد إسرائيل مطلقاً عليها اسم “واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط” وكأن الديمقراطية محفل انتخابات وتبادل لمقاعد الحكم ! ناسياً قيلته التي استعارها من ماركس : إن شعباً يستعبد شعباً آخر لابد أن يكون هو نفسه مستعبداً.
فمن يكون الكاتب إذا رفضنا سارتر صديق فرانز فانون وأستاذ ميشيل فوكوه ؟! أيكون ” جاك دريدا ” الذي أخذ على عاتقه مهمة تقويض بنية المركزية الأوربية، بل ومركزية الكلمة ذاتها Logo-Centrism محيلاً كل البنيات الثقافية إلى رماد أشقر يذكرنا برفات الفاتنة مارلين مونرو؟!
كل صلب يذوب، كل شئ يتبخر في الهواء. تلك خلاصة التقرير الذي وضعه الفيلسوف الفرنيس – الماركسي سابقاً. فرانسوا ليوتار ردا على طلب حكومة كوبيك الكندية المتسائل عن الفلسفة المناسبة لنظم التعليم الحديثة. فكتب ليوتار كتابه “الوضع ما بعد الحداثي” يقسم فيه التاريخ الثقافي أقساماً ثلاثة:
الأول يغطي المرحلة القبائلية.. المعرفة فيها أساسها الخرافة والأسطورة، ووسيلتها النقل من السلف الى الخلف. أما القسم الثاني فهو مرحلة الحداثة ومنبعها الحكايات الكبرى Master-Recites تتجسد في الأيديولوجيات السياسية والنظرية الفلسفية المفروضة من قبل الدولة بواسطة المؤسسات التعليمية ووسائل الميديا، ووظيفة هذه المحكيات الكبرى تبرير السلطة. ومع أن هذه المحكيات (قل الأيديولوجيات) محض ألعاب لغة إلا أنها تحاول أن تصطبغ بصبغات علموية، والعلم منها براء.
ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة: ما بعد الحداثة وتلك هي مرحلة العلم الذي لا غش فيه – بحسب ليوتار – حيث يستمد العلم مشروعيته من المعلومات المتدفقة المتسارعة عبر الآلات الذكية : ولا تتحكم في هذه المشروعية أية أوهام، ولا تخضع لأية أيديولوجيات. وللفرد فيها أن يخترع لنفسه ما شاء من حكايات صغرى Petit Recites فهي الشكل الملائم بل الوحيد للبارالوجيا أي للخطاب الهامشي الذي يبيح كل فعل مزيحاً كل كابح أخلاقي أو ديني ، مثله في ذلك مثل الخطاب العلمي الذي لا يعرف العيب ولا الحرام ، وإنما النجاح فحسب.
أتراك قد أدركت من خلاصة تقرير الفيلسوف ليوتار معنى العولمة؟ فإن كنتَ في شك مما أفضى به الرجل من أغراضها فسل الذين يقرءون الكتب المؤلفة.. سل الوقح الصادق توماس فريدمان مؤلف “السيارة لكساس وغصن الزيتون” يروج فيه لفكرة غريبة مفادها أن محلات ماكدونالدرز المنتشرة الآن في إسرائيل والدول العربية كفيلة بمنع الحرب ! كيف يا مولانا ؟! لأن الطبقات الوسطى القادرة على التعامل مع هذه المحلات ستملى – بحكم مصالحها – ثقافة السلام على شعوبها (هل نتذكرالقول الشهير بأن الصراع العربي الإسرائيلي أساسه سيكولوجي؟!) والمسكوت عنه في كلام فريدمان الوقح هو دعوة هذه الطبقات الوسطى (البورجوازيات يقصد) الى إسقاط العامل النفسي عبر آلية الـ Takeaway المشتركة وصولاً الى قمع من هم دونها (الفقراء آكلى الفول والطعمية)وإجبارهم على القبول بالسلام الإسرائيلي الخارج من معطف السلام الأمريكي Pax Americana.
ولأن ما بعد الحداثة هي الفلسفة التي تتمظهر فيها العولمة فكرياً، فدور الكاتب لا شك سينحصر في تأليف قصص التسلية البوليسية أو الغرامية أو روايات الخيال العلمي الخالي من أي مغزى أخلاقي أو ديني ، والمؤكد أن الشعر في ظل هذه العولمة ميت لا محالة. وآية ذلك أن الشعر – بما هو جوهر – ليس مجرد نظم أبيات أو سطور ، ولا هو محض تشبيهات واستعارات. الشعر – بما هو جوهر – فضاء متقدم للبشر يشنون منه هجومهم المضاد على فيالق الشر المادي والدمامة النفسية والقبح الروحي.. فإذا تخلى الشعر عن دوره هذا فهو ميت ميتة راعى الضأن في جهله، أو إذا تنطع فهو ميت ميتة جالينوس في طبه (ما الفارق ؟!)
لعلنا انتقلنا – عبر التمفصل الطبيعي بين الكاتب ودوره – من تعريف الكاتب الى تعريف العولمة. فما هي العولمة إلا أن تكون أعلى مراحل الرأسمالية ؟! رأسمالية الشركات عابرة القارات والتي تعمل على تحجيم دور الدولة القومية (مثل تحجيم دور الكاتب سواء بسواء) حتى لا يبقى من وظائفها إلا وظيفة الشرطي حافظ النظام العولمي الجديد.
إن سؤالاً عن حجم المبادلات التجارية العالمية. قد يرد عليه بالأرقام هكذا : خلال تسعينات القرن المنصرم بلغ حجم المتبادلات السلعية 30 ألف مليار دولار سنوياً، في حين بلغ حجم المتدفقات المالية 100 ألف مليار دولار كل عام. ثمة 70 ألف مليار نقداً تم تبادلها وهى ليست سلعاً ! فيكف حدث هذا ؟! ذلك أن النقود ذاتها، ومنذ بداية العصر الرأسمالي التقليدي – قد أصبحت سلعاً ، وأصبحت تحقق أرباحاً أعظم بما لا يقاس حين يجرى تبادلها في البورصات العالمية. وهذا أكبر دليل على عمق أزمة النظام الرأسمالي من الناحية الاقتصادية البحتة، ناهيك عن أزماته السياسية.
ومنذ انتهيت الحرب الباردة بين نظام الرأسمالية التقليدية (دول الغرب) وبين نظام رأسمالية الدولة المسمى خطأ الاشتراكية (أعني الاتحاد السوفيتي السابق) بهزيمة الأخير، حتى أصبح العالم بأسره، رأسمالياً ذا سوق واحدة. وبدلاً من الحروب بين دوله المتقدمة، راح الرأسماليون الجدد يعيدون توزيع الغنائم وتقسيمها (أى عالم الجنوب التعس) من ناحية بتناسي نصوص معاهدة وستفاليا 1648(التى تعترف بالدول القومية)، ومن أخرى باستنساخ روح الاتفاق الودي بين انجلترا وفرنسا عام 1904، ومن ثالثة بتوليد البنك الدولى 1945، ثم شقيقه صندوق النقد الدولى عام 1946، ومن رابعة يتبنى طفلة شريرة (اسمها الحركي اتفاقيات الجات) حتى إذا بلغت رشدها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. رأينا فيها : هند آكلة الأكباد تتقدم إلينا باسم منظمة التجارة العالمية 1994 ولوضع صيغة العولمة موضع التنفيذ بدأت المؤتمرات تترى بين الدول الصناعية الكبرى ، فكان أشهر هذه المؤتمرات هو مؤتمر سياتل عام 1999 ثم مؤتمر واشنطون 2000 ثم مؤتمر جنوه عام 2001، ولهذه المؤتمرات جميعاً غاية واحدة : تقسيم العالم إلى دول لوردات ودول أقنان. بالمعنى الحرفي للكلمة – حيث توضع الآن القواعد القانونية المقيدة لهجرة أناس العالم الثالث الى العالم الأول السعيد. وعلى من يرفض الانصياع لهذا النظام الأوحد أن يخرج من تحت سمائه وأن يبحث له عن آلهة أخرى!
فما هو دور الكاتب في هذا العصر؟ هل يصمت؟ هل ينتحر؟ هل يساير؟ وهل حين يساير يستمر في نظر نفسه كاتباً؟ فأين الشعر؟! وأين الهجوم المضاد على قلاع الشر والاستغلال وتشيئ الروح وتبليد النفوس؟
أسئلة تقود الى أسئلة. فهل من إجابة تضئ في نهاية النفق المظلم؟! وهل ينصت الكاتب الى صوت الجماهير (العالمية) الغاضبة من “سياتل” مروراً بـ “نيس” و “براغ” و “استكهولم” وصولاً الى جنوه 2001 مطالبة بإسقاط ديون العالم الثالث. وإنهاء فرض سياسيات ما يسمى بـ “الإصلاح الاقتصادي” الذي انهك الشعوب ، ومحاكمة المستفيدين منها ، باعتبارهم ملاحظي العبيد الجدد. ومطالبة أيضاً بضرورة تمثيل الدول الفقيرة في مجلسي إدارة الصندوق والبنك الدوليين على قدم وساق مع الدول الغنية. فضلاً عن المطالبة بدفع تعويضات للشعوب التي تضررت من سياسات المجتمعات الرأسمالية الظالمة.
هل ينصت الكتاب لأصوات الجماهير المستنيرة هذه ؟! وهم يشمرون سواعد الجد لأداء دورهم في تنوير شعوبهم فكرياً وثقافياً ؟! أم يستمر شعراؤهم في كتابة القصائد الغامضة المنكبة على أجسادهم وهمومهم الذاتية ، أو في تدبيج قصائد الغزل لفتيات سوف يهجرونهم الى أول لورد يشير إليهن بسبابته الناعمة، ومحركاً الإصبع المجاورة تجاه الكتاب الخاسرين على سبيل الإغاظة والشماتة؟!
من نافلة القول إن لكل ظاهرة وجهين، كذلك العولمة، فأما وجهها السلبي فقد عرفناه. ولكن يبقى أن نتفرس في الوجه الإيجابي، عندئذ سنرى مزايا غالبت صانعيها أصحاب الأيديولوجيات العولمية أنفسهم حتى غلبتهم. يتمثل بعض هذه المزايا في الإنجازات العلمية الهائلة وآليات المعلوماتية المرنة، ويتمثل بعضها الآخر في ازدياد قدرة النخب الثقافية على توطين التكنولوجيا في مجتمعاتهم النامية ، ويتمثل البعض الثالث في توسيع رقعة حقوق الإنسان وتقييد أيدي الحكام المستبدين عن التصرف في مصائر مواطنيهم تصرف راعي القطيع في قطيعه، يذبح منه ، ما يشاء ، ويحبس منه ما يشاء. وفي هذا المجال الإيجابي قد يجد الكتاب – الحقيقيون – السند في طرح مشكلات أوطانهم بغير تأجيل أو وجل.
فهل يتفاعل كتابنا إذن مع هذه المتغيرات- السلبي منها والإيجابي – لكي يكونوا كتاباً بحق؟!
Tahadyat_thakafya@yahoo.com
* الإسكندرية
الكاتب الثاقب في عصر العولمة
كلام “بكلام” لكن تاثيره كالخمير في العجين و النار في ييس محصولنا الفكري الجاف الفارغ الا ما ندر, السهل الممتنع الممتع و المفيد, الرشق المتسلق الى قمم تعالينا الجوفاء المتهالكة , السلس المتغلغل الى خبايا نفسناالمتحجرة او الايلة الى تكلس و المطرقةالدؤب لتكسير سجن عقلنا المعتزل وراء حجاب, شكرا باصرار , هل من 88 او 44 او اقله 22متنور منور بمثل هذا الاسلوب الرائع عالي الجمالية ؟
الكاتب في عصر العولمة
كل هذا الكلام – مع احترامي للجهد فيه غير مجدي الأمريكان اسياد العالم شئنا او ابينا والافضل لنا ان نطيعهم وانقلدهم عسي ينصلح حالنا , يا سادة نحن مهزومون مهزومون والمكابرة لن تأتي لنا بنتيجة . ألمانيا واليابان مثل واضح علي الواقعية
وبدون الواقعية نحن سنبقى على مانحن فيه من بؤس وتخلف الى الابد
الكاتب في عصر العولمة
مقال رائع يا استاذ مهدي وهذه هي العادة ، تحليل دقيق وشامل ورؤية ثاقبة لواقع الكاتب وما ينتظر منه في هذا الزمان -زمان العولمة- استمر لتضيئ الطريق امام الاجيال الجديدة لعلها تعيش واقعا جديدا جميلا… تحية من كل القلوب لكم أيها الكاتب الكبير الاستاذ مهدي بندق.
الكاتب في عصر العولمةفي ظني أن هذا المقال هو الأبلغ فكرا ولغة وفهما لما عرض له صاحبه بارستقراطية فكر في متناول أفهام المثقفين في عصر الأنبطاح السياسي والاقتصادى أمام عسكرة العولمة وفي مستوى أعمق الكتابات الأدبية أو السسيوأدبية . وفي ظني أن الأستاذ مهدى جمع فأوعي بعرضه لكل نكبات أ شباه الدول التي تربع علي سرير حكمها حكام مزمنون وهو في رأيي أبلغ من كل كتابات الأستاذ مهدى السياسية لأنه كتب بقلم سيا ل يزن الألفاظ بميزانها ويجعل الأفكار تراودها عن نفسها فتشف وترق وتتجملوتتدلل وهي تشارك الأفكار في ممارسة’ فعل العيب في الذات القابعة خلف سرير زعيم عصابة القرن… قراءة المزيد ..
الكاتب في عصر العولمة
هذا هو الكاتب الحق . في قلمه يمتزج الشجن بالحزن بالفرح المؤجل , والوعي السياسي
ليس مجرد قول بل دعوة صادقة للعمل .
شكرا لكاتبنا وشاعرنا الجميل مهدى بندق وشكرا لموقع شفاف الذي أهداه إلينا +———————————–
الكاتب في عصر العولمة
مقالة رائعة ومروعة معا . أسلوبها الرشيق لم يمنع قشعريرة جرت في دمي وأنا أطالع الأرقام ودلالتها ، والأحوال ببلادنا وبؤسها . ومع ذلك نرى آلاف الكتاب الزائفين يتقافزون هنا وهناك ، ينشرون الهراء والأوهام بين الجماهير المغيب وعيها أصلا بغرض إدامة هذا الغياب . هؤلاء هم أعداؤك يا أستاذ مهدى كما هم أعداؤنا
ومن الضروري فضحهم في كل واد . وسلام عليك من عشرات الأصدقاء المصريين
المودودين هنا في ألمانيا .