من يطالع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لابد وسيلحظ أن أعباء جديدة قد أضيفت إلى المهام الثقيلة الموكلة لوزارة الخارجية المصرية، وسيسجل أنه قد ترتب على تلك المهام تصاعد ملحوظ لحجم الضوضاء والعنتريات في الوسط الإعلامي والسياسي، مصحوباً باستهلاك شره لمفردات لغوية مألوفة أصلاً، مثل: الشجب والرفض والتنديد والمقاطعة والتآمر على وحدة مصر الوطنية.
يحدث هذا مع توالي الانتقادات لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان، انتقادات من منظمات دولية، وأخرى تابعة لتكتلات إقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، وأخرى من دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والرد المصري دائماً جاهز، والمهمة التي يراها المسؤولون المصريون تقع على عاتقهم إزاء تلك التقارير أيضاً سهلة ويسيرة، فلا تتطلب منهم إلا ترديد الأكلاشيهات التي صارت محفوظة عن ظهر قلب، وتحوي أكبر قدر من ذات المفردات الأثيرة لدى مناضلينا الأشاوس، وما الجديد في الأمر إلا استخدامها من قبل المسؤولين الرسميين لوزارة خارجيتنا المجيدة.
آخر تلك المعارك النضالية للسيد وزير خارجيتنا هو ما طالعتنا به جريدة الأهرام اليوم 18 يناير 2008 تحت عنوان:
مصر ترفض قرار البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان
أبو الغيط: القرار يكشف جهلا معيبا بوضع مصر والتعامل معها
وفي متن الخبر: قرر مجلسا الشعب والشوري عدم مشاركة الوفود البرلمانية في اجتماعات اللجنتين السياسية والاقتصادية للبرلمان الأورو متوسطي يوم الأحد المقبل, ردا علي القرار الذي أقره البرلمان الأوروبي.
هذا هو كل ما لدينا في مواجهة كل من يحدثنا عن غياب أو ضياع حقوق الإنسان في مصر المحروسة، رفض مبتذل وساذج، ومقاطعة أو أحاديث عن مقاطعة شعوب العالم الحر، التي يتجرأ ممثلوها على تذكر أن في مصر بشر لهم ذات الحقوق الإنسانية التي للبشر في كل مكان على سطح هذا الكوكب، ويتجاسرون على التدخل بين حكومتنا الرشيدة وشعبها، رغم أن سيادتنا الوطنية تقضي بأن حكومتنا حرة تفعل بشعبها ما تريد، كما أن قرار هؤلاء الأجانب الخواجات كما يقول ذات الخبر بالأهرام: يكشف عن جهل معيب من تلك المؤسسة بوضع مصر أو كيفية التعامل معها, وكذلك بالتطورات والإصلاحات السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال الأعوام السابقة.
هؤلاء الخواجات يجهلون مجهودات حكومتنا الرشيدة في المحافظة على أمان البسطاء الأقباط في قرى مصر، وفي ردع كل من تسول له نفسه المريضة الاعتداء عليهم وقتلهم وتدمير مساكنهم وكنائسهم، ولا يعرفون شيئاً عن مواقف حكومتنا الرشيدة من مواطنيها البهائيين، والذين تحرص مؤسسات دولتنا على تمتعهم بمواطنتهم كاملة، دون بهدلة أو تعذيب وتلطيم، ولا يعرفون أننا أفرجنا أخيراً عن القبطية شادية ناجي السيسي، بعد أن أمضت أربعة أشهر في السجن دون أن تعرف ما جريمتها، رغم أن والدها وهي طفلة منذ أكثر من أربعين عاماً كان قد أعلن إسلامه ثم ارتد للمسيحية، ولا يعرفون أننا يمكن أن نتغاضى عن ملاحقة أختها بهية الهاربة من المحاكمة على ذات الجريمة التي ارتكبها والدها منذ نصف قرن!!
وزير خارجيتنا محق ولاشك فيما أورده الأهرام على لسانه: وأضاف أبو الغيط أن مصر لا تحتاج إلي تلقي دروس من أي طرف, وبالذات إذا اتصف هذا الطرف بقدر عال من العنجهية المشوبة بالجهل.
نحن بالتأكيد لا نحتاج دروساً من أحد في حقوق الإنسان، بدليل أننا ندرس مادة حقوق الإنسان لأبنائنا في الجامعات، حتى ينشأوا على احترام حقوق بعضهم البعض، ورغم أن المذكرات المقررة في مادة حقوق الإنسان على السنة الأولى بكلية الآداب جامعة الإسكندرية تصلح لأن تكون مانيفستو لبن لادن، يغنيه ولو جزئياً عن تنظيرات الظواهري، فإن هذه هي حقوق الإنسان كما نفهمها نحن ولا شأن لأحد بنا، فدولتنا حرة مستقلة، وهذا كما قلنا هو شعبها وهي حرة فيه، وتستطيع كل يوم أن “تغسله وتكويه” كما تقول الأغنية الشعبية!!
السؤال المطروح علينا جميعاً: إلى متى يمكن أن يستمر حالنا هذا على ما هو عليه، فوضى وفاشية وانتهاك لحقوق الإنسان بالداخل، وإدانات عالمية متوالية، نقابلها بالرفض والمقاطعات؟
هل من مانع لدينا في إعادة النظر في أحوالنا التي لا تسر عدو ولا حبيب؟
أليس من الأفضل أن نعيد ترتيب بيتنا من الداخل، بدلاً من العناد الذي لن يؤدي إلا إلى انهيارنا من الداخل، وازدراء ومقاطعة العالم لنا من الخارج؟
هل ننتوي فعلاً التقوقع ومفارقة العالم، لنصل إلى دولة على النموذج الطالباني؟
هل يعني الاستقلال في نظر مسؤولينا وجوقة المطلبين والأشاوس أن نعتز بعيوبنا وبجرائمنا ونصر عليها، في ذات الوقت الذي يتدافع فيه شبابنا لمغادرة أرضه ووطنه، ويفضل الغرق في البحر، على الحياة في ظل رعاية حكومتنا ونظامنا الذي انتهى عمره الافتراضي؟!!
هل بيننا من يتأمل حوله ليتعظ من مصير أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ومن المصير المنتظر لإيران، وينظر إلى وطننا بمصر نظرة حنو وإشفاق، من أن يلقى شعبها الطيب الصابر ذات المصير؟
هل يمكن أن نستيقظ قبل فوات الأوان؟!!
kghobrial@yahoo.com
* الإسكندرية
الرفض العنتري الرثطبقوا الديمقراطية واحترام الانسان اي السواء اي العدل اي سيادة القانون على الجميع مهما تكن رتبته قبل ان ياتي الاستعمار ويطبقهابطريقته الخاصة كما نشاهد نتيجة البعث الديكتاتوري المخابراتي بداية في العراق والتاريخ يقول عندما انهارت الاندلس بدأ الاستعمار من جميع الاطراف فالعبرة في التاريخ وسننه التي لا ترحم لا مسلم ولا نصراني و لا كافر. اذا كان الإتحاد الأوربي قد كشف حجم المعاناة التي يعانيها المواطن المصري بالنسبة للشرطة او من جهاز الداخلية فيعني ذلك ان الحكومة المصرية لا يجب عليها الإنزعاج بل يجب عليها مراجعة اجهزتها الداخلية والتي تتعامل مع المواطن بعجرفة ليس لها مثيل بالعالم وكفانا… قراءة المزيد ..
الرفض العنتري الرث
هل سينجح السيد عمرموسى؟؟؟؟؟؟؟؟؟النظام السوري لا يوثق به لانه مليشيي يعتمد على المافيات المخابراتية. ساركوزي منتقدا الأسد:استخلصت بعض العبر من التعامل معه.كل مرة كانت لا تحترم فيه التوجهات التي أقرت من خلال الحوار، أو كان الحوار لا يفضي للنتائج المنتظرة، استخلصت العبر، وهذا ما فعلته مع الرئيس الأسد في ما يخص لبنان