بيروت (رويترز) – صرح وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما يوم السبت بأن الزعماء اللبنانيين المتنافسين أبلغوه أن بامكانهم الاتفاق على رئيس جديد في خطوة تعتبر ضرورية لنزع فتيل الازمة السياسية لكنه قال “ومع ذلك فقد ينتهي كل شيء الى الفشل”.
وقال داليما ان المحادثاث الرامية للوصول الى اتفاق قبل الجلسة البرلمانية المقررة في 21 نوفمبر لانتخاب رئيس تعثرت بسبب اصرار الزعيم المسيحي ميشال عون على ان يتولى المنصب.
ويعد اتفاق الجانبين على مرشح ليحل محل الرئيس اميل لحود الحليف الوثيق لسوريا الذي تنتهي مدة ولايته في 23 نوفمبر تشرين الثاني أمرا ضروريا لنزع فتيل الأزمة السياسية في لبنان.
وأبلغ داليما المراسلين الصحفيين الايطاليين المرافقين له خلال زيارة لبيروت في اشارة الى عون أن “المفاوضات وصلت مرحلة صعبة على نحو خاص بسبب وجود طرف يقول انا المرشح ومن الواضح ان هذا يمثل مشكلة.”
واضاف “هو يعتقد انه المرشح الذي يستطيع ان يوحد البلاد لكني كمراقب لا يبدو لي ذلك مرجحا.”
لكنه خفف تصريحاته في وقت لاحق قائلا للصحفيين قبل مغادرة بيروت ان عون شخصية بارزة بين المسيحيين في لبنان.
وأضاف “أدعوه لان يتبنى موقفا مرنا وأن يتعامل بانفتاح مع مرشحين آخرين.”
وعون قائد سابق للجيش وزعيم أكبر كتلة برلمانية مسيحية في مجلس النواب وهو جزء من المعارضة التي يتقدمها حزب الله والتي تخوض صراعا مع التحالف الحكومي المدعوم من الغرب منذ أكثر من عام.
ويعد الصراع السياسي في البلاد هو الأسوأ من نوعه منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ويخشى كثيرون ان تنزلق الأمور الى العنف في حالة الفشل في الوصول الى اتفاق على الرئاسة وهي من حصة الطائفة المارونية المسيحية حسب النظام الطائفي لتوزيع المناصب في البلاد.
وكان البطريرك الماروني نصر الله صفير سلم رئيس مجلس النواب نبيه بري واحد الزعماء البارزين في المعارضة وزعيم الغالبية البرلمانية سعد الحريري لائحة بأسماء مرشحين. ومن المتوقع ان يختار بري والحريري شخصية من بين هؤلاء.
وقال داليما “أبلغني بري والحريري بان من الممكن التوصل الى اتفاق على احدى الشخصيات الواردة باللائحة ولكن لست متأكدا انهما يفكران في الشخص نفسه.”
واضاف “مقومات الاتفاق موجودة ومع ذلك فقد ينتهي كل شيء الى الفشل.”
وتقول مصادر سياسية لبنانية ان اللائحة تضم عون مرشح المعارضة المعلن واثنين من الرموز السياسية المدعومة من التحالف الحكومي.
لكن الشخصية التي ستحظى بتوافق الاراء من المتوقع ان تكون أحد ثلاثة مرشحين معتدلين سماهم البطريرك الماروني وهم النائب روبير غانم وحاكم مصرف لبنان الاسبق ميشال خوري والوزير السابق ميشال ادة.
وقال داليما “انطباعي هو انه يمكن ايجاد حل توافقي.”
وسيكون المرشح الذي سيقع عليه الاختيار اول رئيس لبناني جديد منذ انسحاب القوات السورية من لبنان في العام 2005. وكانت دمشق تهيمن على الساحة السياسية اللبنانية حتى انسحابها.