هل هنالك علاقة بين العملية الإرهابية التي أعلن يوم الثلاثاء عن إحباطها في الدانمارك والإعتقالات الجديدة في ألمانيا؟ خصوصاً أن الشرطة الدانماركية، التي أعلنت عن إعتقال 3 إرهابيين “دوليين”، لم تحدّد “المكان الذي يستهدفه الهجوم” الإرهابي، وحتى إذا كان في الدانمارك نفسها أم خارجها!
وهل هنالك علاقة بين المتّهمين الثلاثة الذين أعلنت ألمانيا عن إعتقالهم اليوم بتهمة التحضير لعمليات إرهابية ضخمة وذكرى 11 سبتمبر؟ أم أن العمليات التي تمّ إحباطها كانت الردّ المفترض على ما يشاع عن إنشقاقات داخل “القاعدة” أو عن وفاة بن لادن بسبب إختفائه منذ سنتين؟
وهل المعتقلون الثلاثة في ألمانيا هم أنفسهم الذين تحدّثت عنهم تقارير في شهر يونيو 2007 (راجع الشفّاف: ألمانيا تتخوّف من عملية إرهابية كبرى في الأسابيع المقبلة ).
ففي حينه، كانت “دير شبيغل” الألمانية قد كشفت أن “السلطات الباكستانية اعتقلت، في 10 يونيو، مواطنين ألمانيين ومواطناً قيرغيزياً على الحدود مع أفغانستان. وكان الثلاثة يحملون أجهزة هاتف تعمل بواسطة الأقمار النصاعية، ومعدات لاسلكي. ونقل أحد مراسلي التلفزيون الألماني أنهم كانوا يخططون لعملية إنتحارية في ألمانيا.”
وسؤال آخر مهم: هل تعني العملية الجديدة
أن أسامة بن لادن مستمر في مشروع إفراغ أوروبا من القيادات الأصولية (حسب ما يُشاع) لأنه بات يعتبر وجودها في أوروبا غير مفيد له؟ وهل تعني إعتقالات الدانمارك وألمانيا زوال الخطر عن أوروبا حالياً، أم أن هنالك مخططات مماثلة تطال بلداناً أوروبية أخرى لم يتم الكشف عنها بعد؟
فيوم الثلاثاء، أعلن جهاز استخبارات الشرطة الدنماركية اعتقال ثمانية اشخاص يشتبه بصلتهم بتنظيم «القاعدة» في الدنمارك على خلفية اتهامهم بالإرهاب وحيازة مواد لتصنيع قنبلة.
وقال ياكوب شارف، المدير العام لاستخبارات الشرطة «يمكننا وصف المشتبه بهم الرئيسيين، بأنهم ناشطون اسلاميون لديهم اتصالات دولية، بمن فيها مع زعماء لتنظيم القاعدة». وقال ان «حملة الاعتقالات اتت نتيجة مراقبة الموقوفين لفترة طويلة، ويشتبه بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمل إرهابي تستخدم خلاله متفجرات». وقال إن المعتقلين الثمانية هم 6 من المواطنين الدنماركيين، واثنين من الأجانب المقيمين المصرح لهم بالعمل في الدنمارك. وأوضح سكارف أمام مؤتمر صحافي أن «الاعتقالات أحبطت هجوما إرهابيا» كانوا يخططون للقيام به. إلا أنه لم يحدد المكان الذي كان يستهدفه الهجوم
وأمس الأربعاء، اعتقلت السلطات الألمانية ألمانيين وتركياً بتهمة التحضير لعمليات إرهابية تستهدف مطار فرانكفورت الدولي وقاعدة رامشتاين الأميركية في ولاية هيسن. ووصفت النائبة الاتحادية العامة مونيكا هارمز العمليات التي أحبطت بأنها أكبر عمليات تفجير في أوروبا.
وذكرت هارمز في مؤتمر صحافي عقدته أمس في كارلسروهه ان المعتقلين الثلاثة، المشتبه في انتمائهم إلى منظمة «اتحاد الجهاد العالمي»، على «صلة وثيقة» بتنظيم «القاعدة»، خططت لهجمات بعدة سيارات مفخخة ضد مطار فرانكفورت والقاعدة الجوية الاميركية القريبة منه. وقالت هارمز إن المعتقلين الثلاثة تلقوا تدريبات في مخيمات بباكستان، وكانت بحوزتهم قرابة 1500 رطل من مادة «بروكسيد الهيدروجين» لصناعة قنابل. وشن رجال شرطة الجنايات، تساندهم وحدات مكافحة الإرهاب، حملتهم ضد الخلية مساء الثلاثاء الماضي بعد أن دخل المخطط مرحلة الإعداد.
وحسب تصور هارمز، فإن الشرطة أحبطت أكبر عمليات تفجير في أوربا خطط لها كي توقع أكبر عدد ممكن من الضحايا البشرية والدمار. وأكد يورغ تسيركة، رئيس شرطة الجنايات الاتحادية، أن كمية المتفجرات التي خطط لاستخدامها في الهجمات تفوق تفجيرات مدريد ولندن بقوتها التفجيرية. ويعادل خليط المتفجرات السائل الذي ركبه الإرهابيون نحو 550 كغم من مادة «تي إن تي» الشديدة الانفجار. واعتبر تسيركة عملية مراقبة المتهمين الثلاثة ورصد تحركاتهم أكبر عملية للشرطة الألمانية في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وشملت الاعتقالات الألمانيين فرتز ج، 28 سنة، من مدينة أولم الجنوبية، ودانيل س، 22 سنة، من زاربركن والتركي ادم ي، 29 سنة، من هيسن. وكانت الشرطة تراقب زعيم الخلية فرتز ج. منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2006، وهو ألماني تحول إلى الإسلام في السنوات القليلة الماضية، ورصدت تحركاته لتشكيل خلية تتولى على عاتقها مهمة تنفيذ التفجيرات في ألمانيا. وتفيد التقارير السرية بأن أحد أعضاء الخلية تحدث في عدة أمكنة عن «عمليات انتحارية» ضد الاميركيين. وذكر شهود عيان من مدينة أولم ان زعيم الخلية فرتز ج حاول الهروب من الطوق المضروب على شقته من قبل رجال الشرطة. وقفز المتهم من النافذة إلى حديقة الجيران لكن رجال الشرطة كانوا بانتظاره. وقال جار آخر انه سمع صوت طلقة واحدة، لكنه لم يشاهد أي مصابين تنقلهم سيارات الإسعاف. ووصف شاهد آخر العملية بـ«الهدوء» لكنه أشار إلى عدد غير مسبوق من رجال الشرطة يطوق البيت الذي كان ج. يسكنه.
ووقعت حماية الدستور (الأمن العام) على آثار فرتز ج في رأس السنة الماضية بينما كان يراقب من سيارته الطرق المؤدية إلى الثكنة العسكرية الاميركية في هاناو.
ونال رجال الشرطة قرارا من المحكمة بفرض الرقابة على الرجل منذ مارس (آذار) 2007 بعد تزايد الشكوك في مخططاته لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المنشآت الأميركية.
وحسب معطيات رجال التحقيق، فقد زار التركي آدم ي معسكرا للإرهابيين في باكستان في مارس 2006، بينما سافر الألمانيان، وللأسباب ذاتها، إلى باكستان في خريف نفس العام. كما سجل رجال الشرطة العديد من المكالمات بين فرتز ج. في ألمانيا والتركي آدم ي. وهو في باكستان. وأشار يورج تسيركه رئيس هيئة مكافحة الجريمة في المؤتمر الصحافي المشترك مع الادعاء العام إلى وجود صلة وثيقة بين اتحاد الجهاد الاسلامي وتنظيم «القاعدة». وأكد أن القوة التدميرية للشحنات الناسفة تكفي لصناعة عدة قنابل تفوق في قوتها تلك التي استخدمت في اعتداءات مدريد ولندن.
وكان رجال الشرطة الاتحادية يراقبون تحركات المتهمين الثلاثة منذ أشهر بسبب ترددهم على بعض المراكز الإسلامية، المشتبه في دعمها للنشاطات الإرهابية، وبعد أن تم رصد قيامهم بالسفر إلى باكستان لتلقي التدريبات اللازمة. وكان أحد المتهمين من الألمان المسيحيين الذين تحولوا إلى الإسلام «الراديكالي» خلال السنوات القليلة الماضية. ويحمل الألمانيان جوازي سفر ألمانيين، في حين يحمل التركي جواز سفر تركياً. في الوقت نفسه، أكدت تقارير صحافية أن الالمانيين المعتقلين يعتنقان الدين الاسلامي منذ فترة، وقد تدربا في باكستان.
واضطر رجال الشرطة لقطع المراقبة واعتقال المتهمين الثلاثة بعد أن دخلوا في مرحلة إعداد القنابل. كما عجلت نوايا الثلاثة على نقل المتفجرات إلى مكان آخر من قرار إحباط العملية في الوقت المناسب.
( في تغطيتها للخبر، أضافت “الحياة” أن المعتقلين ينتمون إلى خلية محلية لـ «حركة الجهاد والتوحيد»، وان «حركة الجهاد والتوحيد» ناشطة في ألمانيا وسبق أن حوكم اعضاء فيها، وهي مصنفة «حركة دينية في آسيا الوسطى ترتبط بعلاقة وثيقة بتنظيم القاعدة، تدعم الجهاد وتتميز بحقدها الكبير على الولايات المتحدة»، كما «ترتكز على تيار أصولي ناشط يتخذ من بريطانيا مقراً اوروبياً له).».
إف بي أي تستبعد وقوع هجمات في أميركا الآن
وفي الولايات المتحدة، واشنطن (رويترز) – قال متحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (اف.بي.آي) يوم الاربعاء ان السلطات الأمريكية لا ترى أي احتمال وشيك لوقوع هجمات داخل الولايات المتحدة بعد اعتقال ثلاثة أشخاص في ألمانيا في إطار إحباط مخطط اسلاميين متشددين للقيام بتفجيرات.
وقال المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي ريتشارد كولكو ان المكتب ووزارة الامن الداخلي يراقبان الوضع في ألمانيا.
وأضاف “لا نرى خطرا وشيكا على الولايات المتحدة داخليا بعد هذه الاعتقالات. نحن ننسق مع الالمان تنسيقا وثيقا في هذه القضية.”
وقالت المدعية الاتحادية الالمانية مونيكا هارمز ان الرجال وهم ألمانيان وتركي شوهدوا وهم يستكشفون منشآت عسكرية أمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون ان المؤامرة تذكرة بالخطر المستمر الذي يمثله المتطرفون الاسلاميون.
وقال وزير الامن الداخلي مايكل تشيرتوف أمام لجنة الامن الداخلي بمجلس النواب “هناك مجموعات من المقاتلين تتجمع في باكستان ومناطق أخرى في جنوب آسيا وفي العراق.. يبحثون بكل وضوح عن ملاجيء آمنة يمكنهم أن يتدربوا فيها.”
واضاف “كلما زادت المساحة التي يحصلون عليها .. زادت المحاولات التي سنشهدها مثلما شاهدنا في الدنمرك وفي ألمانيا.”
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية انه لا علم له باتخاذ أي اجراءات أمنية جديدة في المنشآت في الخارج نتيجة للاعتقالات.
وقال توم كيسي المتحدث باسم الوزارة “سفاراتنا مفتوحة أمام الاعمال وكذلك جميع قنصلياتنا.”
بعد الدانمارك، ألمانيا تعتقل 3 إرهابيين كانوا يعدّون
كان هناك مقالا للدكتو عبد الخالق حسين بعنوان — لماذا غالبية الارهابين مسلمين — وتعليقي الان ان الالمانيين اصبحوا ارهابين من القاعدة بعد اعتناقهم الاسلام — لماذا لم يكونوا ارهابيين قبل اعتناق الاسلام ؟؟؟ اليس هذا اكبر دليل على صحة ما جاء بمقال الدكتور عبد الخالق حسين وشكرا —