أبرز الجديد في دراسة عن “حرب السويس 1956” نقلناها عن موقع “السي آي آي”، ونشرناها على صفحة “الشفاف” الإنكليزية، أن الرئيس جمال عبد الناصر، “بناءً على اقتراح من الإستخبارات العسكرية الأميركية دعا ضابط الكوماندوس الألماني الشهير “أوتو سكورزيني” لزيارة مصر، وقام بتوظيف 100 مستشار عسكري ألماني أوصى بهم الجنرال الألماني. وهذا هو الأساس الحقيقي للتقارير الوهمية التي زعمت أن عدداً من “النازيين الذين لم يتوبوا عن جرائمهم” كانوا يتحكّمون بعبد الناصر من وراء الستار”!
في الجديد، أيضاً، أن “مدير السي آي آي، ألن دالاس (وبعكس شقيقه وزير الخارجية، جون فوستر دالاس)، كان متعاطفاً جداً مع عبد الناصر، حتى بعد أن قرّر عبد الناصر شراء أسلحة من الكتلة السوفياتية.. وكان رئيس محطة السي آي أي في القاهرة، مايلز كوبلاند، على علاقات حتى أكثر ودّية مع عبد الناصر. والواقع أن مسؤول السي آي آي، كيرميت روزفلت، هو الذي اقترح على عبد الناصر أن يعلن أن مشتريات الأسلحة الجديدة كانت من تشيكسلوفاكيا وليس من الإتحاد السوفياتي. وكان واضحاً أن كوبلاند وروزفلت يتخوفان من أن تعطي صفقة الأسلحة إنطباعا ًخاطئاً بأن عبد الناصر كان ينقل مصر إلى الفلك السوفياتي. وتعبّر وثائق السي آي آي بوضوح عن قناعة ضباط الإستخبارات الأميركيين بأن عبد الناصر لم يكن في هذا الوارد.
تكشف الدراسة كذلك نقصاً خطيراً جداً في “صفقة الأسلحة التشيكسلوفاكية” يبدو أن مصر دفعت ثمنه لاحقاً: “فالصفقة كانت كبيرة جداً من الناحية النظرية: 200 طائرة تشمل مقاتلات ميغ وقاذفات إليوشين خفيفة، و100 دبابة، و6 زوارق طوربيد، وحتى مدمّرتين- علاوة على الذخائر وقطع الغيار. ولكن نقطة ضعف صفقة الأسلحة التشكية كانت أنها لم تراعِ بما فيه الكفاية جوانب التدريب والدعم الفنّي: فالإتفاقية نصّت على أن يوفّر تقنيّون من الكتلة الشرقية للمصريين تدريباعلى صيانة المعدات واستخدامها لمدة 90 يوماًفقط! أي أن القدرة القتالية للأسلحة الجديدة ستكون بعيدة جداً عما توحي به الأرقام النظرية”.
في الدراسة أيضاً أن “السي آي آي”، في أول تقرير لها حول دولة إسرائيل، تخوّفت من أن “الصهيونيين كانوا مخلب قط للإتحاد السوفياتي، وأن إنشاء دولة يهودية في فلسطين سيشكّل سابقة يستخدمها السوفيات للمطالبة بكردستان مستقلة وبضم مقاطعة “قارس” التركية لأرمينيا السوفياتية”.
الدراسة من نشرة “دراسات في الإستخبارات” التي تُرفَع السرّية عنها بصورة تدريجية. (لهواة “نظرية المؤامرة”: لا حاجة لـ”تأويل” العلاقات بين الرئيس جمال عبدالناصر والإستخبارات الأميركية بأكثر مما يرد في التقرير الأميركي.).
يمكن قراءة الدراسة كاملة على صفحة “الشفّاف” الإنكليزية.
بيار عقل