ليس بين شباب الأحياء الشرقية في مدينة طرابلس في شمال لبنان من يعرف على وجه الدقة اسماء من قتلوا من ابناء هذه الأحياء من بين عناصر» فتح الإسلام» على رغم ان اصحاب الأسماء المتداولة او التي اختفى اصحابها جميعهم معروف بتوجهاته «الجهادية»، لكن اسباب الاأختفاء كثيرة. ان يكون المختفي قتل في احدى المعارك امر وارد جداً، ولكن من المحتمل ايضاً انه ما زال يقاتل في مخيم نهر البارد، او انه في احدى الشقق منتظراً «ساعة الصفر»، وآخرون من المؤكد ان القوى الأمنية ألقت القبض عليهم اثناء احدى المعارك او في احد المنازل. ومن بين ابناء هذه الأحياء عدد من المختفين الذين ظهروا فجأة في مخيم نهر البارد.
انهم اولئك الذين غادروا منذ سنوات، بعضهم الى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان على أثر ملاحقة القوى الأمنية له، وبعضهم الآخر الى العراق ملتحقاً بـ «المجاهدين» هناك، وآخرون تجولوا في مثلث «الجهاد» السوري – اللبناني – العراقي. وحكايات المختفين وغير المختفين من «المجاهدين» الطرابلسيين تلوكها ألسن كثيرة هنا في «حزام الفقر والدعوة» في شرق مدينة طرابلس، الذي يبدأ من منطقة ابو سمرا حيث فئات المسلمين والإسلاميين المتوسطة الدخل، ومن هذه المنطقة نتجه شمالاً الى منطقة القبة الأكثر فقراً ثم شارعي البداوي والمنكوبين نزولاً باتجاه أحياء باب التبانة الشهيرة ومنطقتي السويقة وباب الرمل الأشد فقراً.
تشكل هذه الأحياء في هذه الأيام بؤرة عمل ونشاط للأجهزة الأمنية اللبنانية. فبعد الذي شهدته مدينة طرابلس قبل ثلاثة اسابيع وانكشاف الاختراق الكبير الذي احدثته «فتح الإسلام» في هذه الأحياء من خلال تجنيدها انصاراً و «معاهدين» من ابناء «الدعوات السلفية الجهادية» من ابناء شرق طرابلس، جردت الأجهزة الأمنية حملات دهم واعتقال واسعة في هذه الأحياء. عشرات من «الشباب المؤمن والملتزم» اقتيدوا الى التحقيق. ثمة مستويات شعورية متباينة يستقبل فيها سكان هذه المناطق ما تشهده احياؤهم بعد انكشاف خلايا من «فتح الاسلام» فيها. انها مصائر محتومة في ظل تراكم ظروف تدفعهم الى ما هم فيه. فالشاب الذي يجلس في مقهى في منطقة التبانة وتحت صورة الرئيس رفيق الحريري هو نفسه من ذهب في الصباح الى ثكنة الجيش في منطقة القبة ليسأل عن شقيقين له اوقفتهما الأجهزة الأمنية قبل ايام، وذاك الرجل الذي علق لافتة تأييد للجيش اللبناني في معركته ضد «فتح الاسلام» قال ان ابن شقيقه محكوم بالسجن عشرين عاماً بتهمة محاولة تفجير مطعم «ماكدونالد» في بيروت قبل نحو ثلاث سنوات. ومن النادر ان تصادف احداً هنا لا يمت بقرابة الى شاب من اولئك الذين تحف الوقائع «الجهادية» بسيرهم.
«تيار المستقبل»
لكن ولاء جديداً اخترق هذه الحكايات فجعل منها هامشاً لظلامة متخيلة: انه «تيار المستقبل» الداعم الأبرز للجيش اللبناني في معركته مع «فتح الاسلام». وأن يخترق ولاء كهذا وعياً متنازعاً بين المعركة مع «العدو الأكبر» وأعداء داخليين واقليميين، فإن ما سيحدثه القادم حديثاً سيكون مزيداً من الحيرة والتردد. فيروي احد شباب التبانة كيف نزل الأهالي غاضبين في اليوم الذي قتلت فيه الأجهزة الأمنية اللبنانية «ابو جندل» وهو من ابناء المحلة، اثناء خروجه من منزله، وراحوا يكيلون الشتائم للسياسيين ولا سيما منهم قادة «تيار المستقبل» الذي يقوده النائب سعد الحريري، ويضيف الشاب انه شاهد بعد ايام قليلة من هذا اليوم وفي اعقاب الخطاب الذي القاه النائب سعد الحريري بعد اقرار المحكمة الدولية عشرات من ابناء الحي يبكون تضامناً مع «دموع سعد الحريري».
الحريرية لا تبدو متمكنة من أمزجة سكان هذه المناطق، وهي بطبيعتها اصلاً لا تسعى الى الرسوخ على نحو ما تسعى الدعوات الأخرى، ولهذا نراها متعايشة مع انماط عيش وسلوك لا تنسجم مع مظاهرها ودعاويها. لكن احزمة طرابلس نشأت ونمت على وعي المآزق التي خلفها النفوذ السوري فيها على مدى عقود طويلة من المحنة اللبنانية. لا شيء تقريباً في هذه المناطق نشأ مستقلاً عن النفوذ السوري سواء كان على خصومة معه او كان جزءاً من شبكته. مئات قتلوا في سياق الحروب التي كان السوريون طرفاً فيها، ومئات غيرهم امضوا سنوات في السجون السورية. ولكن ايضاً مئات ومئات آخرون كانوا اعضاء في احزاب مؤيدة لسورية. فالحكايات التي تروى عن ناشطين في «فتح الاسلام» لا تخلو واحدة منها من محطة سورية، سواء كانت سنوات في السجن، او مراحل أمضاها الناشط في سورية عاملاً على المنافذ المؤدية الى العراق، وفي احيان كثيرة يختلط المصيران فيفضيان الى نهاية مأسوية.
فصدام ديب الذي قتل قبل ثلاثة اسابيع في شارع المئتين في طرابلس الى جانب «أبو يزن» المسؤول في «فتح الاسلام» كان اوقف في سورية بعد مطاردة قتل فيها أحد مسؤولي تنظيم «القاعدة» وهو تونسي الجنسية، وبعد اقل من سنة امضاها في السجن افرج عنه بوساطة الداعية فتحي يكن بحسب ما قال والده الذي يقيم في حي المنكوبين في شرقي طرابلس. و «أبو هريرة» (شهاب القدور) وهو المسؤول العسكري لـ «فتح الاسلام» كان اعتقل من جانب السوريين للمرة الأولى في العام 1986 ولم يكن بلغ الخامسة عشرة من عمره فأمضى سنتين في السجن، ثم اعتقل في المرة الثانية في العام 1992 وامضى اكثر من خمس سنوات. وفي المرتين اللتين اعتقل وأفرج عنه فيهما اختلطت قسوة الاعتقال بالريبة التي تخلفها ظروف الافراج عنه.
مَن يدير مَن؟
كلام كثير يثار حول هوية «فتح الاسلام» والمجموعات الصغيرة المشابهة لها في مناطق الشمال اللبناني. هل هم جماعات تديرها سورية ام انهم جزء من تنظيم «القاعدة»، وتبدو هذه التساؤلات عديمة الجدوى اذا امعن المرء في الاقتراب من الوقائع هنا في احزمة مدينة طرابلس. جليّ ان سعي صحافة المعارضة اللبنانية المتحالفة مع سورية وراء وقائع تثبت صلة هذه الجماعات بتنظيم «القاعدة» بما ينفي علاقتها بسورية عارض دعائي لا يفسر شيئاً من الذي جرى او يجرى في تلك المناطق، كما ان اسراع إعلام الغالبية النيابية الى نسبة افعال «فتح الاسلام» الى الاستخبارات السورية فقط ليس سوى خطوة قاصرة عن الاقتراب من حقيقة هذه الجماعات. ان تكون هذه الجماعات قريبة من تنظيم «القاعدة» او جزءاً من شبكة «الجهاد» العالمي، فهذا لا ينفي صلتها بسورية كما تثبت الوقائع ذلك، وفي المقابل يبدو اهمال الظروف المؤسسة للوعي «القاعدي» في شمال لبنان وقصرها على الارادة السورية تنصلاً من مسؤوليات حيال مواجهة هذه الظروف.
ثمة حلقات غير سورية في سلسلة الوقائع «الجهادية» في شمال لبنان. قد يكون للأجهزة السورية دور في توفير الظروف لانتاج هذا الوعي، ولكن في المشهد عناصر اخرى. فأن يعود شاب كان هاجر من التبانة الى الدنمارك وهناك تحول الى «السلفية الجهادية»، ويعتقل اثناء المعركة مع جماعة «فتح الاسلام»، لا يكفي التفسير الذي درجت عليه الغالبية النيابية والذي يدور حول «سورية فتح الاسلام». ثم ان القول بأن عدداً من هؤلاء كان ملاحقاً من الأجهزة السورية لنفي اي دور لسورية في انشطتهم في لبنان يغفل حقيقة ان ملاحقتهم من هذه الأجهزة اختلطت بتوظيف لهم في العراق ولبنان والأدلة على ذلك لا تحصى.
لكن حكايات «مجاهدي» الحزام الشرقي لمدينة طرابلس لا تؤلف رواية واحدة. «فتح الاسلام» ليست اكثر من محطة انعقدت حولها ظروف عابرة للملتحقين بها، ثم ان التحاق هؤلاء بهذه الجماعة باغت السكان، تماماً كما باغتهم تأليفهم جماعة في منطقة الضنية في العام 1999، وقيام آخرين من ابناء المحلة بمحاولة تفجير «ماكدونالد». الثابت في كل هذه المحطات الى جانب الأغراض الأقليمية التي لطالما ارتبطت بها انشطة هذه الجماعات، انتماؤها الى «الفضاء الجهادي». وآلة التعبئة كبيرة ومترامية. فالأئمة والدعاة يجوبون هذه الأحزمة متفاوتي الأغراض والغايات، ولا ضابط لدعاويهم سوى ضمائرهم، وتفسير النصوص الدينية واطلاق الفتاوى جارٍ من المجازين ومن غيرهم، والقدرة على التأثير متاحة للجميع. ويقول الشيخ داعي الاسلام حسن الشهال: «ان الجميع مسؤول عن الذي حصل مع هؤلاء الشباب، اي السياسيين والأمنيين والمشايخ والدعاة» ويضيف: «هؤلاء في المبدأ معهم حق، ولكن الخطأ الذي ارتكبوه هو في الزمان والمكان، ففي الاسلام هناك قتال وجهاد، ولكنّ لهذا قواعد وأصولاً».
الخلافات طفيفة بين فتية «الجهاد» في طرابلس وبين اقتناعات الكثير من ائمة المدينة ودعاتها. وما يميز «الجهاديين» عن غيرهم من ابناء «الدعوات» هو ان «الجهاديين» فتوات «دعواتهم»، فيوصفون من جانب شيوخ السلفية الطرابلسية بأنهم سريعو الغضب والانفعال وان «الجهاد» وصلهم قبل غيره من الفروض الدينية. اما مسألة «العلم الشرعي» فهم اقل فئات الملتزمين دينياً تعرضاً لها. ويقول «ابو بكر» وهو ابن «دعوة سلفية» في طرابلس ان ما يطغى على نشاط «الجهاديين» من ابناء الدعوة رغبتهم في القتال وحاجتهم الى اثبات تفوقهم فيه. ولكن الجميع يشير الى امتلاك هؤلاء «فطرة طيبة ونيات حسنة».
ومثلما شكل الطريق الى العراق عبر سورية ماكينة تنشئة وتمكين للكثير من «جهاديي» الشمال اللبناني، شكل مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان ومنطقة «التعمير» المجاورة له محطة للكثير من هؤلاء. عشرات من سكان الحزام الشرقي لطرابلس لجأوا الى تلك المنطقة هرباً من ملاحقة اعقبت عملاً أمنياً اتهموا به. غاندي السحمراني وشهاب القدور (أبو هريرة) وآخرون لجأوا الى تلك المنطقة، ثم ان الكثير ممن يفتقدهم اهاليهم يتبين انهم لجأوا الى اصدقائهم في المخيم الجنوبي. فتختلط هنا الانتماءات بين «عصبة الأنصار» و «جند الشام» و «فتح الاسلام»، ويستشرف فتية الجهاد في طرابلس من هذه الشرفات اشكال العيش والجهاد، اذ تتسرب الى الأحزمة الشرقية تلك فتاوى «شيوخ الجهاد» في عين الحلوة، وتتولى الهواتف الخليوية وشبكة الأنترنت وصل المقيمين بـ «المهاجرين» و «الخارجين» من المدينة الى عين الحلوة، ويختلف «المجاهدون» حول ما اذا كان لبنان «دار حرب» او «بلاد نصرة» ويُسأل «المشايخ» عن الموقف من «الروافض» و «النصارى».
ولكن ليست الطريق الى العراق او مخيم عين الحلوة ملاذ «الجهاديين» الشماليين الوحيدين، فالدول الأوروبية والغربية عموماً تلك التي لجأ اليها آلاف من ابناء الأحزمة لطالما ترد في سياق عرض سير هؤلاء. الدنمارك والسويد وألمانيا وأستراليا ودول اخرى صارت تشكل اليوم بلاد شتات للكثير ممن انخرطوا في الأنشطة الأمنية من ابناء الشمال اللبناني كما هي حال الكثير من «جهاديي» العالم. فوليد البستاني وهو من عناصر «فتح الاسلام» وربما يكون من بين قتلاها في المعارك الأخيرة يحمل الجنسية الدنماركية. ويوسف ديب شقيق صدام ديب معتقل اليوم في المانيا، ومن بين الشباب العشرين الذين احيلوا الى المحكمة العسكرية شخص من آل خزعل قريب لبلال خزعل المحكوم في استراليا بتهمة الانتماء الى تنظيم «ارهابي». علماً ان الدنمارك ترد اكثر من غيرها في التحقيقات كبلد يجرى فيه تجنيد لبنانيين وعرب في تنظيمات متشددة. ويشير متابعون لملف هذه الجماعات الى أحد الشخصيات الأساسية في تنظيم «القاعدة»، قتل في مدينة الفلوجة العراقية في العام 2005 وهو اللبناني مصطفى رمضان (أبو محمد اللبناني)، وتشير المعلومات الى ان رمضان جُند في الدنمارك وجاء الى لبنان وانتقل منه الى العراق.
لا أحد يمكنه تقدير عدد المنخرطين في «فتح الاسلام» من ابناء مدينة طرابلس ومن حزامها الشرقي. الغائبون عن بيوتهم كثر. عدد منهم مستغرق منذ سنوات في غيابه، وآخرون عادوا الى المدينة في اعقاب الانسحاب السوري منها ثم ما لبثوا ان اختفوا. حكاية شهاب القدور (أبو هريرة) ربما مثلت نموذجاً، فبعد الافراج عنه من السجون السورية في العام 1996 لجأ الى مخيم عين الحلوة وتزوج من سيدة هناك، وعمل مرافقاً لأحمد عبدالكريم السعدي (ابو محجن) أمير «عصبة الأنصار»، ثم انتقل في العام 2004 الى العراق ليظهر أخيراً مع جماعة «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد. اما صدام ديب الذي اختفى قبل نحو سنة بعد ان اتهم مع شقيقه وشخص ثالث بتدبير محاولة تفجير للقطارات في المانيا واعتقل شقيقه هناك، فلم يكن اهله على علم بأنه التحق بجماعة «فتح الاسلام»، لكنهم اكتشفوا ذلك بعدما ابلغتهم السلطات اللبنانية بأن ابنهم قتل في الاشتباك الأخير في منطقة المئتين في طرابلس. ويقول والده انه لم يتلقَ طوال فترة غياب ابنه اي اتصال منه باستثناء قيامه بزيارة خاطفة لوالدته طالباً منها ان يقوم الوالد بشراء 50 رأساً من الغنم لينقطع الى رعيها في الجبال عملاً بحديث نبوي.
لكن المدينة تعيش عودة متقطعة للكثير من ابنائها وفقاً للظروف السياسية والأمنية ثم استئنافاً للغياب. فبسام. ح مثلاً غادر المدينة في العام 1986 بعد ان كان أحد امراء «حركة التوحيد الاسلامي»، ثم عاد اليها بعد انسحاب الجيش السوري في العام 2005 وباشر «الدعوة» من أحد المساجد «الخاصة» في منطقة أبو سمرا، لكنه عاد واختفى في العام 2006، وتبين انه موقوف في احدى الدول العربية، وتشير معلومات الى ان توقيفه في تلك الدولة اعقبته حملة مداهمات واعتقالات واسعة في منطقة ابو سمرا شملت نحو 40 ناشطاً اسلامياً.
الغائبون
يتوقع «ابو بكر» ان يتجاوز عدد الطرابلسيين في «فتح الاسلام» الثلاثين «مجاهداً» على رغم ان الغائبين عن منازلهم يتجاوز هذا الرقم. ولكن عدداً من المختفين من المرجح ان يكون في العراق، وآخرين ما زالوا في مخيم عين الحلوة. ويرى ان ما يُروى عن خلافات بين «فتح الاسلام» وجماعة «عصبة الأنصار» ليس مهماً، فثمة عناصر انتقلت من هذه الجماعة الى تلك والعكس صحيح، وهؤلاء «عاهدوا» بعضهم على «النصرة»، وما نشهده اليوم ليس سوى «تكتيكات» وحسابات ميدانية.
في حين يـشيـر شيخ طرابـلسي سبـق ان التقـى جماعة «فتح الاسلام» الى ان ثمة من «خذل» الجماعة بعد ان كان وعدها بـ «النصرة» في حال تعرضها لهجوم. ويتحدث «زوار» شاكر العبسي من «الدعاة» الشماليين عن وجود اكثر من مجموعة تعمل مع «فتح الاسلام» ولكنـها ليـست جـزءاً مـن التـنـظيم، ومـن هؤلاء مجموعـة وصلت الى مخيم نهر البارد من عــين الحــلوة، وعــدد آخــر من الملتحقين من ابناء مخيم نهر البارد.
ينظر «ابو بكر» بحيرة من شرفة منزله في منطقة ابو سمرا حين نسأله عن «الغائبين» من ابناء احياء الحزام الشرقي لطرابلس. تلوح تلك الأحياء من على شرفة منزله في ساعات الغروب هادئة وشديدة الاكتظاظ. وحين تختلط حكايات الغياب الغامضة والمزمنة مع وقائع في العراق وفي مخيمي عين الحلوة والبارد، وربما في اماكن اخرى من العالم، ترتسم على وجه «ابو بكر» ابتسامة رضا وحيرة في آن. اما تلك الأحياء الممتدة من ابو سمرا الى التبانة فلا يفصح اهلها عن الكثير مما يتوقعونه جراء غياب شبان منهم. عشرات من الشبان والفتية يخضعون الآن لتحقيقات الأجهزة الأمنية وأشقاؤهم يجوبون المقاهي حائرين. منزل عائلة صدام ديب في حي المنكوبين يشرف على المرتفعات الشمالية الشرقية للمدينة. ينظر والد صدام باتجاه جبال عكار التي قدم منها في سبعينات القرن الفائت، واستقر هنا خلف هذه الجدران التي اخذت تتآكل سنة بعد اخرى. العلم الأسود الذي كتبت عليه عبارة «لا إله الا الله» والذي كان معلقاً على شرفة المنزل حين دخلناه لم يعد موجوداً لحظة خروجنا.
مقالات ذات صلة
رحلة عائلة صدام ديب بين تهمة في عكار … وأخرى في ألمانيا
(نقلاً عن جريدة “الحياة”)