انتقد مجلس المطارنة الموارنة “التجاذب الفاضح المخجل” بين أهل السلطة وما يرافقه من شلل على صعيد المؤسسات، ولاحظ أن “ليس بينهم من يفكر أن أهل الخير من دول العالم يسارعون الى نجدتنا بينما المسؤولون بيننا يعملون ما في وسعهم لإغراق البلاد في خلافاتهم وارتهان بعضهم للخارج”.
عقد المجلس امس اجتماعه الشهري في بكركي، وأصدر بيانا تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، وهنا نصه:
1 – إن الوضع العام في لبنان لا يدعو الى الطمأنينة، وما جرى يومي الثلثاء والخميس الثالث والعشرين من كانون الثاني الفائت والخامس والعشرين منه من تظاهرات وإحراق اطارات وقطع طرق وسقوط قتلى وجرحى، لم يكن ظاهرة عادية، بل، في ظن بعضهم، محاولة انقلاب ترمي الى تغيير مسار البلد، في ما لو نجحت، وهذا ليس بمألوف في بلد كلبنان.
2 – إن مؤتمر باريس 3، الذي رمى ما حدث من إضرابات وشغب أشرنا اليها أعلاه الى احباطه، دل على ما لوطننا من مكانة بين الدول والمؤسسات المانحة. ولا بد لنا من أن نشكر هذه الدول وفي طليعتها فرنسا التي بذل رئيسها السيد جاك شيراك ما في استطاعته للمساعدة على إنهاض لبنان من كبوته.
3 – إن الآباء يشكرون كل الذين وقعوا وثيقة ثوابت الكنيسة المارونية وميثاق الشرف بالامتناع عن الاقتتال، آملين أن يغلبوا المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، وأن يبذلوا جهدهم لدرء ما يتهدد لبنان من اخطار خارجية وداخلية.
4 – إن هذا التجاذب الفاضح بين أهل السلطة، وما يرافقه من شلل على صعيد المؤسسات الرسمية يندى له الجبين خجلا، وليس بينهم من يفكر أن أهل الخير من دول العالم يسارعون الى نجدتنا وإقالة عثرتنا، بينما المسؤولون بيننا يعملون وسعهم لإغراق البلاد في خلافاتهم ومشاحناتهم وارتهان بعضهم للخارج.
5 – إن زمن الصوم، هو الزمن المقبول على ما يقول الكتاب، يساعد النفوس على تنقيتها من أدرانها، ويعيد الصفاء الى الاذهان، ويقرب الناس من الله وبعضهم من بعض، بالصفح والغفران والمودة، ويدفع الاغنياء الى مد يد المساعدة الى اهل الفاقة، والى التضافر لانهاض بلدهم مما يتخبط فيه من مشكلات. ونسأل الله، بشفاعة مار مارون، ابي كنيستنا المارونية الذي نحتفل بعيده بعد (غداً)، أن يلهم الجميع بذل الجهد المطلوب والعودة بلبنان الى شاطىء الامان والسلام”.