أقدمت دور نشر إسرائيلية على ترجمة رواية “عمارة يعقوبيان” من اللغة العربية إلي العبرية، بالرغم من رفض مؤلفها المصري د.علاء الأسواني إعطاء الأذن بذلك، ما دفع الأخير إلى القول إنه سيلاحق الإسرائيليين، وسيتبرع بحقوق مؤلفه إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وتكرر قيام جهات إسرائيلية بترجمة أعمال أدبية وقصصية عربية، رغما عن مؤلفيها، ومنهم الأديب يوسف القعيد الذي وصف ذلك بأنه “اغتصاب للتطبيع”، فيما اعتبر البعض أن غايات استخبارية وراء عمليات الترجمة، خاصة في ظل الرفض الشعبي للتطبيع.
وكما تشير صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية الخميس 6-4-2006، فقد فوجىء الروائي المصري علاء الأسواني بمكالمة هاتفية من إسرائيلي يتحدث العربية، وعرض عليه ترجمة روايته الشهيرة “عمارة يعقوبيان”، فأجاب مؤكدا رفضه لأي تعامل مع إسرائيل، قبل استرجاع كافة الحقوق العربية.
ويقول الأسواني “لم تمر فترة طويلة، حتى جاء من مكاملة هاتفية من صحافية إيطالية تقول إن صحافيا إسرائيليا موجودا في القاهرة يرغب في عمل حوار معي لأن لي معجبين في إسرائيل، لكنني رفضت”.
وعلم الأسواني بعد ذلك أن روايته ترجمت بالفعل. وقال المؤلف المصري “قررت ملاحقة هؤلاء اللصوص بالاحتكام لهيئة دولية، وكي يصبح لهذا الموقف مغزاه، فإن أي مبلغ سيعود علي سأوجهه على الفور لحركة حماس، وليس لأي جهة أخرى في فلسطين”.
ترجموا معاني القرآن للعبرية
ومن وجهة نظر الدكتور محمد أبو غدير، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في “جامعة الأزهر”، فإن الترجمة إلى العبرية هدفها الأساسي فهم طبيعة المجتمع المصري والعربي. فقد ترجمت أعمال نجيب محفوظ، مثلاً، لدراسة الطبقات الشعبية، وبنفس المنطق تم التعامل مع بقية الكتاب. ويضيف قائلا: “هذا مبدأهم منذ الهجرات اليهودية الأولى إلى فلسطين. فقد ترجموا “معاني القرآن الكريم” و”الأيام” لطه حسين و”عودة الروح” لتوفيق الحكيم.
ويشير إلى أنه بعد زيارة الرئيس السادات للقدس “تم تكليف عدد من المتخصصين في الأدب العربي لترجمة أعمال أدبية مصرية لمعرفة ما إذا كانت زيارة السادات مجرد رؤية عابرة لشخص، أم أنها نهج تفكير لأشخاص عديدين. الترجمة عندهم تسعى أساسا لأداء وظيفة، لكن هذا الدور غائب عندنا للأسف”.
وتشير “الشرق الأوسط” إلى أن كلمات أبو غدير تتلاقى مع ما أوردته ناشرة إسرائيلية في سياق حوار صحافي، أكدت فيه أنه: “خلال 72 سنة، أي منذ بدأت الترجمة من العربية إلى العبرية، في ثلاثينات القرن الماضي وحتى عام 2000، فإن مجموع ما ترجم 32 رواية فقط”.
الناشرة هي ياعيل لرر التي أثارت ـ قبل فترة ـ ضجة، عندما حاولت الحصول على موافقات أدباء عرب لترجمة أعمالهم إلى العبرية عبر “دار الأندلس” التي تملكها. الرقم الذي ذكرته يؤكد أن الترجمة من العربية ليست مشجعة على مستوى سوق النشر، بقدر ما هي ذات غايات استطلاعية، حسبما تشير الشرق الأوسط.
لا لتمويل الانتفاضة بالشيكل
الروائي يوسف القعيد له تجربة أخرى في هذا المضمار في نهاية الثمانينات، حيث تلقى القعيد اتصالا هاتفيا من الناقد الفلسطيني نزيه القاسم، وكان في زيارة للقاهرة قادما من الأراضي المحتلة، وأخبره أن روايته “الحرب في بر مصر” ترجمت إلى العبرية عن طريق “دار مفراس” التابعة للحزب الشيوعي الإسرائيلي “راكاح”.
سارع القعيد بإصدار بيان حمل عنوان “اغتصاب التطبيع” نشرته جريدة “الأهالي” المصرية، أوضح فيه اعتراضه على ما حدث. تدخل الكاتب الراحل اميل حبيبي والشاعر سميح القاسم، ليقنعا القعيد بأن موقفه خطأ، لكنه أجابهما بأن هناك مواقف يفرضها عليهما وجودهما داخل الأراضي المحتلة، لكن ذلك لا يسري عليه، بحسب الشرق الأوسط.
بعد فترة نصح سميح القاسم القعيد بأن يحصل على المقابل ويتبرع به للانتفاضة. يروي القعيد: “اقتنعت في البداية ووجدتها فرصة لدعم الانتفاضة الأولى التي كانت مشتعلة، لكنني فوجئت بأن السفارة الإسرائيلية في القاهرة ستدخل طرفا، وأنني سأحصل منها على حقي بالشيكل، وفي النهاية لن أستطيع أن أوجهه للانتفاضة، فرفضت على الفور”.
وعلم القعيد بعد ذلك، أن هناك أخطاء في الترجمة وأنه حدث تزييف متعمد في غلاف الرواية، فضلا عن أخطاء عديدة متعمدة ومنها كما يذكر القعيد “ففي الرواية مثلا أن لكل عائلة في مصر مشكلات مع التجنيد، لكنهم ترجموها بأن كل مصري له مشكلات مع المؤسسة العسكرية الحاكمة”.
دبي-العربية.نت