منذ قبل دخول الإسلام كانت الحروب السخيفة واللجوء للسلاح وسفك الدماء عند أصغر خلاف هو ما يميز علاقات العرب بعضهم مع بعض. ففي عام 496 ميلادية بدأت “حرب البسوس” على معطى قتل «ناقة» واستمرت 40 عاماً. وتلتها في عام 568 ميلادية “حرب داحس والغبراء” على معطى سباق بين حصانين، واستمرت الدماء تسيل بين القبائل وأحلافهم حتى كادوا أن يفنوا عن آخرهم لولا تدخل الوسطاء والحكماء لوقف الحرب…
***
ولم يتغير الأمر مع دخول الإسلام. فبقيت المعارك والحروب والدماء بين المسلمين لا تتوقف.
وبعد معركة «مرج راهط» التي لم تستمر إلا أياماً قليلة في سورية عام 683، وجدها الجميع فرصة للانقسام لما سمي بـ«القيسية» واليمانية» لتشمل الحروب على معطى هذين المسميين العربَ وحتى غيرَ العرب من أكراد وبربر وجميع الأديان والمذاهب لفترة زادت على الألف عام وشملت أرض اليمن والجزيرة والشام والعراق ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، وتساقطت الدول الإسلامية بسببها.
وكانت آخر حروبها الدموية هي ما حدث في “عين دارة” اللبنانية بين الدروز القيسية والدروز اليمانية وراح ضحيتها عشرات الآلاف بين أبناء العمومة عام 1711م.
***
آخر محطة:
ما نراه من حروب أهلية طاحنة تجتاح الأوطان والشعوب العربية دون مسببات أو مبررات عقلانية هو امتداد طبيعي لتاريخنا الدموي. والسؤال المهم هو… ألم ترتوِ الأرض العربية من الدماء بعد؟
وألم يحن الوقت لاتخاذ السلام خياراً وحيداً لحل مشاكلنا؟ وضرورة جعل «الأشهر الحرم» تمتد لأشهر السنة جميعها.
من مقالاتك الرائعه ابا عبداللطيف