نشأ في الولايات المتحدة إبان الثمانينات توجُّه وممارسة سياسية سُمِّيا بـ«ديموقراطيي ريغان» أي الديموقراطيون الذين يصوتون وينتخبون بشكل دائم الرئيس الجمهوري رونالد ريغان (لماذا لا يتحولون لجمهوريين منعاً للتناقض والازدواجية؟!) حتى أنه حصد بسبب ذلك الدعم الديموقراطي في انتخابات الرئاسة عام 1984 نتيجة غير مسبوقة في تاريخ أميركا حتى اليوم هي 525 صوتا انتخابياً له و13 فقط لمنافسه الديموقراطي والتر مونديل!
***
معروف أنه من الفوارق الأساسية بين الليبرالية والإسلامية السياسية أن معتنق الليبرالية يؤمن بحرية واستقلالية الفرد بالتفكير والنقد وعدم عبوديته لأفكار الآخرين، بينما يؤمن أتباع الإسلام السياسي بالعكس تماماً، أي لزومية تسيُّد نهج الفكر الواحد، وعدم السماح بالرأي والرأي الآخر، بل السمع والطاعة لما تأمر به القيادات، ودون تلك الفوارق لا يمكن التمييز بين التوجُّهين.
***
آخر محطة
(1) الأحداث الأخيرة بالمنطقة مزقت رداء الليبرالية الزائف عن كثيرين، وكشفت ظاهرة يمكن تسميتها بـ«الليبرالية الإسلامية» أي أن يدعي البعض الإيمان بالليبرالية وحرية الفكر، إلا أنه يتبع بشكل أعمى ما يقول وما يقوم به الإسلام السياسي دون مناقشة أو حتى البحث عن الحقيقة ضمن فلسفة الانضمام لمسار القطيع… وكم في الشرق من مضحكات ولكنه… ضحك كالبكاء!
(2) ما تحتاجه الأمة بحق كي تنهض من كبوتها هو العكس تماماً، أي فتح المجال لـ«الإسلامية الليبرالية» كي تنشأ في مجتمعاتنا جموع من الشباب المسلم الناهض الذي يرفض تسخير عقله وقراره للآخرين كون في ذلك إضاعة لأفضل ما يتميز به الإنسان عن بقية المخلوقات وهو العقل… الذي نسيته الأمة طويلاً!