لا اعتقد ان من خططوا لهجوم حماس الضخم بهذه الدقة في التدريب والتنفيذ قد خططوا أيضا او حتى فكروا فيمن سوف يدفع فواتير تلك المغامرة والتي لم يسبق لها مثيل. حتى ان بعض المتحمسين اعتبروها اضخم من عبور قناة السويس في ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ لان المغامرة جرت على أـرض إسرائيلية.
وفي تصوري ان هذه الأطراف تدفع حاليا فواتير تلك المغامرة، وهناك فواتير أخرى لا نعرف مقدارها لان الانتقام الإسرائيلي الحقيقي لم يبدأ بعد.
أولا، الضحايا. فحسب اخر إحصائية راح من الجانب الإسرائيلي ١٥٠٠ قتيل وراح ضعفهم من أهالي غزة، ورقم ضحايا غزة قد يتضاعف في تقديري. هذا بخلاف الجرحى والرهائن، من ماتوا بسبب هذه المغامرة المجنونة دمهم لا بد ان يكون في اعناق حماس، وهولاء لن يعودوا للحياة مرة اخرى.
ثانيا، غزة: التدمير الذي حدث في غزة، والمباني التي هدمت، والبنية التحتية التي خربت (والآتي اعظم). اليمين الإسرائيلي لن يتوقف عن أي شيء، حتى لو قام بتدمير كل غزة لتفريغها من سكانها، هل لدى حماس التمويل لاعادة بناء غزة؟ بالطبع لا. فهل دول الخليج قادرة على تمويل إعادة بناء غزة؟ وما ذنبها لكي تتحمل ذلك؟
ثالثا، القضية الفلسطينية: هل يمكن ان تتسبب هذه المغامرة في إعادة القضية الفلسطينية الى السطح مرة أخرى؟ وهل يمكن لليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نيتنياهو ان يجلس مرة أخرى الى مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين؟
رابعا، مصر: مصر الان في وضع لا تحسد عليه. فهي لاتستطيع فتح حدودها لمئات الالاف من الفلسطينيين الذين سوف يصبحوا لاجئين في معسكرات لاجئين لأول مرة في مصر،. ولن تسمح إسرائيل لهولاء بالعودة مرة أخرى الى فلسطين، وسوف يبداون في المطالبة بحق العودة لمدة ٧٥ سنة قادمة.
والى جانب ذلك فان مصر مضطرة لتقديم اعانات طبية وغذائية ووقود وخلافه في وقت تعاني ازمة اقتصادية حادة لم تشهد مثلها في الخمسين سنة الأخيرة. وما زاد الطين بلة ان هذه المغامرة قد كلفت مصر الموسم السياحي الذي بدأ الان فقط، وفقدت مصر بسبب هذه المغامرة ملايين الدولارات هي في اشد الحاجة اليها.
السعودية: في مقابلة للامير محمد سلمان مع “فوكس نيوز” قبل أسبوعين صرح تصريحًا جريئا بانه على استعداد للجلوس مع أي زعيم إسرائيلي لبحث التطبيع مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية. قامت “حماس” بهذه المغامرة (حسب راي بعض المراقبين) لقتل التطبيع السعودي الإسرائيلي في المهد. ليس هذا فقط. فسوف يكون هناك ضغط عربي ودولي هائل على السعودية لسداد تكاليف إعادة اعمار غزة.
نيتنياهو: قد يكون النقطة الإيجابية الوحيدة لمغامرة “حماس” هو ان يخسر اليمين المتطرف بقيادة نيتنياهو الحكومة، وربما يتقاعد بعدها نيتنياهو (لو عنده أي دم).
وعلى رأي المثل القائل: “اللهم احمني من أصدقائي، اما اعدائي فانا كفيل بهم“.
ورحم الله الضحايا وألهم اهاليهم الصبر.
حماقاتنا تصب في صالح أعداءنا
المقال ناقص ام تذكر وجود الاساطيل الأمريكية و البارجات البريطانيه