مع حلول نهاية هذا اليوم، تنتهي المهلة المبدئية التي حددها لقاء معراب للتوافق على مجلس بلدي في جونيه، ويتحدد في ضوء الردود ما إذا كانت جونيه تتجه نحو مواجهة بلدية ام ان التوافق سيريح الجميع من التورط في معركة غير محسوبة العواقب.
تقف بلدية جونية اليوم عند مفترق بين مواجهة بلدية، او الخروج بصيغة توافقية، تجنّب الجميع لعبة الاحجام داخل المدينة، بعد ان انكشف حجم التخبط على مستوى “الثنائية المارونية” المستجدة! فدعم القوات واضح ولو بشكل غير رسمي للمرشح فادي فياض الذي طرحه رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام. في حين أصر التيار العوني على المطالبة برئاسة البلدية، وفتح المرشح المدعوم من التيار العوني رئيس البلدية السابق جوان حبيش، معركة بلدية على حسابه، وجر التيار لمجاراته، قاطعا الطريق على اي محاولة توافقية.
تصرف الثنائي، الذي يحاول عدم اظهار “الفوقية”، لكن الساعي في الوقت عينه الى فرض إرادته على المدن والبلدات والقرى بشكل أو بآخر، استنفر عصبيات عائلية في جونيه. ففُهم عن النائب فريد هيكل الخازن وقوفه ضد مرشح التيار العوني، ودعم المرشح فادي فياض. فيما أعلن النائب منصور غانم البون عن ترشيح نائب رئيس البلدية الحالي، فؤاد البواري، لترسو الصورة اليوم في جونيه على ثلاث لوائح:
لائحة نعمة افرام رئيس المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة فادي فياض، مدعوما من القوات اللبنانية.
لائحة التيار العوني، برئاسة رئيس البلدية السابق جوان حبيش.
ولائحة برئاسة فؤاد البواري مدعومة من النائب السابق منصور غانم البون.
اللوائح الثلاث في ما لو يقيض لها ان تتواجه، ستمثل فضيحة على مستويات متعددة، اولها، هشاشة التحالف بين التيار العوني والقوات اللبنانية، حيث يتواجهان في جونيه ويتحالفان في زحلة، على سبيل المثال! بمعنى ان التحالف لا أهداف سياسة له، ولا حتى مصالحة مارونية، بل مجرد تبادل اصوات انتخابية بلدية اليوم، ونيابية لاحقا. وثانيها، التصويت للوائح الثلاث يكشف الاحجام التمثيلة لجميع الافرقاء خصوصا الاحزاب، التي إدعت انها تمثل 86% من عموم المسيحيين، بوجود ثلاث لوائح، خصوصا لائحة عونية صافية، في حين تتلطى القوات خلف رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار نعمة إفرام، لما له من صدقية وحسن علاقة مع الناس، في مقابل سعي النائب منصور غانم البون، الى إثبات حضوره التمثيلي في المدينة.
هذا الواقع الذي استجد، في ظل إستحالة توافق القوات والتيار العوني على مواجهة الجميع في جونيه، ووجود ثلاث لوائح، وضع الاستحقاق البلدي على جدول اعمال لقاء معراب، الذي عقد يوم الاحد الفائت، بين رئيس التيار العوني جبران باسيل، ورئيس القوات سمير جعجع، بحضور النائب العوني ابراهيم كنعان، وملحم رياشي وايلي براغيد عن القوات.
المعلومات تشير الى اتفاق على تجنيب جونيه معركة انتخابية، على ان يرفع التيار العوني الغطاء عن المرشح جوان حبيش، في مقابل الحاقه بلائحة يترأسها “شخص مجهول” من خارج الأسماء المتداولة يرشحه “التيار” وتوافق” القوات” عليه، ونيابة الرئاسة تعود الى فادي فياض، على ان ترشح اللائحة التوافقية لاحقا، جوان حبيش، لرئاسة الاتحاد البلدي في كسروان.
اتفاق معراب، ناقشه رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، نعمة إفرام، مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي أبدى موافقته على ما يجمع، ويجنُب المدن معارك بلدية.
وتشير المعلومات الى ان حبيش ما زال يعترض على اللائحة التوافقية، وهو يطالب بضمانات، مشيرا الى ان الوعود التي اعطيت له “كمن يبيع السمك في البحر”، وفي الوقت الذي يشدد على ثقة اهالي جونيه به وبالتيار العوني يخشى من ملفات قضائية مرفوعة في وجهه تتعلق بمهام رئاسته البلدية سابقا. في حين ان النائب منصور غانم البون قد لا يبقى خاج السرب التوافقي، في حال حظي بموافقة الاحزاب والعائلات.
تزامنا ً،رجحت مصادر مطلعة على سير المفاوضات التوافقية أن تتعثر المفوضات في ضوء الشروط العونية، المستجدة، ومنها تقاسم ولاية رئيس البلدية بين “الشخص المجهول” وفياض، مناصفةً، وعدد الاعضاء العونيين الذين سيمثلون حصة التيار في المجلس، خصوصا ان العائلات ترفض إعطاء التيار اكثر مما يستحق.