حينما يعلن “ابراهيم رئيسي” أن “طهران تؤيد حركة حماس”، فهل يقصد حكومة طهران حرفياً، أي النظام الحاكم فقط، وأجهزته السياسية والعسكرية والأمنية خصوصا؟
ولماذا هذه الخِشية الهائلة و”المحمومة” لدى المسؤولين الإيرانيين من انهزام “صنيعتهم” حركة “حماس”، التي تعود علاقتهم الوثيقة جداً بها إلى أكثر من 15 سنةـ بعكس ما يعتقد كثيرون؟ إلى جانب الأساطيل الأميركية الجديدة في المتوسط، هل يخشى النظام الإيراني، الذي يهدّد بـ”حرب شاملة”، من “إرتدادات” هزيمة “حماس” داخل إيران نفسها؟ وهل تتحوّل هزيمة “حماس” (أو “مجزرة غزة” بقتلاها.. من الجانبين) إلى قضية “مهسا أميني” جديدة؟
للجواب على هذا السؤال الجوهري (بنظرنا)، عدنا إلى رسالة “صاعقة” نشرها “شفاف الشرق الأوسط” في 18 يوليو 2009، في ذروة القمع الذي تعرضت له “الإنتفاضة الخضراء” الإيرانية التي أعقبت تزوير إنتخابات الرئاسة لصالح “محمود أحمدي نجاد”. كان صاحب الرسالة هو المفكر وناشط حقوق الإنسان الإيراني “عماد الدين باقي”.
الرسالة “الصاعقة” تلقاها “الشفاف” في يوليو 2009، (ومعها مجموعة صور لم تجرؤ صحف بيروت على نشرها)، عبر صديق نوجّه له التحية، من طهران. كان عنوان الرسالة: “على “حزب الله” أن يكذّب…”.
وجاء فيها: “اعتقد ان على هذه الجماعات، خصوصا “حزب الله” (و”حماس”)، القيام بتبرئة انفسهم بأي طريقة من الطرق، خصوصا وان.. غالبية من ذهبوا إلى السجون كانوا من الداعمين والمدافعين عن حزب الله. ومن بين هؤلاء.. (السيد علي اكبر) محتشمي بور الذي يقال انه اللاعب الاساس في تأسيس حزب الله. وكذلك (مير حسين) موسوي رئيس وزراء الامام (الخميني) والمعروف تاريخه لدى (السيّد حسن) نصرالله والاخرين. وكذلك (الشيخ مهدي) كروبي الذي لا احد ينكر دوره في تأسيس جمعية رعاية عوائل الشهداء اللبنانيين
إلى هنا تنتهي رسالة المفكر الإيراني عماد الدين باقي، المؤرخة في 18 يوليو 2009. ولكن، ما هو الموقف الحقيقي للرأي العام الإيراني من “حرب غزة” الجديدة؟
واستطراداً، وربما كان هذا هو الأهم: هل تعكس تهديدات النظام بإقحام المنطقة في “حرب شاملة” إذا نفّذت إسرائيل تهديدها باستئصال “حماس” ذعرَ المسؤولين الإيرانيين من “محاسبتهم” على أيدي الشارع الإيراني (الذي رفع شعار “لا غزة ولا لبنان” منذ العام 2009) على ما أزهقوه من أرواح ومرافق وكذلك “أموال” تعود للشعب الإيراني.
(للتذكير: ثورة يناير 1905 في روسيا القيصرية أعقبت هزيمة الأسطول الروسي أمام اليابان. وثورة أكتوير 1917 اعقبت هزائم روسيا أمام جيوش ألمانيا في الحرب العالمية الأولى).
*
ماذا تقول المعلومات الوارة من إيران الآن.
دفع دعم الجمهورية الإسلامية الثابت لحماس العديد من الإيرانيين إلى تبني موقفٍ مناقض، وحتى مؤيد لإسرائيل في أعمالها العسكرية، وفقا للنقاد.
وقد أكد المتحدث الأسبق باسم الحكومة، “علي ربيعي“، في تعليق نشرته صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، يوم السبت، أن هذا المنظور للوضع في غزة يمتد إلى ما هو أبعد من “البعض بين الجماهير” ليشمل “بعض المثقفين والكتاب” الذين يلتزمون الصمت تجاه قضية غزة. أو حتى يعبرون عن الدعم لإسرائيل.
وقال أحمد بخاراي، رئيس قسم علم الاجتماع السياسي في جمعية علم الاجتماع الإيرانية، لموقع “ديدبان إيران” (=”إيران مونيتور”) الإخباري يوم السبت إن “الحروب بالوكالة التي شنتها إيران في السنوات القليلة الماضية” غير مقبولة لدى غالبية الإيرانيين.
وسلط بخاري الضوء على أن الإيرانيين الذين عاشوا حرب الثماني سنوات مع العراق (1980-1988) وشهدوا آثارها المدمرة يميلون إلى تفضيل السلام. وقال بخاري إن أولئك غير الراضين عن موقف الحكومة يميلون إلى دعم إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إعراب “الأغلبية في إيران” عن دعمها لإسرائيل هو رد فعل على الأقلية التي تسيء استخدام الموارد الحكومية للإيحاء بأن الإيرانيين راضون عن هجمات حماس على إسرائيل.
وانطلاقاً من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن العديد من الإيرانيين العاديين يدعمون إسرائيل، ويلومون حماس على بدء الحرب الأخيرة، ويدينون الفظائع التي يُزعم أنها ارتكبتها ضد الإسرائيليين. ويقولون إن قصف غزة وطرد السكان من القطاع الفلسطيني هو مجرد رد على فظائع حماس، والصور واللقطات التي ظهرت لأفعالهم هي دليل على همجيتها.
وعلى النقيض من دول إقليمية أخرى مثل تركيا وباكستان، لم تكن هناك احتجاجات كبيرة مؤيدة لغزة في إيران، باستثناء مسيرات صغيرة برعاية الدولة تم تنظيمها “للاحتفال بالنصر الفلسطيني” في عمليات اقتحام الأقصى التي نفذتها حماس في الآونة الأخيرة بعد صلاة الجمعة.
إن مستوى الدعم الذي ظهر لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية لم يسبق له مثيل حتى في السنوات القليلة الماضية عندما هتف المتظاهرون المناهضون للحكومة في كثير من الأحيان ضد الدعم المالي الذي يقدمه النظام للمسلحين في بلدان أخرى، وخاصة في غزة ولبنان.
“لا غزة ولا لبنان، سأضحي بحياتي من أجل إيران” هتف المتظاهرون المناهضون للحكومة لأول مرة في يوم القدس في عام 2009 ردا على المظاهرات التي رعتها الحكومة ومرة أخرى خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 2017 و2019 و 2022-23.
وفي خطاب ألقاه في 13 أكتوبر 2021، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن من رددوا الشعار “مخدوعون” و”لن يدافعوا حتى عن إيران”.
وقد أشاد خامنئي ومسؤولون آخرون بشدة بحماس لمبادرة الهجوم الأخير على إسرائيل وهدفهم المتمثل في القضاء على الدولة اليهودية. لكنهم نفوا أي تورط مباشر للجمهورية الإسلامية في الهجوم. وقال خامنئي في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء خلال حدث عسكري في طهران: “لقد نفذ هذا الفلسطينيون أنفسهم”.
ويعتبر العديد من الإيرانيين أنه من غير المقبول أن يتم توجيه موارد البلاد نحو دعم “وكلاء” النظام في المنطقة، بما فيهم أولئك الموجودون” في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن. هذه التصرفات تستفز المجتمع الدولي ضد إيران والإيرانيين. ويحدث هذا في الوقت الذي يتم فيه إهمال الاحتياجات الملحة للشعب الإيراني، الذي تتأثر سبل عيشه بشكل كبير بهذه السياسات.
وأدانت معظم شخصيات المعارضة المغتربة، بما في ذلك ولي العهد السابق الأمير رضا بهلوي، “حماس” وأعربت عن تضامنها مع إسرائيل. بينما وصفت بعض شخصيات المعارضة في إيران، مثل الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، ;;;;هجوم “حماس” بأنه نتيجة لسنوات من القمع والاحتلال الإسرائيلي، لكنه حثّ الجمهورية الإسلامية على اتخاذ موقف حذر.
ويرى آخرون، مثل الزعيم السني الصريح مولوي عبد الحميد، أن عداء النظام لإسرائيل لا معنى له ويجب التخلي عنه لصالح حل يقبل وجود دولتين للإسرائيليين والفلسطينيين.
خوش بيئة تفاعليه وخوش اراء ، كنت اظن ان كل ايران ضد السلام
فلماذا الكويتيين من اصول ايرانيه شادين حيلهم ؟