،المعرفة الممحصة هي الأثمن في الوجود ومع ذلك يبذلها مالكوها بمنتهى السخاء فالمعرفة مبذولة للكل ومتاحة للجميع…
ما يحتاجه كل مولود هو أن يتم إشعال شغفه بالمعرفة في وقت مبكر من حياته، فإذا حصل هذا الإشعال فإنه يبقى متقدًا طول عمره بل ينمو الشغف بالمعرفة كلما تقدم في العمر….
المعرفة والمهارات والأخلاق هي التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات، فلابد أن يكون تركيزه على ما يميزه وأن يحاول أن يسيطر ويتحكم بالجانب الحيواني من كينونته….
الإنسان هو الكائن الفريد الذي يحاول أن يعرف كل شيء في هذا الكون. إنه مدفوع بطبيعته للتعرف على كل شيء وهو مدفوع أيضا بطبيعته إلى نقل معرفته إلى الآخرين…..
المعرفة الممحصة والأخلاق الرفيعة ومهارات الأداء هي المزايا الأرفع للإنسان..
لا شيء أثمن من المعرفة و،مع ذلك فإنها تنمو بالبذل وتتعمق بالتفاعل….
كل شيء يَنقص بمقدار ما يُبذل منه إلا المعرفة، فإنها تنمو مع كل بذل لأن المعرفة حركة وفعْل….
المعرفة كائنٌ متقد، لذلك فإن الفرد حين يكتشف مجهولًا فإنه يبادر لتدوين اكتشافه وإعلانه وإبلاغ الآخرين به….
الإنسان شحيح بمكتسباته فهو يستبقيها لنفسه إلا المعرفة فإنه يحرص على نشرها وإشاعتها….
لدى الإنسان رغبة عارمة للافشاء، ومن هنا تنتشر الغيبة والنميمة والقيل والقال. فمثلما أن الإنسان يقلقه الاحتفاظ بالسر، فإنه لنفس السبب لا يستطيع أن يحتفظ بالمعرفة لنفسه فقط، وإنما يجد نفسه مدفوعًا للتحدث أو الكتابة والنشر…..
إن تنشئة الأجيال على الشغف بالمعرفة والالتزام بالأخلاق هو المطلب الأكثر إلحاحًا …..
*ابراهيم البليهي عضو مجلس الشورى السعودي