المركزية- بعدما تحوّل موضوع النازحين السوريين من قضية إنسانية بامتياز الى أزمة سياسية فتحت سجالا عزز التراشق الكلامي بين الأفرقاء كافة، جددت قوى “14 آذار” دعمها للقضية بزيارة قام بها اليوم وفد الأمانة العامة الى محافظة عكار ومنطقة وادي خالد تحديدا، تأكيدا على ضرورة تأمين الحماية للعائلات والأفراد النازحين من سوريا. وضم الوفد النواب نديم الجميل، انطوان زهرا، سمير الجسر، معين المرعبي، أحمد فتفت، بدر ونوس، هادي حبيش وخضر حبيب، منسق الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد، النائب السابق الياس عطاالله، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، والسادة آدي أبي اللمع وايلي محفوض وعلي حمادة وعددا من أعضاء الأمانة العامة وشخصيات سياسية.
بدأ الوفد زيارته في أحد المستوصفات الذي أقامته فاعليات بلدة الإنبر في حلبا ثم وصلوا الى مركز الرامي الذي يحتضن عددا من النازحين وبعد تفقد أوضاعهم، انطقلوا الى مركز الهيشا حيث يوجد أيضا عدد من السوريين حيث استمع الى مطالبتهم بالحصول على العناية الغذائية والعينية والطبية وأن يسمح لهم بالتنقل في منطقة وادي خالد وخارجها للعمل.
ووجه الوفد أكثر من رسالة سواء خلال لقاء النازحين أو خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في منطقة المقبيلة في محطته الأخيرة، محذرة السلطة اللبنانية الأمنية والسياسية من أي مضايقات تفرض على الأهالي في وادي خالد لاستضافتهم النازحين.
فارس سعيد
وفي المناسبة قال سعيد “أشكر جميع النواب والقيادات في تيار المستقبل على استقبالهم الحار لوفد الأمانة العامة، نحن وإياهم في طريق طويل ووفدنا اليوم يمثل كل الأطياف السياسية: القوات اللبنانية، تيار المستقبل، الكتلة الوطنية، اليسار الديموقراطي والكتائب وكل الأحزاب والسياسيين المنضوين تحت لواء الرابع عشر من آذار ووجوه من المجتمع المدني”، أضاف “طبيعة زيارتنا اليوم الى المنطقة الحدودية في وادي خالد سياسية بامتياز وليست اجتماعية وإنسانية للنازحين السوريين، فنحن بصدد توجيه رسالة سياسية وأهلية ومدنية، من أجل أن تتحمل الدولة والحكومة اللبنانية المسؤولية تجاه ما يحصل عبر الحدود اللبنانية السورية”.
تابع “بداية لبنان الذي فتح ذراعيه للجميع ليس كثيرا عليه، أن نفتح بيوتنا وقلوبنا لأهلنا والعائلات السورية التي تنزح جراء الظلم الذي تتعرض له داخل سوريا في اتجاه لبنان ومن مسؤولية الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أن تؤمن لهؤلاء الأمن ليدخلوا الى لبنان عند عائلاتهم وأهلهم وجيرانهم وأقربائهم من دون التعرض لهم من قبل أي جهة أمنية كانت أم مدنية. والرسالة أيضا هي رسالة إغاثة، فهناك معاناة لدى النازحين نعرف أنها موجودة. جئنا كي نتلمس ونرى ماذا يحدث ميدانيا مع النازحين من مشاكل إنسانية وأمنية وأن نسمح للإعلام اللبناني والعربي والدولي أن يدخل الى هذه المنطقة الغالية، منطقة وادي خالد الحدودية التي تربطها مع الشعب السوري روابط عائلية وعلاقات قربى ومصاهرات.
بالتالي لا أحد يستطيع أن يمنع أي عائلة في وادي خالد بشكل خاص وعكار بشكل عام أن تستقبل أي عائلة نازحة من سوريا وأن يمارس الضغط عليها، هذه هي طبيعة هذه الزيارة وهذا ما أردناه، أردنا أن يكون ضمن الوفد وزراء ونواب وإعلاميون ووجوه من المجتمع المدني والأهلي، فكلنا معنيون بما يجري في وادي خالد وبالمأساة التي تطال العائلات النازحة الى الوادي وفي اتجاه لبنان، ولا بد من الاشارة الى التنوع الذي يظهر من طبيعة الوفد الذي جاء من مختلف المناطق والاطياف كالقوات اللبنانية والكتائب والكتلة الوطنية واليسار الديموقراطي وغيرهم للاعراب عن التضامن مع العائلات النازحة ومعاناتها”.
ختم “لسنا بصدد استفزاز أحد ولسنا هنا لأجل إرسال أي رسالة. نحن في طرابلس في مستهل زيارتنا ننطلق من مكتب تيار المستقبل الذي هو حجر الأساس في قوى الرابع عشر من آذار، هدفنا أن نصل الى الحدود اللبنانية السورية وأن نعاين الوضع هناك”، مشددا على أن “مطلبنا الأمن للنازحين وتأمين الإغاثة لهم ونريد أن نتضامن مع هذه الثورة العربية الكبرى وبالتحديد مع الثورة السورية”.
اجتماع مغلق
بعدها عقد الوفد اجتماعا مغلقا مع كوادر ومسؤولي التيار في الشمال، توجه بعده الى منطقة وادي خالد في عكار.
تجدر الإشارة الى أنّ هذه الزيارة عكرها حادث أمني بحصول إطلاق نار في بلدة العويشات السورية والتي يقطنها لبنانيون، مما ادى الى دخول عناصر من الجيش السوري الى المنطقة.