لا أدري لماذا تصّر وسائل الإعلام الغربية (ومعها أخواتها العربية) على تبني السيد مقتدى الصدر وجيشه وميليشيات الشيعة والسنة على السواء، واعتبارها تمثل الحق والخير والاستقلال والتقدم!!! وعلى وصف حكومة السيد نوري المالكي والمجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة بالعمالة تارة لإيران وتارة لأميركا..(ولا أدري كيف تستقيم العمالة لهذين الطرفين في آن واحد؟)..
أقول لا أدري، وأنا أفاجأ مثل غيري حين نقرأ ما تكتبه وتذيعه تلك الوسائل من تحقيقات وتحليلات حول الوضع في العراق… “ومن يدري يدري ومن لا يدري يقول كف عدس”!!
وقد أسهبت تلك الوسائل الإعلامية في الأسابيع الأخيرة في الحديث عن فشل حكومة المالكي في “حرب البصرة”، لا بل عن قرب انهيارها في مقابل الانتصارات العظيمة التي حققها مقتدى وجيش المهدي.. وتزداد المفاجأة حين تقرأ بعض المواقع الالكترونية التابعة لأجهزة معينة في الأمم المتحدة وهي تصف “جيش المهدي” و”حزب الفضيلة” بالقوى القومية والوطنية المستقلة والوحدوية في مقابل “المجلس الأعلى” و”الدعوة” و”الحزب الإسلامي” الموصوفة بالقوى العميلة للاحتلال والانفصالية والطائفية!!!
والحال أن تطورات الأيام الأخيرة (قمة الكويت خصوصاً) سوف تفرض على تلك الوسائل تغيير نظّاراتها ومقارباتها للوضع العراقي والتحلي بقدر من الجدية والموضوعية في العمل الإخباري والتحليلي. فما يجري في العراق اليوم ينبئ عن تحولات كبيرة حدثت وتحدث تحت أعيننا ويمكن إدراجها ضمن العناوين الرئيسة التالية:
1= انتقال تحالف الحكم (المجلس الأعلى-الدعوة-الأحزاب الكردية-الحزب الإسلامي) إلى الهجوم السياسي والعسكري حاسماً بذلك فترة طويلة من التردد والضعف ومن الاتكال على الاحتلال وسياساته، لصالح الانخراط في أجندة سياسية عراقية سقفها “استكمال العملية السياسية السلمية لبناء الدولة الوطنية المستقلة والحديثة”، مع ما يتطلبه ذلك من طرح واضح وحازم لقضية حل الميليشيات المسلحة واستعادة سيادة الدولة على مجمل الأراضي العراقية ما يسمح بالتالي بإنهاء الاحتلال الأميركي وتداعياته الدولية والإقليمية.
2= نجاح “مجالس الصحوة” (وهي تعبير سني عن الانخراط في العملية السياسية السلمية يحظى بغطاء عربي ودولي أساسه الموقف السعودي-المصري-الأردني) في سحب البساط من تحت أقدام تنظيمات الإرهاب الإسلامي المسلح(من قاعدة ظواهرية وزرقاوية وغيرها) وعلى التنسيق مع الحكومة خصوصاً في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار..وهذا ما استدعى إرهاباً دموياً عشوائياً مارسته “القاعدة” ومجاميعها ضد أهل السنة في تلك المحافظات.
3= انكفاء ظاهرة مقتدى الصدر وانكشاف ضلوعه الفعلي في أبشع عمليات القتل والتفجير والاغتيالات والإعدامات والتهجير الطائفية والتي طاولت ليس فقط سنّة بغداد والبصرة بل أيضاً الشيعة من مثقفين وعلماء ورجال دين.. حتى بلغ عدد ضحاياه 30 إلى 50 في اليوم الواحد… وانكشاف أنه الأداة الفعلية للتدخل الإيراني المباشر خصوصاً بعد تولي الإيرانيين التفاوض المباشر نيابة عنه في قضية البصرة مؤخراً، وبعد إعلانه عن الاعتكاف في قم للدراسة وتحصيل العلم!!
4= نجاح حكومة المالكي في استعادة التحالف مع “الحزب الإسلامي” وفي تقوية التحالف مع “المجلس الأعلى” والأكراد، وفي كشف التدخل الإيراني والسوري، وفضح الصمت والتواطؤ العربيين (السعودية والكويت والأردن)، ما فتح الباب أمام تعامل عربي جديد مع العراق كانت قمة الكويت ومجرياتها ونتائجها هي التعبير الأقوى عنه إذ صار الاعتراف العربي الرسمي بدعم العملية السياسية السلمية ومشاركة أهل السنّة فيها برعاية عربية سنية لا لبس فيها، الأمر الذي يعزز دور دول الجوار الإيجابي وموقع العراق الندي في الإطار العربي الجامع.
5= انكشاف الصراع في العراق على جملة أمور يحسن اليوم الإضاءة عليها؛ من مثل الموقف من الاحتلال الأميركي ومن المقاومة وأشكالها وأطرافها، الموقف من التدخل الإيراني والسوري، ومن صمت أو تواطؤ دول الجوار السنيّة، الموقف من قوى الاستقواء والغلبة الميليشياوية الطائفية والمسلحة، ومن الفوضى والإرهاب الناجمين عن الاحتلال، الموقف من آليات بناء الدولة ومن الدستور والفدرالية والديمقراطية التوافقية..
البصرة وصولة الفرسان:
كانت معركة البصرة أول اختبار حقيقي لقيام تيار الدولة المدنية الحديثة في وجه قوى الميليشيات الطائفية والاستقواء بالخارج. فالبصرة، أهم مدن العراق ،هي نافذته المفتوحة على العالم عبر الموانئ وعبر الموارد النفطية والضريبية، كما عبر التاريخ والحضارة والتنوع والغنى الثقافي والفكري لتلك المدينة.. وقد خضعت البصرة منذ سنوات لسطوة وإرهاب ما يسمى “بحزب الفضيلة” (وهو أبعد ما يكون عن الفضيلة)، و”جيش المهدي”، ومعهما عشرات التجمعات الميليشياوية الصغيرة بصورة أمراء الحرب والجهاد الذين فرضوا نظاماً إرهابياً ظلامياً وقمعاً وقتلاً وتهجيراً للسكان ناهيك عن الاستيلاء على ثروات المدينة ومقدراتها وعلى موارد النفط والموانئ (ما يذكرنا بأمراء الحرب والميليشيات في لبنان زمن الحرب الأهلية). وتحولت البصرة وانقلب حالها، فأمست بوابة التدخل الإيراني المكشوف الذي صار ينافسه تدخلات كويتية ضيقة الأفق بعيدة عن مصلحة الكويت والعرب.. ووقعت شرطة المدينة والمحافظة والبلدية تحت سيطرة الجلادين الذين حكموا باسم التشيع والإسلام وصاروا يصدرون الفتاوى باستباحة الدماء والأعراض والأموال… ولذا وقف الشعب العراقي كله خلف حكومته وجيشه في معركة البصرة.. وهذا ما أضعف مقتدى الصدر وجعله في موقف الدفاع والتراجع بعد أن كان يهدد ويتوعد وينظم مظاهرات الأكفان المليونية.. ونجحت حكومة بغداد في إجبار الإيرانيين على التفاوض المباشر حول الوضع، وفي لجم التدخل الكويتي وفتح صفحة حوار مع دول الجوار..كما نجحت في تسليط الضوء والأنظار على الأجندة السياسية العراقية المستقلة عن سياسات أو لا سياسات الاحتلال، وهي أجندة عنوانها: المواجهة بين الدولة والميليشيات، بين العراق الموحد والتدخل الخارجي، بين المستقبل والماضي..
وينصّب الاهتمام العراقي اليوم على تمتين المصالحة الداخلية عبر تدعيم “مجالس الصحوة” وتمكين الجيش ودعم حملته ضد الميليشيات، وعبر استعادة المشاركة السنية في العملية السياسية من خلال “الحزب الإسلامي” ومن خلال استعادة البعثيين الشرفاء إلى مواقع وأجهزة الدولة كما من خلال العلاقات الطيبة مع دول الجوار (مؤتمر الكويت الأخير كمثال، وقبله مشاركة العراق المتميزة في القمة العربية في دمشق). ويدعو العراقيون دول الجوار العربية إلى عمل مشترك يحفظ العراق وأهله من كل الطوائف والمذاهب والقوميات، ويعيد اللحمة إلى العلاقات بين شعوب المنطقة على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. فزوال الاحتلال مرهون بوحدة العراقيين أولاً وبالاتفاق على مشروع وطني واضح ثانياً وباستعادة علاقات العراق العربية ثالثاً…
قضايا العملية السياسية وبناء الدولة في عراق ما بعد صدام:
لا يحتاج العراقيون إلى من يحدثهم عن الاحتلال ومساوئه؛ فهم يعيشونه في حلهم وترحالهم وتنعكس ممارساته على تفاصيل حياتهم موتاً ودماراً وتمزقاً وتهجيراً واستباحة لكل ما يؤمنون به أو يقدسونه.. وليس هناك أبشع ولا أوقح وأعهر من الاحتلال الأميركي… هذا ما يقوله العراقيون ويعيشونه… وينطلق الموقف العراقي الرسمي والشعبي من ملاحظة أساسية تعيد تذكير الأشقاء العرب بالماضي القريب.. فليس العراقيون هم من جاء بالاحتلال الأميركي، وليس العراق أول دولة عربية تقيم فيها قوات أميركية، وليس العراقيون من قاموا بمشاركة أميركا في عاصفة الصحراء وفي فرض العقوبات ثم في إسقاط نظام صدام حسين… وليس العراق بلد التطبيع والهرولة نحو العلاقات مع إسرائيل… وبرغم كل الأكاذيب والافتراءات التي صدرت في صحف لبنانية ومحطات تلفزة عربية عن الوجود الإسرائيلي في العراق (وفي كوردستان والنجف خصوصاً)، فإن العرب يعرفون تماماً من يستقبل السيدة ليفني والسادة أولمرت وبيريز، ومن يتفاوض معهم تحت الطاولة وفوق الطاولة، ومن يقيم العلاقات التجارية والسياحية والثقافية والدراسية مع إسرائيل.. والعرب يعرفون قبل غيرهم أين تقع قاعدة السيلية وقواعد الأميركان الأخرى في الخليج .. ومن أين انطلق غزو العراق وأين حطت الطائرات التي نقلت القنابل الذكية إلى الإسرائيليين إبان حرب تموز على لبنان… والعرب يعرفون من أين تنطلق العمليات الإرهابية ضد المدنيين سنة وشيعة، وأين يقيم الإرهابيون ويتدربون ويتسلحون ويتموّلون… والعرب يعرفون الفرق بين مقاومين شرفاء وبين إرهابيين وعملاء..
والأسئلة الأساسية لدى جميع العراقيين هي أسئلة المستقبل لا الماضي.. فقد انتهى النظام البائد واندثر.. ولكن الجراح لم تندمل.. ولا يجوز للعرب أن ينسوا ذلك أو أن يقولوا للعراقيين أن الوضع السابق كان أفضل من الوضع الراهن.. نعم الوضع الراهن صعب وقاس ولكنه وضع سياسي وأمني يمكن معالجته إذا توفرت النوايا والإرادات الصادقة والوطنية وعبر عملية سلمية ديمقراطية ومصارحة ومصالحة وطنية.. وما يريد العراقيون الاشتغال عليه هو الحاضر والمستقبل: كيف نتخلص من الاحتلال؟ كيف نبني مقاومة وطنية مدنية شعبية حقيقية توحّد البلاد وتبني دولة وطنية عراقية حديثة؟ كيف نعيد إدماج العراق في محيطه العربي الأخوي الطبيعي وننقذه من التدخلات الخارجية؟ كيف نقيم دولة عادلة متوازنة يفيء إلى ظلها كل أطياف العراق؟
ويريد العراقيون الاستماع والتعلم من تجارب العرب وخصوصاً من التجربة اللبنانية في الديمقراطية التوافقية ومن التجارب العالمية في الفدرالية..ولا يفهم العراقيون (ولا أي عاقل ألقى السمع وهو شهيد) لماذا يعتبر الصحفيون والمثقفون العرب الفدرالية شراً ووبالاً ولماذا لا يفتحون عقولهم وقلوبهم إلى صوت العدالة والمساواة وراحة واستقرار وازدهار الشعوب والأوطان بدل الجمود على إيديولوجيات وقوالب نظرية أكل عليها الزمان وشرب؟؟
ويرى العراقيون أن الدولة الإسلامية النبوية والراشدة كانت دولة فدرالية وأن أنجح نماذج الحكم في العالم (وفي العالم الثالث تحديداً) هي النماذج الفدرالية؛ وأن هدف أي حكم وغاية السياسة تحقيق مصالح الناس في العيش بكرامة وأمان وفي الازدهار والطمأنينة وفي الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.. وأن المقاومة الحقيقية لا تكون إرهاباً عشوائياً ولا تستهدف تمزيق النسيج المجتمعي العراقي ولا ضرب مقومات الحياة اليومية للناس وعيشهم المشترك وكرامتهم وحريتهم..وأن المقاومة هي عمل سياسي بالأساس يقوم على مشروع وطني ديمقراطي وعلى آليات تستجيب لحاجات ومتطلبات الواقع والناس والظروف المحيطة.. من هنا، فإنه ينبغي التخلص من تلك النزعة الثورجية والقومجية والإسلاموية التي تقدس العنف المسلح الإرهابي بالمطلق وتجعل منه معياراً للحق والصواب وللوطنية والنضال.. وتدعوك التجربة العراقية إلى فتح السجال النظري حول خيارات الكفاح المسلح والعنف في عصر بن لادن والظواهري والزرقاوي.. وإلى فتح الحوار حول معنى المقاومة ودورها وغايتها وأدواتها ووسائلها.. وكلها أمور أغلق العقل العربي عليها الباب بألف قفل وقفل برغم غرقه في البحث عن السلم الأهلي والوحدة الوطنية لمجتمعات مزقتها ونخرتها الحروب الأهلية والمشاريع القصوية… وتدعوك التجربة العراقية إلى إعادة النظر الإسلامية في العلاقة بين الدين والدولة وبين الدين والسياسة، وإلى استعادة مساهمات الكبار الكبار من علماء النجف : من الشيخ النائيني وصحبه،إلى السيد البروجردي والسيد شريعتمداري ،إلى السيد محسن الحكيم وأبنائه وتلاميذه (وأبرزهم موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين).. ففي النجف تسمع علماء الدين الكبار يحدثونك عن الدولة المدنية الحديثة وعن المجتمع المدني المستقل والحيوي ،ويقولون لك أن الحوزة الدينية كانت من بواكير المجتمع المدني العراقي والعربي، وعن ضرورة التصدي لنظرية ولاية الفقيه وعن الديمقراطية التوافقية والمقاومة السلمية، مذكرينك بغاندي ولكن أولاً وأخيراً بالحسين نفسه وهو القائل”الكف في وجه السيف”، وبالحسن وبكل أئمة أهل البيت.. المقاومة اليوم في عرف العراقيين هي عملية سياسية ديمقراطية لبناء الدولة المدنية الحديثة الحرة المستقلة ولتوحيد المجتمع ولملمة أطراف البلاد (من خلال الفدرالية التي تجمع وتوّحد ولا تمزّق أو تقسّم) ولإطلاق الحريات والطاقات.. وعلى هذا الأساس، ووفق هذا المعيار، يقيس العراقيون المواقف والنوايا الداخلية والخارجية معتبرين أن المطلوب مساعدة الشعب العراقي على استعادة وحدته وممارسة حريته وقراره الوطني المستقل وليس دعم الميليشيات الطائفية المسلحة وأعمال الإرهاب الأعمى (من “القاعدة” و”جيش المهدي”، ومن ميليشيات السنة والشيعة، فهي سواء على حد قول نوري المالكي).. لقد أجمعت القوى السياسية الرئيسة في العراق اليوم على خيار المقاومة المدنية السلمية، وعلى المشروع الوطني في بناء دولة ديمقراطية فدرالية،وعلى استعادة دور العراق في محيطه العربي وجواره الإقليمي.. ومن هنا صار لزاماً على العرب التعامل بجدية وشفافية وأخوية مع الخيارات الوطنية والعربية لشعب العراق، وأن يساهموا في توضيح وبلورة هذه الخيارات حين يكون هناك التباسات طائفية أو مذهبية أو غير ذلك… إن العراق ينهض بأشقائه وإخوانه وهم ينهضون به ومعه.
خاتمة:
في الختام، لا بأس من التذكير أن “حزب الدعوة” هو أعرق الأحزاب الشيعية التاريخية (هو الأول والأكبر والأهم منذ تأسس في النجف عام 1957 على يد السادة مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم ومحمد باقر الصدر).. وقد قدم الحزب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين خلال عقود السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.. وهو اختار الديمقراطية والدولة المدنية منذ التسعينيات، ودخل في العملية السياسية السلمية على هذا الأساس.. وأن “المجلس الإسلامي العراقي الأعلى” (ومؤسسه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم) هو أقوى وأبرز التنظيمات الشيعية في العراق اليوم وهو استمرار لخط السيد الإمام محسن الحكيم وأبنائه مهدي ومحمد باقر ولكل تراث النجف الأشرف في المقاومة والبناء وفي الوحدة والعقلانية والعمل المدني الحضاري.. وهذا المجلس هو الذي حمل عبء المقاومة ضد النظام البائد خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتى سقوط النظام.. وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين على رأسهم 63 شهيداً من آل الحكيم وحدهم.. وأن آل بحر العلوم قدموا العدد الكبير من الشهداء في النجف خلال انتفاضة شعبان 1991 فيهم كبار العلماء من آيات الله وحجة الإسلام والمسلمين، وفيهم الأطباء والمهندسون….وأن “الحزب الإسلامي” هو أقدم وأعرق الأحزاب الإسلامية السنية في العراق (الإخوان المسلمون).. وأن حزبي الديمقراطي والوطني الكرديين هما أحزاب الشعب الكردي التاريخية بلا منازع وهما ضمير هذا الشعب وقيادته منذ عقود.. ولا بأس من إعادة التذكير بأن الحزب الشيوعي العراقي هو أعرق وأقوى وأهم الأحزاب الشيوعية العربية: حزب فهد وسلام، حزب الهبّات والانتفاضات والسجون والشهداء.. وأن هذه الأحزاب ليست من سقط المتاع أو من الروافض أو الخوارج بل هي عمق العراق وتاريخه وهي التي حملت راية النضال منذ نصف قرن وأزيد…. ولا بأس من التذكير أن حوزة النجف هي معقل التيار الشيعي الإصلاحي والمجدد والحضاري والمدني.. وهي وقفت وتقف في وجه ولاية الفقيه وتحويل التشيع إلى فقه سلاطين صفويين جدد… وأن آل الحكيم وتلامذة مدرسة النجف هم الذين حملوا لواء العروبة والتقدم لعقود وعقود….. هذه القوى هي اليوم في موقع المسؤولية وعليها يقع عبء إخراج العراق من محنته، أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا..
mawsaoud@hotmail.com
* سعود المولى جامعي وكاتب لبناني عاد قبل أيام من رحلة مطوّلة للعراق.
يوم ينهض العراق… يهتز العالم العربي فعلا اهتز شيء تحتي من خطبتك العصماء ولاكن المعلقين الكريمين افادوك بموجز الحقيقة و للحقيقة نحن في الخليج لا نود الا الخير للعراق و ابناء العراق في عراق اكثر حضارة و تمدنا و ديموقراطية لا يكون ولاء الحاكم او الحزب هناك الا للعراق و عمقه العربي الذي وقف معه في كثير من المحن لاكن في العهد البائد اراد زعيمه ان يلتف على الخليج بعد ان وقف معه في حربه الغبية مع ايران و كلنا نعلم ان الحاكم متى ما استفرد بالقرار تكون العاقبة وبال على شعبه و من جاوره. مشكلة الحاكم القادم بفكر بعثي… قراءة المزيد ..
يوم ينهض العراق… يهتز العالم العربيأستاذ سعود تحية طيبة تحدثت مرارا عن الصمت والتواطؤ من السعودية والكويت والأردن وهذا جيد ابتداء لأن حديثك يعني أنهم كفوا خيرهم وشرهم سيدي ألا تعتقد أن السياسة مصالح ؟؟ وحين كانت حكومة العراق ضعيفة راضخة لإملاءات إيران هل تظن أن على هذه الدول أن تدعمها وألا تصمت !!!!!! يا سيدي كل دولة تعرف مصالحها ومصلحة دول الجوار العراقي في ألا يرتهن العراق لإيران ، وحين (نضج) سياسيوه (اسمح لي بكلمة نضج ) وأدركوا أن مصلحتهم في البحث عن مصلحتهم !!!!!!!!! لا البحث عن مصلحة إيران … حينها التفتت دول الجوار ودعمت العراق …… ثانيا… قراءة المزيد ..
يوم ينهض العراق… تتلاشى الأحزاب الدينية القومية يخوض الكاتب في امور لا يعرف عنها شيء. فوضع العراق تغير وازداد تعقيدا في المرحلة التي تلت سقوط الطاغية البعثي واحتلال العراق. فالكاتب لا يعرف ان ثمّة نزاع تاريخي في الحوزة على قيادتها بين العرب والفرس. فقد سيطر الفرس الايرانيين على الحوزة ومنعوا اي قيادة تتولى مرجعية النجف ان لم تكن ايرانية. ولا زال الامر كذلك فالسيد السيستاني ايراني رفض الجنسية العراقية عندما اراد بريمر ان يكافئه على خدماته للديمقراطية في العراق. والسيستاني حفظه الله هو رأس المرجعية. وعائلة الحكيم دخلت العراق من ايران في العشرينات. بينما عائلة الصدر عائلة عراقية عربية. والنزاع… قراءة المزيد ..