ترجمة “الشفاف”
إيليا جزائري (موقع “راديو فردا” الفارسي)
وعدت إسرائيل مرارا وتكرارا بالقضاء على يحيى السنوار، وحمّلته مسؤولية تدمير قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السنوار لا يزال مختبئا في قطاع غزة وفي الأنفاق التي بنتها حركة حماس المتطرفة.
وقال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن السنوار “أثبت للعالم أن حماس أسوأ من تنظيم داعش بعد هجوم 7 أكتوبر”.
وفي 7 أكتوبر الماضي، هاجمت حركة حماس المتطرفة مدنا وبلدات إسرائيلية، وقتلت أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزت حوالي 250 رهينة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي حربا في قطاع غزة، أعلن أن هدفها هو القضاء على حماس. وهي حرب دامية خلفت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، أكثر من 10 آلاف قتيل خلال شهر واحد، معظمهم من المدنيين.
ووعدت إسرائيل بالقضاء على يحيى السنوار. وقال عنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “سنواصل ملاحقته وسنعثر عليه”.
● من هو يحيى السنوار؟
في 19 أكتوبر الماضي، بلغ السنوار 61 عاماً. ولد عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة. وأمضى من فترة عمره 24 عاما، وهي معظم فترة شبابه، في سجون إسرائيل.
تنحدر عائلة السنوار من مدينة “اشكلون”، التي يسميها الفلسطينيون “عسقلان”. وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، اضطرت عائلة السنوار إلى مغادرة مدينتها والانتقال إلى مخيم خان يونس.
نشأ السنوار في مخيم خان يونس، المنطقة التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين في حماس قولهم إن السنوار لعب دورا في تشكيل وحدة الأمن الداخلي التابعة لحماس لملاحقة من يطلق عليهم “المخربين” و”المتسللين”.
درس السنوار في مدارس مخيم خان يونس. وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بالجامعة الإسلامية بغزة. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من هذه الجامعة.
وفي عام 1982، اعتقلته القوات الإسرائيلية بتهمة “المشاركة في أنشطة تخريبية” وقضى أربعة أشهر في الاعتقال.
● تأسيس الجناح العسكري لحماس
السنوار كان ناشطا ضد إسرائيل عندما كان طالبا. وكان مقربا من أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس المتطرفة.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، عندما تحولت حماس من جماعة سياسية إسلامية إلى جماعة مسلحة في أواخر الثمانينات، لعب السنوار دورا محوريا في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.
واعتقلت القوات الإسرائيلية السنوار عام 1998. وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات لتورطه في قتل عدد من الجنود الاسرائيليين.ذ
● السنوار في السجون الإسرائيلية
وفي السجن أصبح السنوار أحد مسؤولي سجناء حركة حماس. كان يقضي ساعات طويلة في الحديث مع الإسرائيليين وحراس السجون، وبهذه الطريقة تعرف على ثقافتهم. كما كان مدمنًا على مشاهدة القنوات التلفزيونية الإسرائيلية ويتعلم اللغة العبرية جيدًا.
وقال مسؤولون سابقون في السجون الإسرائيلية لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن السنوار أصيب بمرض دماغي في السجن وأن الأطباء الإسرائيليين أنقذوا حياته بعد إجراء عملية جراحية.
● تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس
شكلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس من أجل إطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي اختطفته حماس عام 2006، نقطة تحول في حياة السنوار.
وبحسب مجلة “الإيكونوميست” الأسبوعية، فقد قبلت إسرائيل حينها السنوار كمفاوض من حماس، وسمحت له بالاتصال بقادة الحركة الذين كانوا يريدون تبادل أكثر من ألف أسير فلسطيني مع شاليط.
وعارضت إسرائيل إطلاق سراح عدد من الأشخاص الذين أرادت حماس إطلاقهم، لكن اسم السنوار لم يكن من بينهم. وهكذا أطلق سراحه عام 2011 وأصبح أحد قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس المتطرفة.
ومن خلال الاستفادة من معرفته بإسرائيل والثقافة الإسرائيلية والسجون الإسرائيلية، التي اكتسبها خلال فترة سجنه، أصبح السنوار أحد أكثر شخصيات حماس تأثيراً بين القادة السياسيين والقادة العسكريين لهذه الجماعة المتطرفة.
وفي عام 2017، تم انتخاب السنوار زعيما لحركة حماس في قطاع غزة، خلفا لإسماعيل هنية الذي تولى رئاسة المكتب السياسي في ذلك العام.
● السنوار وهجوم 7 أكتوبر
ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” و”فايننشال تايمز”، فإن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يعتبرون السنوار أحد أكثر أعضاء حماس تطرفا وحلقة الوصل بين القادة السياسيين والجناح العسكري لهذه الجماعة المتطرفة.
وتلا محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، بيان العملية التي نفذتها هذه المجموعة ضد المدن والبلدات الإسرائيلية، وأطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”. ومنذ ذلك الحين، ظل السنوار صامتاً.
ويعتقد مايكل ميليشتاين، أحد الضباط السابقين في وكالة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن الضيف هو منفذ هجوم 7 أكتوبر، لكن السنوار كان العقل المدبر للهجوم.
وقال أكرم عطا الله، وهو مراسل فلسطيني يعيش في غزة، والذي أجرى مقابلة مع السنوار عدة مرات، إن هجوم 7 أكتوبر يظهر أن حماس تستخدم الآن أساليب أكثر عنفا، وبهذه الطريقة تحاول الحصول على مزيد من أدوات الضغط من أجل الدخول في مفاوضات محتملة مع إسرائيل.
● السنوار وفيلق القدس
في عام 2016، نُشر ملف صوتي للسنوار قال فيه إن قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أخبره في محادثة هاتفية أن “حماس ستحصل على كل الإمكانيات في معركة الدفاع عن القدس”.
هذا الملف الصوتي، الذي هو عبارة عن رواية السنوار للمكالمة الهاتفية التي أجراها سليماني معه، نشرته شبكة “الميادين” اللبنانية، المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني، في 4 يناير 2017.
وبحسب السنوار، فإن سليماني قال له في هذه المحادثة إن “الحرس الثوري وفيلق القدس مع الشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس”.
وأضاف السنوار أن هذه المجموعة وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية على تواصل مع سليماني. ولم يذكر طبيعة التعاون في هذا الملف.
من الغباء والحماقه ، مجرد تفكير بكذه