هناك أمور تحدث للمرّة الاولى في الجزائر منذ استقلالها في العام 1962. بين هذه الامور الحملة على الجنرال محمد مدين أي “توفيق” الذي يعتبر المشرف العام على الامن في البلد والرجل القويّ فيه.
ماذا يعني ذلك؟ انه يعني أول ما يعني أنّ ليس طبيعيا استمرار الوضع الجزائري على ما هو عليه. ليس طبيعيا ان لا يجد النظام الجزائري من متنفس له سوى الاستعانة بمليارات الدولارات التي جمعها من بيع النفط والغاز لاخماد الغضب الداخلي، بشكل موقّت، بدل الانفتاح على العالم وعلى مشاريع التنمية الحقيقية بغية ايجاد فرص عمل للشباب الجزائري.
كذلك، ليس طبيعيا أن لا يجد النظام من مخرج لازمته سوى التصعيد بين الحين والآخر مع المغرب ومتابعة حربه غير المعلنة على البلد الجار عن طريق اداة اسمها جبهة “بوليساريو”. يرفض الاعتراف بواقع أليم يتمثّل في أن الاستثمار في “بوليساريو” هو استثمار في المتاعب التي بدأت تنعكس على الجزائر…
ليس طبيعيا أيضا بقاء الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عشرين عاما من منطلق أن اغلاق الحدود يحول دون تدفّق الجزائريين على المغرب ومشاهدة نمط من الحياة لا يعجب في طبيعة الحال القيمين على النظام وتلك الطبقة التي تنهب ثروات الجزائر منذ استقلّت في العام 1962.
كان الحديث الذي ادلى به السيد عمّار سعداني الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الحاكم، سابقا، في الجزائر الى أحد المواقع الالكترونية بمثابة دليل على أن ما تحتاج اليه الجزائر يتجاوز بكثير الحساسيات القائمة بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من جهة والجنرال “توفيق”من جهة أخرى. و”توفيق”، الذي يتهرّب من الكاميرات، هو المسؤول عن جهاز الامن والاستعلام الذي يعتبر الجهاز الاهمّ في الجزائر.
بغض النظر عن أهمّية سعداني، أو عدم أهمّيته، وهناك من يعتقد أنّه مجرّد واجهة، فانّ مثل هذا الحديث لا سابق له في التاريخ الحديث للجزائر. ولو كان البلد بلدا طبيعيا، كان مفترضا برئيس الجمهورية ازاحة “توفيق” من موقعه بدل الاكتفاء بتقليص صلاحياته وترك رجل مثل سعداني يتهجّم عليه بوقاحة ليس بعدها وقاحة.
وصل الامر بسعداني الى اتّهام “توفيق” بالتقصير في كلّ المجالات بدءا بعدم حماية الرئيس محمّد بوضياف والزعيم النقابي عبدالقادر حمودة والقصر الحكومي في العاصمة وحتى بوتفليقة الذي تعرّض قبل سنوات قليلة لمحاولة اغتيال في بتنة. كذلك، يتهم الجهاز التابع لـ”توفيق” بالتدخل في صفقات مشبوهة وشنّ حملات على رجل مثل وزير النفط السابق شكيب خليل الذين دين أخيرا في قضايا فساد قد يكون محيطون ببوتفليقة متورّطين فيها.
هذا غيض من فيض ما ورد في الحديث الذي ادلى به الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الذي كان في الماضي القريب الحزب الحاكم في الجزائر وصاحب اليد الطولى في كلّ الامور باستثناء تلك التي تخصّ المؤسسة العسكرية التي يعتبر “توفيق” أحد رموزها.
في كلّ الاحوال، تعكس تصريحات المسؤول الحزبي الذي يؤكّد العارفون بالوضع الجزائري أنّ هناك من يحرّكه من داخل الدائرة القريبة جدا من بوتفليقة، فضلا عن وجود جهاز أمني معيّن يحميه (جهاز مستقلّ عن جهاز “توفيق”)، عمق الأزمة التي يمرّ فيها البلد. هناك وضع غير طبيعي في الجزائر. هناك بكلّ بساطة نظام مريض يرفض التعلّم من تجارب الماضي القريب. هناك أزمة نظام تتجاوز “توفيق” الذي تكمن أهميّته في أنه يمتلك ملفات كثيرة تخص بعض كبار الشخصيات الجزائرية. كذلك لعب الرجل دورا مهمّا في السنوات العجاف التي مرّت بها الجزائر خلال الحرب التي شنّها الارهاب على كلّ مؤسسات الدولة وأراد تقويضها.
المشكلة أنّ مثل هذه الازمة العميقة لا تعالج عن طريق انتخاب رئيس مريض، يستطيع بالكاد الكلام والوقوف على رجليه، رئيسا لولاية جديدة في نيسان- ابريل المقبل. فاعادة انتخاب بوتفليقة- الذي يتبيّن أن كلّ همّه محصور في ارتداء بذلة هواري بومدين، وذلك في وقت تغيّر العالم وتغيّرت المنطقة وتغيّرت طبيعة المجتمع الجزائري- تشير الى أن الجزائر كلّها مريضة.
استهلكت الجزائر منذ الاستقلال شعارات العداء لفرنسا والاستعمار، في وقت يطمح كلّ مواطن فيها الى الهرب الى فرنسا. استهلكت الجزائر الاشتراكية واستغلّت ما يسمّى بـ”حركات التحرّر” في العالم الى ابعد حدود. كانت دائما بلدا حائرا يبحث عن دور اقليمي أكبر من دوره مستندا الى الثروة الآتية من الغاز والنفط بدل الاستثمار في الانسان.
من كثرة ممارسة الهروب الى أمام، انتهى النظام الجزائري الى دخول مشاحنات وتجاذبات داخلية في وقت لا يفتقر البلد الى رجال قادرين على استيعاب خطورة المرحلة التي تمرّ فيها الجزائر ومعها المنطقة.
يكفي الجزائر انها على تماس مع تونس وليبيا، اللتين تحولّتا الى خزان للسلاح وللارهابيين، كي يفكّر القيمون على النظام في أبعد من التخلص من “توفيق” وكيفية اعادة انتخاب بوتفليقة رئيسا.
هناك بكلّ بساطة حاجة الى الطلاق مع ممارسات الماضي والشعارات الطنانة التي لا تليق ببلد يمتلك عددا لا بأس به من خيرة السياسيين والديبلوماسيين من ذوي الخبرات الذين باتوا يكرّسون جهودهم لايذاء الغير لا أكثر، بغض النظر عن المصلحة الحقيقية للجزائر.
يبدو ايذاء الآخر سياسة جزائرية تقليدية وجزءا من ثقافة يصعب التخلّص منها. فبمجرّد الحاق الاذى بالآخر، خصوصا بالمغرب، يعتبر النظام الجزائري أنه حصل على حقوقه. ليس بمثل هذه السياسة تبنى الدول الحديثة وليس بمثل هذه السياسة تتجاوز الجزائر أزمتها، التي تبدو الحاجة، اليوم قبل الغد الى الاعتراف بوجودها ومدى عمقها.
فالأزمة ليست أزمة “توفيق”، الضابط الذي صار في الخامسة والسبعين من عمره. الازمة أزمة نظام يرفض الاعتراف بأنه هرم ويظنّ أن الغاز والنفط كفيلان بحلّ كلّ الازمات..بما في ذلك جعل بدلة هواري بومدين تليق بعبدالعزيز بوتفليقة وتصبح على قياسه!
يحدُث للمرّة الأولى في الجزائر…لا بد ان الكاتب المحترم لديه خلفية معينة عن الجزائر و يستميت لاسباب غامضة في الدفاع عن المغرب الذي يقول عنه ان الحكومة الجزائرية اغلقت الحدود معه حتى لا يرى الجزائريون “التقدم والحضارة” في هذا البلد غير البترولي..(بربك)..ربما حتى لا يثاثر الجزائريون-بالاحرى- بثقافة و صناعة المخدرات و القنب الهندي و تجارة الجنس و القصّر …لكن لاينبغي التعويل على صاحب المقال ليذكر لنا ذلك….ليعرج بعدها على الحذيث عن سعي الجزائر للعب دور “اكبر من حجمها” في الساحة الدولية , ليبدو هنا ان الاشكال انما يكمن في حجم دماغه و ليس في شيئ اخر , او انه ربما… قراءة المزيد ..
يحدُث للمرّة الأولى في الجزائر… عبد القادر المالي والسي توفيق يقودون شعب الجزائر نحو مواصلة حرب التحرير والتعريب رسالة بوتفليقة و التوفيق الى الشعب و الجيش ” أيها الشعب الجزائري، أيها الشعب المناظل من أجل الوطن و الوطنية و اللغة و رموز الدولة . أنتم الذين ستكونون العون لنا ـ نعني الشعب بصفة عامة، و المهاجرون بصفة خاصة ـ نُعلمُكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكُم الأسْباَبَ العَميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا، و مقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى مقاطعة الدولة الفرنسية و مؤسساتها و اللغة… قراءة المزيد ..