السيد حسن نصر الله…. على غرار ما غنت “جوليا”، استمعت إلى رسالتكم ، في ذكرى المولد النبوي الشريف، ووددت لو وجدت فيها العز والإيمان، عوضا عن الإجحاف والجحود بمظلومية الشعب السوري. وتمنيت لو أنك رميت السياسة خلف ظهرك، دقيقة واحدة، كتلك التي نصمت فيها حدادا على أرواح الشهداء، لتعود بنا وبك إلى المكان الذي انطلقت منه، وعرفناك فيه، المكان الذي تتساوى فيه قيم تحرير الأرض بحرية الإنسان.
أنا يا سيد حسن، وأفضل مخاطبتك دون تزلف أو تصنع- عملاً بوصية جدّك وجدّي الإمام علي بن أبي طالب لصحبه بألا يخالطوه بالمصانعة– شيعية جنوبية أبا عن جد، عانيت ما عاناه الجنوبيون من الإحتلال الإسرائيلي، و اعتداءاته المتكررة على مناطقنا، واحتفلت كما احتفلوا بخروجه مهزوما قبل اثنتي عشرة سنة. ما زلت أذكر المرارة التي أصابتنا يوم استباح العدو أرضنا، و العالم يتفرج علينا، و لا يمد يد المساعدة إلينا، يوم تخلى عنا إخواننا في العرق والدم و الدين، و تركونا نواجه موتنا وحدنا. ما زلت أذكر أيضا الأيام الأولى للمقاومة، يوم صمم شبابنا على مواجهة جنود الإحتلال، بما أوتوا من قوة منحتهم إياها هذه الأرض. كانوا قلة و عتادهم قليل، لكنهم لم يتوسلوا جهة أو دولة أو نظاما، لم يطرقوا بابا أو يفتحوا شباكا تأتيهم منه ريح الإستزلام. كانت الدول الشقيقة و الصديقة منشغلة عنا بحروب الخطابات و الإتهامات وحياكة المؤمرات، وكانوا يخيطون لنا ثوب مجدنا، و عين الشاهد لا تكذب، و إن أنكر المتهم… فحين رأوا في مقاومتنا جملا يحمل عنهم محاملهم، ويشق بهم عباب الدرب التي ما صبروا ولا رابطوا ولا صابروا على عبورها، سارعوا إلى اعتلائه، فقادوه و اقتادوه إلى تيه صحاريهم و كثبان خذلانهم، وصاروا يحمّلونه ما شاءوا و يسافرون به حيثما شاءوا وينيخونه متى شاءوا..
لسنا مدينين لأحد في تحرير بلدنا. لم نتعلم من أحد حب الأرض والدفاع عنها، ولسنا بحاجة إلى صواريخ صديقة، و ممرات أشبه بالصفقات، لنقذف الرعب في قلوب أعدائنا. إن نفذت رصاصاتنا، قاتلنا بأسنانا و أظافرنا، لأن مقاومتنا ليست ترفا عسكريا، أو خطابا سياسيا. المقاومة طبع فينا و سجية وعادة، منذ بدء التاريخ و البشرية، كما أننا لا نقبل أن نحاصر شعبا و نجوّع آخر باسم مقاومتنا.
يا سيد حسن…. لم نقرأ في كتب التاريخ أن الأنظمة قاومت محتلا، أو صنعت نصرا، و قد تواتر إلينا أن الأمم تصنع الأقدار و الشعوب تبني الأمجاد، فاقرأ في كتاب الناس، واعتصم بحبلهم المتصل بحبل الله، لأن “أحبكم إلى الله أنفعكم لعياله”. لا تستهن بحقوق عيال الله من أجل باطل سيُقهَر، لا تعمي عينيك عن مظلوميتهم من أجل منفعة ستزول. لا تغلق قلبك دون آلامهم من أجل آمال أشبه بالكوابيس… أقول لك من موقعي المتواضع جدا، إن في موقفك من أحداث سوريا تغليباً للسياسة على المقاومة، وللمصلحة على الضمير، وتقديماً للدنيا على الدين، وتفضيلاً للنظام على الناس، وهذا مناقض لمسيرة التشيع عبر التاريخ. أليس التشيّع نصرة للمظلوم على الظالم، ودفاعا عن الحق وحربا على الباطل، و معاداة للطاغي و مناصرة للضعيف؟ ألم يختر الحسين عليه السلام أن يكون شهيد الإصلاح بعدما استشعر الفساد في أركان الدولة الإسلامية، رغم أن جيش الروم كان يكمن على الحدود ؟ ألم يفتدِ نفسه وآل بيته و صحبه لنصرة أهل الكوفة؟
أهل حمص وأطفالها ونساؤها دعونا لنصرتهم في يوم قتل عظيم، فماذا فعلنا لأجلهم سوى أن أدرنا لهم ظهورنا، بل عدونا عليهم نقاتلهم ونقتلهم مرة أخرى، بنكراننا قتلهم. وأنت كنت شريكنا في القتل والنكران، حين أسهبت في الشرح في خطابك الأخير أنه “لا يوجد شيء في حمص”! إشرح لي يا سيد حسن…. كيف سنواجه ربنا يوم تقوم الساعة؟ وقد قال لنا رسوله “فناء الدنيا أهون على الله من إراقة دم مسلم”، وقد أريقت حتى الآن دماء أكثر من سبعة آلاف مسلم، فأي نبي يستحق بقاؤه كل هذا القتل؟ و أي رسالة تهدر لأجلها كل هذه الدماء؟
يا سيد حسن…. عد إلى ما كنت عليه في سنة التحرير، أو قبلها لا يهم. المهم أن تعيد للمقاومة مكانتها في نفوس و قلوب العرب والناس أجمعين، وأن تطهّرها من رجس السياسة، ودنس الطائفية، وسجن التحزب، وتجعلها المائدة الغنية التي يجتمع حولها كل الأحرار في العالم، لا الطاولة التي تتحين الشعوب فرصة قلبها على طائفتك، كأنها قطعة أثاث غريبة في منزل العائلة.
يا سيد حسن… لا تهدم فوق رؤوسنا ما بنيناه سويا بدمائنا و لحمنا و عظامنا، لا تهدي بأسنا و صبرنا لمن لم يحذُُ حذونا، لمن هادن عدوه و أهان شعبه. لمن لم يفتح على حدوده سوى جبهات الكلام! لا تسلمهم رأس المقاومة، لأنهم كعادتهم سوف يفصلونه عن جسدها، في لحظة صفقة مؤاتية.
(صورة المقال: الصفوف الأولى لمظاهرة في حمص الشهيدة)
* النبطية
يا سيّد حسن، أهل حمص دعونا لنصرتهم في يوم قتل عظيمسيّد حسن ليس أكثر من عميل أيراني وتابع مأمور للفكر الأيديسولوجي لملالي أيران وهو فكر لا يمثل المذهب الشيعي وسماحته وعروبته ..بل طائفيته وضيق أفقه.. لم يكن بطلا .. وليس كل من قاتل أسرائيل كان بطلا ..لانه قتاله ليس من أجل لبان موحد وحر.. بل من أجل لبنان فيه طائفة واحدة تملك سلاحا وتوالي دوله الفرس المعممة.. مع الأسف تلاشت أسطورتك يا سيد حسن.. رفعنا رؤوسنا عاليا لأنك قاتلت أسرائيل بحرب عادله، لكننا اليوم نكّسنا رؤوسنا لاننا أخطئنا فما حاربت الا من أجل رفع علم أيران وصور أحمدي نجاد وخامنئي… قراءة المزيد ..
يا سيّد حسن، أهل حمص وأطفالها ونساؤها دعونا لنصرتهم في يوم قتل عظيم رسالة إلى السيد حسن نصرالله بقلم سامي الغنضفر كم كنا مخدوعين بك أيها السيد، كنا ننظر لك على أنك أحد المقاومين الواقفين في وجه العدوان الاسرائيلي ، وفي وجه الظلم ، وكنا نتأمل بك الخير، وقلنا أنه لابد في هذا الزمن العربي الصعب، أن يظهر به بصيص أمل، ومن يستجب لنداء الامة…وقفنا معك في حرب تموز ، ودعمناك بكل ما نملك نحن السوريون، واحتضنا أخوتنا اللبنانيين اللذين نزحوا من الجنوب وقتها، وفتحنا لهم صدور بيوتنا ووضعناهم في قلوبنا، وقاسمناهم لقمة العيش ، وبقلب صادق ومشاعر نبيلة، لانهم… قراءة المزيد ..