بغداد/ شبكة أخبار العراق- أبلغ مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تحذير طهران من محاولة تقديم نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى القضاء لمحاكمته بتهم تتعلق بالاجرام والفساد خلال توليه الحكم في العراق لثماني سنوات.
ونقل تقرير أورده موقع “الوعي نيوز” الذي يموله مستشار خامنئي (علي أكبر ولايتي) رسالة قال فيها “أن ولايتي أجرى خلال اليومين الماضيين اتصالات هاتفية مع زعماء سياسيين شيعية بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم حذرهم من السعي إلى تقديم المالكي للمحاكمة”.
وفي سياق متصل، وصفت وكالة أنباء “تسنيم” الممولة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، نوري المالكي، بأنه “قائد إسلامي عربي تجاوز حدود العراق” مضيفة أنه كان ندا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأنه لولا سياساته لاحتل من وصفهم بـ”الوهابيين” كل مناطق السنة بالعراق وانهارت الجبهة السورية وضعف محور الممانعة.على حد وصفها وقالت الوكالة في مقال تحليلي لها حمل عنوان “ما الذي يقرأه الإيرانيون الاستراتيجيون ولا يراه بعض العراقيين؟” جاء بعد يوم على قرار البرلمان العراقي المصادقة على حزمة إصلاحات تشمل إلغاء منصب المالكي كنائب للرئيس، إن المالكي: “أحد أبرز أقطاب جبهة المقاومة والممانعة في المنطقة.”
وعادت الوكالة بالذاكرة إلى زيارة المالكي لطهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائلة إن “الاهتمام الديني والرسمي والإعلامي بالمالكي وزيارته كان يتعدى المنصب الرسمي والحزبي له؛ بل يدخل في إطار نظرة استراتيجية شمولية للمنطقة العربية” مضيفة أن ما وصفته بـ”البعد الاستراتيجي المهم الذي اكتشفه الإيرانيون في شخصية المالكي ودوره وموقعه لا يريد معظم الفرقاء السياسيين العراقيين أن يرونه؛ بمن فيهم بعض أطراف حزب الدعوة الذي يقوده المالكي.” ورأت الوكالة أن الإيرانيين “يدركون بعمق طبيعة التضحية التاريخية النادرة التي قام بها المالكي، والتي أنقذ عبرها العراق وشيعته ومحور الممانعة برمته من أكبر كارثة تاريخية؛ كانت ستحول العراق الى ساحة حرب أهلية طاحنة لا تنتهي إلا بعد أن يحترق الوسط والجنوب، واحتلال كل المناطق السنية، وتعلن كردستان استقلالها. وتنهار الجبهة السورية ويضعف محور الممانعة الذي تتصدره إيران.” وختمت الوكالة بالإشارة إلى الصفات التي وصف خامنئي بها المالكي والمديح الذي وجهه له معتبرة أن هذه الشهادة التي قالت إن “بعض العراقيين لا يريدون قراءة أبعادها” هي “تقويم شرعي واستراتيجي دقيق من مرجعٍ ديني كبير مبسوط اليد؛ يعطي للسيد المالكي ما يستحقه من التقدير والتبجيل والثناء” وفق تعبيرها.
يشار إلى أن إيران كانت من بين أبرز الداعمين للمالكي خلال السنوات الماضية، وقد اضطر الأخير إلى مغادرة منصبه منتصف أغسطس/آب 2014 بعد أزمة سياسية تفاقمت أمنيا على خلفية تمدد تنظيم “داعش” في الكثير من مناطق شمال البلاد. وتوجه تيارات سياسية وشعبية للمالكي اتهمات مباشرة بهدر مليارات الدولارات من المال العام اضافة الى مسؤوليته عن انهيار الوضع الامني في عدة محافظات عراقية . وتطالب تظاهرات شعبية انطلقت في الـ31 من تموز الماضي بتقديم المتورطين بملفات فساد مالي واداري الى المحاكمة .