ماذا تريد إيران “الملات” في العراق؟ توالت أمس واليوم تصريحات إيرانية رسمية وبرلمانية تندّد بتصريحات مستشار الرئيس روحاني علي يونسي التي دعا فيها إلى الوحدة بين العراق وإيران وإلى إمبراطورية إيرانية عاصمتها بغداد. ويمكن لقارئ “الشفاف” مراجعة تلك التصريحات على الرابط التالي.
ولكن “وكالة مهر” الإيرانية الرسمية، والمرتبطة بالحرس الثوري أيضاً، فاجأتنا اليوم بهذا “التحليل السياسي” الذي يذهب إلى أبعد من تصريحات علي يونسي ويطالب البرلمان العراقي بـ”وحدة لا بد منها” بين إيران والعراق بعيداً عن “تراب الذل العربي” وبعيداً عن “الكوفية والدشداشة والعقال”!
وينضح التحليل السياسي لوكالة مهر بحقد على العرب لم يسبق للإيرانيين أن عبّروا عنه بمثل هذه الصفاقة، ولو أنه متداول كثيراً في الأوساط الشعبية حيث أصبحت كلمة “عربي” شتيمة يوجّهها الإيرانيون لبعضهم البعض!
وبعد ابتلاع العراق، يحلم “حرس إيران” في ما يبدو بابتلاع بلدان أخرى:
“سوريا، لبنان ، باكستان وافغانستان واليمن ضمن البلدان التي تتعرض الى اضطهاد جهات متطرفة بدوافع طائفية بحتة راح ضحيتها الالاف من اتباع اهل البيت.”
هل يعني “الإتفاق النووي” بين إيران وأميركا تقاسم المنطقة العربية بين إسرائيل وإيران؟
هل نسي “الحرس الثوري الإمبراطوري الإيراني” أن إمبراطوريات إيران، على مدى التاريخ، كانت “هشّة” و”سريعة الزوال”؟
بيار عقل
*
وكالة مهر– لقد ان الاوان ان يقول الشعب العراقي كلمته الاخيرة وان يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الاسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي
لا شك ان بين الشعبين الايراني والعراقي وشائج دينية وتاريخية تربط كلا الشعبين على مر التاريخ رغم ان هذه العلاقات شهدت تجاذبات في مراحل من التاريخ تركت اثرا سلبا على التواصل الاجتماعي والديني بين ايران والعراق.
فالعراق بما انه بلد عربي عريق يتمتع بثقافة تاريخية واسلامية واسعتين ولكن جل الدول العربية تنظرالى هذا البلد من منظور طائفي بحت وهذا يدل على مدى العنصرية السائدة في البلدان العربية تجاه العراق.
السنوات الاخيرة وبالتحديد بعد سقوط الديكتاتور العراقي المجرم صدام حسين في عام 2003 مر العراق بفترة حرجة لان خلافا للاعراف السائدة في العراق الاغلبية استطاعت ان تبني نظاما ديموقراطيا عصريا لم يكن معهودا بين البلدان العربية.
والاغلبية في العراق معروفة بانتمائها العقائدي الى مذهب اهل البيت عليهم السلام وهذا هو السبب الرئيس لعداء الانظمة العربية سيما الدول العربية المحيطة بالعراق تجاه هذا البلد.
كل الاحداث في العراق وما أل اليه من تمدد المجموعات الارهابية التي تفتك بامن الشعب العراقي ناتجة عن الحقد العربي الدفين ازاء اتباع اهل البيت في العراق.
ليس العراق وحده الذي اصبح معرضا الى هذه الضغينة والاحقاد الدفينة بل كل شريحة عربية او غير عربية تنتمي الى مذهب اهل البيت”ع” هي ايضا معرضة لمثل هذه الاحقاد.
سوريا، لبنان ، باكستان وافغانستان واليمن ضمن البلدان التي تتعرض الى اضطهاد جهات متطرفة بدوافع طائفية بحتة راح ضحيتها الالاف من اتباع اهل البيت.
وعند ما يكون الحديث عن العراق لا بد ان نتطرق الى الظروف التي يمر بها هذا البلد وما يتعرض له الشعب العراقي سنة وشيعة واكراد ومسيحيين من بطش المجموعات الارهابية.
هذه المجموعات تمددت بشكل واسع في انحاء العراق لاسيما في الشمال والغرب وذلك بسبب الطابع الديموغرافي السائد في تلك المناطق . والمحيط العربي الاقليمي هو الذي ساعد المجموعات الارهابية للتمدد في شمال وغرب العراق باعتبار ان هنالك ارضية ملائمة تساعد هذه المجموعات الي ان تجد لها ارضية خصبة للتمدد في انحاء العراق .
والنظرة الطائفية العربية تجاه العراق معروفة ولا تحتاج الى شرح لان الدول العربية المحيطة بالعراق لا تريد حكم الاغلبية على الاقلية في هذا البلد بسبب العنصرية التاريخية الممتدة تجاه اتباع اهل البيت”ع” منذ مئات السنين.
العراق لم يشهد الاستقرار منذ عام 2003 حتي الان بسبب الحقد العربي الدفين تجاه الاغلبية في هذا البلد ولابد للساسة في العراق ان ينتهجوا سياسة واقعية جديدة بعيدة عن الشعارات الزائفة.
فالعراق بحاجة الى حلة جديدة بعيدة عن ” الكوفية والعقال والدشداشة” ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق.
والان العراق يمر بمرحلة حرجة من الناحية الامنية وهذا البلد لم يجد اي جنرال عربي ينقذه من اضطهاد المجموعات الارهابية . كل جنرالات العرب الذين الان هم يتواجدون في ملاهي لاس فيغاس في الولايات المتحدة دون الاكتراث بما يجري في العراق لم يقدموا اي مساعدة او اي مشورة عسكرية للشعب العراقي سواء من السنة او من الشيعة .
في المقابل هب القادة العسكريون الايرانيون لنصرة الشعب العراقي وبالتحديد سكان تكريت ذات الطابع الديموغرافي المعروف ليظهروا للعالم بان ايران لاتفرق بين الشيعة والسنة وكل الطوائف سواسية من وجهة نظر ايران.
الجنرال الايراني المعروف وضع حياته في كف عفريت وذهب الي اخطر منطقة في العالم ليضع خبرته القتالية في تصرف الجيش العراقي والحشد الشعبي في تكريت اكراما واجلالا للشعب العراقي .
اذن اين جنرالات العرب لماذا لا يذهبوا الى التكريت ليساعدوا اخوتهم في العروبة والاسلام؟
لهذا السبب العراق خلال السنوات العشر الماضية خاض تجربة مريرة كشف خلالها زيف ادعاءات العربان ونواحهم الكاذب على الشعب العراقي ونفاقهم المعروف والان اصبح يميز من هو العدو ومن هو الصديق الحقيقي .
فمن هذا المنطلق على الشعب العراقي وبالتحديد البرلمان العراقي ان يتجه نحوالوحدة مع اصدقاه الحقيقين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة لان كل ويلات العراق سببها وجود العربان الذين يتربصون بالشعب العراقي ولا يريدون الخير لهذا الشعب.
ما فائدة الوجود الشكلي للعراق في الجامعة العربية التي تنظر الى الشعب العراقي بنظرة طائفية؟
لما ذا الدول العربية في مجلس التعاون الخليج الفارسي لا تسمح للعراق ان ينضم الى هذه المجموعة ؟ اليس هذا خير دليل على ان الدول الست في المجلس المشؤوم لا تعتبر العراق بلدا عربيا؟
فلذا لقد أن الاوان لان يقول الشعب العراقي كلمته الاخيره وان يختاربين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الاسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي .