قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، أمس على قناة “الميادين”، أنه “كإسلامي لا يمكنه أن يقول إنه إسلامي ويطرح الإسلام من دون طرح إقامة الدولة الإسلامية لأنها جزء من المشروع الذي يؤمن به على المستويين العقائدي والثقافي”.
وأضاف “من الناحية العقائدية نحن نؤمن ان تطبيق الإسلام هو الحل لمشكلة الانسان في أي زمان ومكان” مشيرا الى أن “إقامة دولة إسلامية لا تتعارض لا مع المسيحية ولا مع اليهودية، لأن المسيحية واليهودية كدين لا يتصديان للحياة السياسية، هما يتصديان للحياة الدينية، والإسلام يحفظ لهما حياتهما الدينية بشكل كامل لأنهما أهل كتاب ويمكنهما ان يمارسا طقوسهما الدينية كما يريدان”.
وكان امين عام حزب الله حسن نصرالله قال في بدايات إطلالاته السياسية، قبل سنوات، إن مشروع “حزب الله” في لبنان، هو إقامة الدولة الإسلامية، التي هي ليست دولة مستقلة جزء من الدولة الاسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه الولي الفقيه.
https://www.youtube.com/watch?v=zARY9utT8Do
مصادر سياسية إعتبرت ان تذكير الشيخ قاسم بمشروع حزب الله في اليومين الماضيين يأتي في سياق الحلول التي طرحها نصرالله حين أعلن عن مبادرة وصفها بـ”سلة متكاملة” للخروج من الازمات السياسية التي تعصف بلبنان، من دون ان يفصح عن ماهية مطالب حزبه.
وتشير الى ان الحزب لم يتخلَّ يوما عن فكرة إقامة الدولة الاسلامية في لبنان، وأن إعادة طرحها في هذا الظرف السياسي بالذات يأتي من باب رفع السقف في وجه الشركاء اللبنانيين، من اجل فرض تسوية سياسية جديدة، يكون اولها إنتخاب رئيس من قوى 8 آذار بشروط نصرالله، في معزل عن اسم الرئيس سواء كان النائب فرنجيه او العماد عون، وان ما يتطلع اليه الحزب هو إنتاج سلطة سياسية جديدة على أنقاض إتفاق الطائف، ومن بعده إتفاق الدوحة، وصولا الى تحقيق ما يسميه الحزب بـ”المثالثة” في تقاسم السلطة في لبنان بين المسيحيين والمسلمين، والتي كرّسها إتفاق الطائف “مناصفة بينهم.
في بكركي: “الجمهورية الثالثة” ستكون “شيعية”!
وتشير المعلومات الى ان أساقفة موارنة سمعوا في بكركي، أثناء زيارة وفد الحزب الإيراني للتهنئة بالميلاد، مطالعة سياسية تؤدي الى نفس المضمون، حيث نُقل عن قياديين في حزب الله، أن الشيعة لم يكونوا يوما شركاء في السلطة اللبنانية، فهم في بداية عهد الاستقلال كانوا مهمشين، وحكم الجمهورية اللبنانية الاولى، ما سمي “المارونية السياسية”، وفي الجمهورية الثانية تولى الرئيس الشهيد رفيق الحريري مقاليد الحكم، في ما سمي ايضا “السنية السياسية”، و“نحن كنا في الجمهوريتين عمالاً ووقوداً للحروب والثورات، فقتل منا الالآف في صفوف المنظمات الفلسطينية والاحزاب اليسارية، وكنا عمال الجمهوريتين الاولى والثانية، واليوم، وبعد ان دفعنا ثمن تحرير الجنوب من الاسرائيليين، وبعد التضحيات الجسام التي قدمناها في محاربة التكفيريين ودرء خطرهم عن لبنان، نريد حقنا كاملا في السلطة اللبنانية ولا نقبل ان نكون تابعين بعد اليوم لاي مارونية سياسية او سنية سياسية، بل إن الجمهورية الثالثة، يجب ان تكون مطبوعة بـ”الشيعية السياسية”!
وتضيف المعلومات الى ان أحد الاساقفة الموارنة خلص الى إستنتاج مؤداه ان الحزب لا يريد إنتخابات رئاسية في لبنان، بل هو يريد تولي زمام السلطة كاملة في لبنان.