يحتفل العالم المسيحى هذه الأيام بميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام ، وهو عيد أعتقد أنه لابد أن يحتفل به الجميع لتذكر مولد واحد من أفضل من ساروا على الأرض ، وما أحوجنا أن نتذكر رسالته للعالمين وخاصة فى هذه الأيام (المنيلة بستين نيلة) حيث يحارب الجميع الجميع وحيث يكره الجميع الجميع وحيث يخشى الجميع الجميع ، وحيث نرى إستقطابا لذوى العقائد المختلفة ، وحتى فى داخل العقيدة الواحدة نشهد إستقطابات أصغر وأصغر حتى تصل إلى مستوى الفرد ، وسوف نعود إلى أيام إنسان الكهف ، حيث :”أنا ومن بعدى الطوفان”.
و لاشك أن الأنانية وحب الذات وكراهية الآخر هى بذور الفتنة وخاصة إذا ألهبتها أجهزة إعلام إما جاهلة أو كاذبة أو تجرى وراء ملء ال 24 ساعة بمبالغات وأكاذيب تلهب المشاعر وتفرق الجموع حتى بين الشعب الواحد.
ومن أكبر القيم التى حرص المسيح على نشرها هى قيم المحبة والعدالة والسلام.
”المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة“.
“أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيوكم”
….
ومأ ابعدنا اليوم عن قيم السلام والمحبة والمسرة ، والإقتناع بأن المجد لله فقط ، فأصبحنا نمجد أشخاصا يدعون أنهم وكلاء الله على الكرة الأرضية بدلا من تمجيد الله ، ونمجد أشخاصا لمجرد حصولهم على نصيب أوفر من المال أو نصيب أكبر من الدبابات والمتفجرات .
والسلام أصبحت كلمة تلوكها بدون أن تفهم معناها ، ترفع سماعة التليفون فيرد عليك الشخص أو (الشخصة) ويقول لك السلام عليكم وربما يتمنى فنائك ، حتى عندما تمد يدك لمصافحة شخص فتقول أنك تمد يدك “بالسلام” فيجب أن تعنى السلام ، والمصافحة قديمة قدم التاريخ فعندما يمد الإنسان يده للمصافحة فإن هذا معناه أن يده خالية من السلاح ، والظاهر أن الناس زمان “ما كانش لها أمان” ، فكان لابد أن تسلم بيدك حتى يأمنون لك ، وأقترح أن نقوم بالمصافحة بكلتا اليدين لأن هناك من الناس من يصافحونك بيد ويطعنونك باليد الأخرى !!
وفى الحكايات التى كنا نسمعها ونحن أطفال:
كان يدخل واحد على بلد غريبة ويقول :
“السلام عليكم”
فيرد عليه الريس الكبير قائلا :
“لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عظامك !!”
….
تخيلوا الوحشية ، يعنى لو الرجل نسى أن يلقى بالسلام لكان أصبح كفتة وكباب وكوارع توزع على أفراد القبيلة !
والأديان كلها تدعو إلى السلام ، فاليهودى عندما يرد على التليفون يقول لك (شالوم) ومعناها (سلام) والمسلم يقول لك (السلام عليكم) ، والإسلام هو دين السلام ، وكل آيات القرآن تبدأ بإسم الله “الرحمن الرحيم” ، والمسيحية (على الأرض السلام) ، فإذا كانت كل الأديان السماوية تدعو إلى السلام والرحمة ، فمن أين جاء كل هذا الشر الذى نشهده على هذه الكرة الأرضية ، ولماذا (يتلكك) الناس لكى يقتلوا بعضهم البعض بدلا من السماح والمغفرة ، وكل من يبدأ حرب يقول أنها حرب من أجل (السلام) ، “يا سلام بقى الحكاية كده” ، والحرب من المفروض أنها وضع مؤقت والسلام هو الوضع الطبيعى ، إنقلبت الآية الآن ، فأصبح السلام والطمأنينة من الأشياء النادرة ، تذهب إلى أى مطار فى العالم اليوم فيقومون بتفتيشك وكأنك حرامى فى جامع ، ولولا الملامة لأجبرونا على السفر ( ملط و بلابيص) ، ويعاملك ضابط التفتيش وكأنك على أن وشك أن تنفجر فى وجهه . ويادى المصيبة لو كان لديك جواز سفر عربى من النوع الذى يفتح من اليمين إلى الشمال ، فمجرد أن يجد ضابط الجوازات فى أوروبا أو أمريكا أن جواز سفرك يفتح من اليمين ، يقولك :” جوازك بيفتح يمين يبقى إركن إنت شمال لغاية ما نشوف إيه حكايتك” .
ماذا حدث للعالم ، تحدث خناقة فى مصر فى مدينة إسنا على معاكسات فتيان لفتاة أو على سرقة تليفون محمول ، فتشتعل الحرائق ويهجم الغوغاء على كنيسة ويقومون بإشعال النار فيها ، أين الرحمة وأين السلام ، وأين الصلوات الخمس والتى نختمها بقولنا عندما نتلفت ذات اليمين وذات اليسار ونقول : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ، عشر مرات فى اليوم بعد أداء الصلاة نذكر كلمتى السلام والرحمة ، هذا بخلاف عشرات المرات الأخرى والتى نؤدى فيها تحية (السلام) ، فهل فقدت كلمة السلام معناها وأصبحت مجرد كلمة نقولها و(السلام) ، ومتى يعود الناس إلى رشدهم ويعرفون أنهم موجودون على هذه الأرض للتعمير وليس للتخريب وللبناء وليس للهدم ، هل يمكن لأحد أن يشرح لى أى سبب دينى أو عقلانى أو حتى أى سبب جنونى يدعو شاب إرهابى (يدعى أنه مسلم) يلف على جسمه صباح عيد الأضحى حزاما ناسفا ويذهب فى قلب مسجد فى باكستان ويفجر نفسه ويفجر معه قرابة الخمسين شخصا من المسلمين زملائه فى الدين وفى الوطن ، وإذا كان يفعل هذا فى من هم على ملته وبلدياته فماذا سيفعل فيمن على غير ملته أو أعدائه ، ومن هوالإرهابى الأكبر الذى أقنع هذا الشاب بأنه سيذهب إلى الجنة بفعلته هذه . وبأى منطق وبأى حق وبأى دين يحول فرح العيد إلى مأتم لعشرات الأسر المسكينة .
أعتقد أنه ما أحوجنا إلى أن يعود السيد المسيح لكى يحاول أن ينشر رسالته ويعلم الناس من أول وجديد ألف باء السلام والمحبة والمسرة .
وكل عام وأنتم بخير .
و(السلام) عليكم (بجد) ورحمة الله وبركاته .
samybehiri@aol.com
وعلى الأرض السلام
So many things make me pleased reading this article, first is the unusual of looking to everyone around you without trying to find something wrong with them to criticize them and make an enemy out of them, second you try to focus on the positive instead of the negative, and the nice funny swift way talking about this thing, make me hope that this article would not end, thanks for such great article.
Mohamed Awadalla