وجهة نظر الصديق فاروق عيتاني قد تصدم أنصار سعد الحريري في لبنان، ولكنها وجهة نظر لها أنصارها أيضاً. ونحن لا نتّفق مع “العيتاني” في استخفافه بـ”سلمية” الثورة السورية وزعمه بأن “العصا التي تحملها هي التي تخفف من اندفاع الأخرين لإلغائك”! سلمية الثورات العربية تمثّل قطيعة مع تاريخ عربي حديث (وقديم) ينزف دماءً من كل مسامّه، وقطيعة مع إيديولوجيات قومية وماركسية وإسلامية “استحلّت” دماء البشر وأوصلت المنطقة إلى أسفل سلّم البشرية. الخروج من منطق القتل والإعدامات خطوة أساسية نحو دخول العرب إلى العصر الحديث. منطق “العصا” هو منطق حزب البعث في العراق وسوريا، ومنطق أسامة بن لادن، ومنطق “الرفاق” في اليمن الجنوبي، ومنطق حزب الله في لبنان. شباب “الفايس بوك” في العالم العربي نقلوا السياسة من “المسلخ” ومن “الجهاز” (السرّي) إلى “المجتمع المدني” السلمي، وهذا قد يكون أعظم إنجازات الشعوب العربية في هذا القرن. من إسرائيل، إلى الصين، وروسيا، والتيبيت، شعوب العالم “تستلهم” سلمية الثورات العربية، فهل نتخلّى عنها نحن؟
“الشفاف”
*
أمس حاولت متابعة ما سيقوله سعد الحريري. كنت متوقعا ان ما سيقوله لا قيمة له. فخلال سبع سنوات، أضاع فرصا كثيرة بسبب من عدم وعيه و إدراكه لكيفية النهوض بلبنان. ليس المطلوب ان تقول لبنان أولا، ولكن المطلوب و الاهم ان تعرف معنى لبنان أولا.هكذا تنقل سعد الحريري، طباخا لعون تارة و متوددا لنصر الله تارة أخرى. لماذا؟ لسبب بسيط. فهوفي داخله لا يختلف عن أي سلطان عربي من جهة الميول الحقيقية نحو التسلط و الأستبداد. ولكن في الفهم، فهو الأسوأ.فكل الدكتاتوريين كانوا افهم منه في إقامة دكتاتورياتهم.لم ولن يمتلك سعد الحريري رؤيا لكيفية بناء لبنان الدولة و الوطن. لم يدرك بعد ان صيغة الطائف قد إنتهت بقتل حزب الله و سوريا الاسد لرئيس وزراء لبنان رفيق الحريري.مشكلة سعد الحريري انه يستمع للكل ولم يستمع يوما لنفسه. ذلك انه لا يعرف كيف يفكر مستقلا.
إن شبكة المقربين الفعليين له هم افراد عائلته. ولمثل هذا فإن الدكتاتوريات الأيدولوجية القائمة على فكرة المصلحة العامة هي متقدمة عليه في مرحلة النشأة.
فالحريري بحكم تكوينه يتوهم في نفسه أن صيغة آل الجميل وحزب الكتائب مسألة هامة. ولو تفكر جيدا لاعتبر بنهاية التأثير الكتائبي على الواقع اللبناني.
على العموم أخذتني الغفوة وعندما استيقظت كان الحريري تقريبا في النهاية. تابعت ما قاله من خلال الكلمة المكتوبة. ما يمكنني القول عن جديده أمس كان في عدم نواحه و بكائه. مصيبة عندما يكون الزعيم بكّاء كالنساء. هو يتوهم لجهله انه في البكاء شيىء عال، ولكنه لا يعرف انه في البكاء يكشف نفسه ضعيفا امام الاعداء ويغريهم بالهجوم عليه.
هذا ويسمح أو يجيز فشل سعد الحريري والأثار المدمرة التي تركها بفشله على النهوض لبنان أن أتوجه له بأقصى اللوم وأن أطالبه بأن يترك السياسة ويبقى حيث هو.
أمّا موضوع قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فليس هو في الواقع ولي الأمر. إن ولي أمره هم طائفته اولا بالمفهوم اللبناني الحالي والدولة اللبنانية غير الدويلة الحالية.
في إنتخابات 2009 أعطينا الحريري نصرا إنتخابيا صاعقا، لكنه ولعدم ادراكه المتواصل عجز عن تحويله إلى نصر سياسي.
لم يفهم سعد الحريري قيمة “طريق الجديدة” كقلعة يستطيع ان يبقى فيها و يستمر، كان بامكانه المطالبة بها كثمن لقبوله بالسين – سين. لكنه قبل بالسين – سين مقابل قبض الريح فلما تخلى عنها بشار الأسد و هو متخل عنها في الأصل، كان قبض الحريري في الهواء.
وكذلك الحوار الاول في سنة 2006 وكذلك إنتخابات 2005 وكذلك موافقته على إنتخاب رئيس الجمهورية الحالي.
إن العبارة الفارغة التي رددها الحريري عن “سلمية الثورة السورية” تشبه العبارات الفارغة لهيثم مناع. ففي الحقيقة فإن العصا التي تحملها هي التي تخفف من اندفاع الأخرين لإلغائك.
السؤال: هل اتوقع ان ينجح سعد الحريري؟ الجواب. سبع سنين كافيه لأصدار حكم عليه انه غير مؤهل. و ليخفف عن طائفته و عن لبنان و يبقى بعيدا.
هل يلتقي هذا الكلام مع اعداء لبنان في 8 اذار و في 14 اذار؟ الجواب نعم يلتقي. ولكن المتغيرات صارت تسمح بظهور تجمع من السنّة اللبنانيين، إن لم يكونوا أحسن منه فهم على الأقل أمامهم فرصة في أنهم لم يتمرغوا في الفشل المستدام.
فاروق عيتاني ( كاتب ومدون لبناني)
وجهة نظر: دعك من الساسة يا سعد! آن الأوان لسنة لبنان أن يعتبروا من تجربة إخوانهم في سوريا … مقال جريء و ملخصه أن سنّة لبنان يستأهلون قائد غير سعد (إبن الشهيد) يرعى رسم خارطة طريق توصلهم إلى موقعهم الإستراتيجي في هذا الشرق ليكونوا رأس الحربة في مواجهة التحالف العلوي الصفوي المحمي من إسرائيل … السنة بحاجة إلى من يقودهم إلى التوحد مع أخوانهم في سوريا و ليس إلى من يحاور حزب السلاح أو يعيد إنتخاب ساكن بربور أو يقيم ليلة في قصر جزار حمص … آن أوان سنّة لبنان أن يكونوا في طليعة صقور سنّة بلاد الشام و يُفطموا… قراءة المزيد ..
وجهة نظر: دعك من الساسة يا سعد!
كما توقّعت عند قراءتي للمقال في بدايته و وسطه و نهايته، و لم يخب ظني، فإن أول تعليق أو إضافة على مقالة أخينا فاروق عيتاني هذه، كان كما توقّعت، لِ … فاروق عيتاني نفسه. مع محبتي.
وجهة نظر: دعك من الساسة يا سعد! سيدي المحترم اني وبتواضع القارئ أشاطرك الرأي الوارد في مقالك هذا. من محاسن الصدف اني في صدد قراءة كتابك وهو مهم جداً، واتفق معك في أكثر الأراء التي تضمنها، وأنا من المعجبين بسيرة حياتك وبغنى التجارب التي مررت بها . ولكن بعيداً عن المدح المصطنع أو التزلف، فإن ما إستوقفني خصوصاً في هذا الكتاب وما أثر بي في الصميم هو أمران : الأول هو وضوح الرؤية السياسية، خصوصاً في ما خص الطائفة السنية وشؤونها وموقعها على الخريطة اللبنانية، أما الثاني فهو جرأتك الكبيرة على النقد الذاتي إلى أقصى الحدود، وبعد ذلك على نقد… قراءة المزيد ..
وجهة نظر: دعك من الساسة يا سعد! سلمية الثورة السورية مسألة أساسية في عدم إستبدال دكتاتور مؤصل بكثر ينبتون. ولكن السؤال: ترى لو كانت حماة قد تدبرت أمرها و تسلحت على طريقة حمص ، هل كانت اليوم ساكتة صامتة بهذه الطريقة.وكذا بالنسبة لليبيا ، ترى لولا قصف الناتو ، هل كان لهم فرصة بإنهاء القذافي! صحيح أنهم اليوم يمرون بمرحلة حرجة وهي عبارة عن إنتبات الدكتاتوريات ولكنها أخف من مرحلة دكتاتور واحد أحد إلى الأبد. ما من ثورة في التاريخ سواء الفرنسية أو الأمركية أو البريطانية إلا ومرت بأكثر من “مطهر” دم الأوّل ضد المستبد الواحد ، خارجي أم داخلي… قراءة المزيد ..