تلك” العجوز الشمطاء الحمقاء” بحسب الاعلام الصهيوني لم تمنعها سنواتها ال89 من ممارسة مهنتها بجرأة وشجاعة.
بينها وبيني نحو اربعين عاما …انا الصحافية اللبنانية العربية ابنة مدينة طرابلس وهي الصحافية الاميركية التي حملت الى البيت الابيض جذورها اللبنانية العربية الطرابلسية مع انها ربما قد لا تكون قد زارت تلك المدينة الصغيرة على البحر الابيض المتوسط.
ومهنة المتاعب التي تجمعني بـ”سيدة الصحافة الاولى” لم تتعب هيلن توماس ولم ترهقها ولم تمنعها من طرح سؤال لاذع وكتابة مقال جريء.
فلم ترجف وهي تسال الرئيس الاميركي جورج بوش الابن عن جدوى حرب العراق ولم تخف وهي تطرح على الرئيس اوباما السؤال الاول بعد تسلمه الرئاسة: ما هي الدولة الوحيدة التي تملك اسلحة نووية في الشرق الاوسط؟
ولم تمنعها تجاعيد وجهها وانحناء ظهرها من الوقوف امام الكاميراي ودعوة الاسرائيليين للعودة الى المانيا وبولندا واميركا…
اما انا، ابنة القضية العربية الام والقضايا الاخرى المتفرعة اخترت الاعلام الاقتصادي لأبتعد عن القضية وزواريبها الضيقة…
تقاعدت هيلن توماس بسبب تصريحاتها فتوجت حياتها بحدث سيخلد اسمها ويجعل منها رمزا للصحافة الجريئة والرأي الحر.
وسأتقاعد انا بعد سنوات قليلة على الارجح وفي قلبي العديد من الاسئلة التي لم اجرأ على الافراج عنها وطرحها على من قابلت في حياتي المهنية من شخصيات لبنانية وعربية …واراء فضلت حرق الاوراق التي قد تكتب عليها .
هيلن توماس …. بينك وبيني طرابلس المدينة العربية الصغيرة التي اذكر منها الصحافي سليم اللوزي الذي قتل بسبب رأيه ….وبينك وبيني لبنان البلد العربي الذي قتل فيه الصحافي سمير قصير بسبب رأيه.
وبينك وبيني قصور رئاسات عربية تختلف عن البيت الابيض …القصر الرئاسي الذي وصفت سيده السابق جورج بوش الابن يوما بأسوأ رئيس وسيده الحالي اوباما ب:ضمير من دون شجاعة.
زميلتي العزيزة بينك وبيني تربية عربية وتمثال الحرية… فلا تفكري بالعودة
هيلن توماس…. بيني وبينك تمثال الحرية
فجر
أسألك يا عزيزتي ما الذي يمنعك من أن تقولي رأيك بصراحة وأرجو ان لا تجاوبيني بأنه الخوف من تبعات هذا الرأي
ففي الحياة تواجهنا مواقف و أحداث يجب أدن نعبر عن رأينا فيها دون النظر لحسابات الربح والخسارة هذا ما فعلته هيلين توماس وتستطيعين أنت فعله إن أردت صدقيني فالمسألة مسألة اختيار ليس إلا… فقط علينا أن نفكر من نحن وماذا نريد كلما أردنا فعل شئ ما أو قول شئ ما
تحياتي لك