الادارة الفرنسية في صراع بين توجهيـن:
سحب قوتها من جنوب لبنان او الابقاء عليها
المركزية – على رغم مضي ثلاثة عشر يوما على الاعتداء الذي تعرضت له دورية فرنسية في اطار قوات اليونيفل على جسر سينيق قرب صيدا، الا ان تداعيات التفجير لا زالت ماثلة بقوة على المستويين اللبناني والفرنسي في ضوء بعدين اتسمت بهما العملية: الاول عدم تمكن اجهزة الامن اللبنانية والتحقيقات الاممية حتى الساعة من كشف النقاب عن هوية المعتدين منفذي التفجير، والثاني الارتدادات التي احدثتها العملية على مستوى مشاركة الدول الاوروبية في عداد اليونيفل والحديث عن امكان خفض عديدها بعد سلسلة تفجيرات استهدفت قواتها في الجنوب.
وفي هذا المجال، علمت “المركزية” من مصادر دبلوماسية ان جدالا واسعا يدور في اروقة الادارة الفرنسية وسط توجهين يسأل الاول عن جدوى استمرار الوحدة الفرنسية في مهمتها في لبنان في ضوء استهدافها اكثر من مرة من قبل مجموعات ارهابية لم تحدد هويتها واهدافها في حين يرفض من يتبنى التوجه الثاني هذا الخيار ويصر على ضرورة ابقاء القوة الفرنسية في لبنان حفاظا على امنه واستقراره.
الا ان المصادر ابدت قلقها جراء امكان تكرار حوادث التعرض للقوة الفرنسية، اذا لم تتمكن القوى الامنية اللبنانية من اتخاذ تدابير حاسمة تكفل سلامة قوات اليونيفل، اذ ان اي اعتداء جديد من شأنه ترجيح كفة الرأي الاول ووضع الثاني في وضع محرج، لا سيما ان فرنسا تشارك في اطار مهمات دولية في بلدان اخرى حيث يتعرض جنودها للخطر ايضاً.