(بعد صدور هذا النداء يوم أمس الجمعة، صدر اليوم السبت عن البطريرك الماروني تصريح لافت حذّر فيه من التهديد الذي يتعرض له الكيان اللبناني و”هويّتنا العربية”. واكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير “اننا اليوم امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية، وهذا خطر يجب التنبه له، ولهذا فان الواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكايد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير، اذا نجحت، وجه بلدنا”. ودعا الجميع الى “التنبه لهذه المخاطر والى اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبت الهوية اللبنانية، ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الاخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز، ولا يضيع حق وراءه مطالب”.)
*
وفاء للأمانة التي تسلمناها من آبائنا الذين جاهدوا في سبيل استقلال لبنان،
وتأكيداً على التزامنا معركة الاستقلال الثاني التي أطلقها غبطة البطريرك مار نصر لله بطرس صفير والمطارنة الاجلاء، والتي عملنا على انجازها في لقاء قرنة شهوان وفي انتفاضة الاستقلال،
وشعوراً منا بأن مصيرنا الوطني يُمتَحن اليوم امتحانا عسيرا،
نتوجه بهذا النداء إلى حيث ينبغي أن نتوجه في مثل هذه الظروف، إلى بكركي، لنرفع الصوت، لنخاطب سيدها المؤتمن على معنى لبنان، لبنان الحرية والاستقلال، ولنخاطب من خلاله ضمير اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا.
أتينا بهذا النداء لنذكّر أنفسنا وجميع شركائنا في الوطن بأربع وقائع أساسية تختصر سيرتنا المشتركة منذ الاستقلال حتى الآن:
• عام 1943 تعاهدنا على ميثاق وطني حقق لنا الاستقلال. وقد ربطنا في هذا الميثاق بين عيشنا المشترك واستقلالنا الناجز.
• عام 1948، مع قيام دولة اسرائيل، اختبرنا بنجاح قوة ميثاقنا الوطني، فقمنا بواجب المواجهة وحافظنا على استقلالنا الوطني.
• عام 1989، وبعد حروب مشؤومة وأثمان باهظة دفعناها جميعا، جددنا ميثاقنا في الطائف، وربطنا بين نهائية الكيان اللبناني وبين هويته العربية.
• عام 2005، انتفضنا ضد الهيمنة السورية واستعدنا استقلالنا الوطني.
نحن اليوم، في العام 2009، أمام خطر داهم يهدد الاستقلال، ويهدد نهائية الكيان، ويهدد هويته العربية.
نحن اليوم أمام خطر تغيير وجه لبنان، بتنسيبه إلى غير هويته، وإلى غير محيطه الطبيعي.
إننا ندعو الجميع، والمسيحيين خصوصا، إلى وقفة شجاعة تليق بتاريخهم في الحفاظ على معنى لبنان واستقلاله… قبل فوات الآوان.
كنا نتمنى أن نحظى بلقاء سيدنا البطريرك لنسلمه هذا النداء شخصياً، ولكن وجوده في خلوة روحية حال دون رغبتنا. ولذلك نوجه إليه نداءنا بصورة رسالة مفتوحة.
ميشال بشاره الخوري – دوري كميل شمعون – سمير حميد فرنجية