فوز احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية في ايران
بواسطة اريسو اقبالي – منذ 46 دقيقة/دقائق
طهران (ا ف ب) – فاز الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد السبت بالانتخابات الرئاسية من الدورة الاولى، محققا انتصارا كبيرا على منافسه الابرز مير حسين موسوي الذي ندد بشدة ب”المخالفات الواضحة” التي اعترت الانتخابات.
من جهته وصف المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، الذي كان خلال الحملة الانتخابية دعم الرئيس المنتهية ولايته بصورة غير مباشرة، فوز احمدي نجاد (55 عاما) بولاية ثانية من اربع سنوات ب”العيد الحقيقي”.
واحتجاجا على النتائج خرج الالاف من انصار موسوي الى شوارع وسط طهران مطلقين هتافات مناهضة للحكومة، في حين وقعت صدامات بين الشرطة ومناصرين لرئيس الوزراء الاسبق في عدد من احياء العاصمة، بحسب ما افاد شهود عيان ومراسلو وكالة فرانس برس.
واعلن وزير الداخلية صادق محصولي ان احمدي نجاد حصل على 24 مليونا و527 الفا و516 صوتا، من اصل 39 مليونا و165 الفا و191 صوتا تم احتسابها، بينما اعتبر 409 الاف و389 صوتا ملغاة.
اما المنافس الابرز لاحمدي نجاد، رئيس الوزراء الاسبق الذي غاب عن الساحة السياسية طوال العقدين الماضيين ليعود مؤخرا الى مقدمها، فحصل على 13 مليونا و216 الفا و411 صوتا، اي ما نسبته 33,75% من الاصوات.
وحل ثالثا المرشح المحافظ محسن رضائي جامعا 1,73% من الاصوات في حين حل اخيرا المرشح الاصلاحي مهدي كروبي الذي حاز على 0,85% من الاصوات، والذي اعتبر هذه النتائج “غير شرعية وغير مقبولة”.
واوضح الوزير ان نسبة المشاركة بلغت 85% مؤكدا انها نسبة “قياسية” غير مسبوقة.
ولم تتحدث الوزارة عن اية مخالفات شابت الانتخابات. غير ان موسوي اعرب عن احتجاجه “الشديد على المخالفات الكثيرة والواضحة” التي اعترت الانتخابات، مؤكدا انه لن يخضع “لهذه المسرحية الخطيرة” الناشئة عنها، ومؤكدا ان “واجبه الديني والوطني يفرض عليه فضح اسرار هذه العملية الخطيرة وشرح تبعاتها المدمرة على مصير البلاد”.
وقال موسوي، الذي كان اعلن بعيد اغلاق صناديق الاقتراع فوزه بالانتخابات بفارق كبير، ان “الناس واعون ولن يرضخوا ابدا لاولئك الذين يصلون الى السلطة عن طريق الخداع”.
ولكن موسوي وجه بالمقابل دعوة لمناصريه الى الهدوء.
وعلى الرغم من منع الشرطة اي تجمع لمناصري اي من المرشحين بعد اغلاق الصناديق، عمد الالاف من انصار موسوي الى التجمع في وسط العاصمة، مطلقين هتافات مناوئة للحكومة، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وهتف المتظاهرون “ديكتاتورية، ديكتاتورية” و”فلتستقل حكومة الانقلاب”، في حين قطع بعضهم جادة ولي العصر، احدى اكبر الساحات في العاصمة.
اما قرب مقر وزارة الداخلية فوقعت صدامات بين مئات الشبان من انصار موسوي وعناصر الشرطة التي استخدمت القوة في تفريقهم قبل ان ينجحوا في التجمع مجددا، على ما افاد احد صحافيي وكالة فرانس برس.
وحصلت مواجهات بين الشرطة وانصار موسوي في انحاء اخرى من العاصمة. وهتف المتظاهرون “موسوي، موسوي، استعد اصواتنا”. وعمد بعض هؤلاء المتظاهرين، وغالبيتهم من الشبان الى اضرام النار في عدد من حاويات القمامة، من دون ان تتمكن الشرطة من تفريق المحتجين.
وحذر خامنئي من اية محاولات لزعزعة الاستقرار واثارة الاضطرابات، وقال “ادعو الشبان الى اليقظة، اناشد انصار المرشحين تجنب الاعمال والكلمات الاستفزازية”.
ومضى خامنئي بعيدا بقوله ان “الرئيس المنتخب هو رئيس لجميع الايرانيين (…) وعلى الجميع دعمه ومساعدته”، محذرا من ان “الاعداء قد يحاولون افساد سلاسة هذا الحدث (…) من خلال استفزازات سيئة النية”.
وجرت الحملة الانتخابية في اجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين، وفي اجواء احتفالية ايضا لا سابق لها منذ انتصار الثورة الاسلامية قبل ثلاثين عاما.
كما عكست الانتخابات الانقسامات العميقة بشأن مستقبل ايران بعد اربعة اعوام من رئاسة احمدي نجاد.
وفي واشنطن تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة عن “امكانية تغيير” في العلاقات الاميركية الايرانية بعد الانتخابات الايرانية، كائنا من كان الفائز في هذه الانتخابات.
اما في اسرائيل، فقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي انه “اذا كان هناك امل بحصول تغيير في ايران، فان اعادة انتخاب احمدي نجاد تظهر ان التهديد الايراني اصبح اكثر خطرا”.
وهنأ الرئيس السوري بشار الاسد السبت الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمناسبة اعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس السوري بعث “برقية تهنئة الى الرئيس الايراني محمود احمدي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بمناسبة اعادة انتحابه لولاية دستورية ثانية اعرب فيها عن اخلص التهاني واطيب التمنيات للرئيس احمدي نجاد وللشعب الايراني الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار”.
كما اعرب الرئيس الاسد “عن ثقته باستمرار تعزيز اواصر الصداقة بين شعبي البلدين وتوثيق العلاقات والتعاون المشترك بين سوريا وايران اللذين يعملان لاحلال السلام العادل والشامل في المنطقة والعالم اجمع” بحسب الوكالة.