نقلت وكالة “إرنا” الرسمية عن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لدي استقباله جمعا من اسر الشهداء والمضحين بان الاستشهاد هو الطريق الاقصر للوصول الي القمه الشامخة للكمال الانساني.
وقال الرئيس احمدي نجاد اليوم الخميس وفي اليوم الثاني من زيارته الي محافظه جهارمحال وبختياري (جنوب غرب)، فان طريق الشهداء ومعاقي الحرب والمضحين هو الطريق المفتوح الاكثر نورا وجمالا وكمالا امام البشريه.
وفي مجال بعيد عن “الكمال الإنساني”، نشرت وكالة “فارس” (الباسدارانية، شبه الرسمية) معلومات عن “عن المخالفات المالية للمدعو عباس باليزدار” المحسوب على الرئيس الإيراني، الذي كان أعلن عن إعتقاله أمس. وحسب وكالة “فارس”، فقد “تم إلقاء القبض علي المدعو عباس باليزدار صباح امس الاربعاء اثر شكوي من المدعي العام بسبب نشر الاكاذيب وتشويش اذهان الرأي العام بالاضافة الي شكوي المدير العام لبنك ملت لعدم تسديد الاقساط المترتبة عليه”.
ولم تعطِ”فارس” أية تفاصيل حول “الأكاذيب وتشويش أذهان الرأي العام”. وجاء في خبر الوكالة: نشرت منظمة التفتيش العامة بالجمهورية الاسلامية الايرانية تقريرا رفعته لوزير الاقتصاد والشؤون المالية ومحافظ البنك المركزي والمدير العام لبنك ملت عن المخالفات المالية للمدعو عباس باليزدار في بداية العام الميلادي الجاري .
ورفعت المنظمة تقريرا الي وزير الاقتصاد والشؤون المالية السابق ومحافظ البنك المركزي والمدير العام لبنك ملت اكدت فيه أن فرع الاخير في سوق طهران منح تسهيلات كثيرة للمدعو باليزدار في اطار عقود مشاركة وفتح اعتمادات بالعمله الصعبة وتراكمت عليه الاقساط بمبلغ اكثر من 328/66 بسبب عدم تسديده الديون المترتبة عليه.
ويبدو خبر “فارس” بمثابة إنتقام ضمني من قرار أحمدي نجاد بتعليقها عن الصدور لمدة 3 أيام بعد نشرها خبراً عن إقالة حاكم البنك المركزي. وكان المدير التنفيذي لوكالة انباء فارس الدكتور حميد رضا مقدم فر قد صرّح أن وكالة «فارس» لن تتراجع عن السير في النهج الذي رسمه قائد الثورة الاسلامية “مهما كانت الضغوط” مضيفاً أنها “لن تضع تعليق نشاطها علي شماعة الحكومة بل تعتبره قرارا متسرعا تم اتخاذه بسبب معلومات خاطئة”!
وقد نشرت “الشرق الأوسط” تقريراً عن الموضوع اليوم بتوقيع علي نوري زاده، جاء فيه:
انطلقت معركة الرئاسة المقبلة في إيران مبكراً، أي قبل حوالي سنة من بدئها، من قبل الرئيس محمود أحمدي نجاد بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي اسفرت عن فوز المحافظين التقليديين وتحجيم كتلته «رائحة الخدمة» ـ أي المحافظين الجدد ـ وامتلاك الاصلاحيين والبرغماتيين والمستقلين الثلث الفاصل ما يجعلهم عامل الحسم في معركة الرئيس مع البرلمان في الأشهر المقبلة .
وكان احدث مظهر لهذه المعركة ما أعلنته انباء فارس الايرانية أمس عن اعتقال المسؤول الايراني عباس بالزدار المحسوب على احمدي نجاد بتهمة «نشر أكاذيب»، وذلك بعدما اتهم رجال دين كبارا بممارسة الفساد. وبالزدار عضو في ديوان المحاسبة وفي مركز ابحاث البرلمان ومرشح سابق للانتخابات البلدية العام 2006 على قائمة تدعم احمدي نجاد.
وفي خطاب القاه في جامعة همدان (وسط) اخيرا، اتهم عباس بالزدار ايضا السلطات بانها اغتالت مسؤولين كبيرين في النظام.
وحسب اوساط ايرانية فان احمدي نجاد يشعر ان لاعبين اخرين اصبحوا كثر قربا من مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي دعمه ليصبح رئيسا. وفي مقدمة هؤلاء غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان السابق الذي زوج ابنته من نجل المرشد والدكتور علي لاريجاني ـ رئيس البرلمان الحالي ـ وعمدة طهران العميد حرس ثورة محمد باقر قاليباف.
وفي حديث هاتفي مع رئيس الاتحاد الاسلامي لطلبة جامعة همدان الذي استضاف «ابراهيم باليزدار» سكرتير لجنة التحقيق وتقصي الحقائق البرلمانية في ممارسات السلطة القضائية، فإن باليزدار القريب من أحمدي نجاد ومرشح تيار احمدي نجاد في انتخابات المجالس البلدية السابقة «والمحارب البطل» خلال الحرب الايرانية العراقية، أحدث زلزالا بخطابه في الجامعة للمئات من الطلبة الغاضبين عما سماه ممارسات السلطة والغلاء والبطالة والفساد المنتشر في أجهزة الحكم.
وأشار الطالب جواد محمد زاده الى ان باليزدار كشف عن قضايا ساخنة ومثيرة سبق ان تحدث عنها اقطاب المعارضة، بيد ان تكرار هذه الاتهامات على لسان رجل قريب من أحمدي نجاد، يمثل تحولا في النزاع الدائر بين رئيس الجمهورية وأنصاره، ليس مع الاصلاحيين فحسب بل مع المحافظين التقليديين ورجال المرشد..
ومن جانب آخر، شنت الأوساط المناهضة لأحمدي نجاد التي ورد اسماء اقطابها، في خطاب باليزدار هجوماً قاسياً ضد الرئيس وحلفائه، في صحف مثل كيهان التي يرأسها ممثل خامنئي والمفتش السابق بوزارة الاستخبارات حسين شريعة مداري و«جمهوري اسلامي» و«رسالت» فضلاً عن المواقع الالكترونية القريبة من مكتب المرشد. وكان إبراهيم باليزدار قد اتهم اسماء معروفة باختلاس 600 مليار تومان (700 مليون دولار .
وساق الموظف الايراني اتهامات بحق رجال دين محافظين كبار. ولمح الى اغتيال وزير النقل ابان ولاية الرئيس السابق محمد خاتمي واحد قادة القوات البرية في حرس الثورة الايراني في عهد احمد نجاد، علما بان الاثنين قضيا في حوادث طائرات.