مي شدياق: “35 ألفَ جندي على دمائنا خرجوا ولن يعودوا”.. فانسحب ممثلو برّي وسليمان وقائد الجيش

لم يحتجّ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ولا الرئيس ميشال سليمان، ولا قائد الجيش حينما شبّه بشار الأسد، من شاشة تلفزيون “المنار” اللبناني، أعظم حركة وحدوية في تاريخ اللبنانيين الحديث بـ”17 آيار”. لكن ممثّليهم “انسحبوا” من إحتفال “القوات اللبنانية” لأن “الشهيدة” مي شدياق ردّت على الديكتاتور السوري!”..

وحسب معلومات “النهار” فإن “اللغط “غير المتوقع” حيال التمثيل الرسمي في الاحتفال، كاد يطغى على مضمونه. لغط اثارته شهادة الزميلة مي شدياق التي ردت رداً لاذعاً على حديث الرئيس السوري بشار الاسد الى قناة “المنار” قبل ايام، مما دفع برئيس الجمهورية ميشال سليمان الى سحب تمثيله للقاء، ولو ان ممثله، وزير العدل ابرهيم نجار، بقي بصفته الشخصية. وحذا قائد الجيش العماد جان قهوجي حذوه، فغادر ممثله العقيد خليل يحيى القاعة. ثم كرت السبحة، وبلغ الامر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سحب الصفة التمثيلية عن النائب روبير فاضل، علماً انها المرة الاولى يحضر ممثل لبري مناسبة “قواتية”. وأبلغت مصادر نيابية “النهار” ان اتصالاً حصل بين بري والنائب انطوان زهرا تخلله توضيح للأمور. وقد شرح له الاخير ان شدياق ادلت بكلمتها كضيفة، وباسمها الشخصي. فرد بري بعبارة “ماشي الحال”.

ماذا قالت مي شدياق

ألقت شدياق كلمة تضمنت رداً على الكلام الأخير للرئيس الاسد، وقالت: “بالامس استمعنا الى حديث من قال انَه لا يريد
الدخول في التفاصيل اللبنانيَة، فشكرناه، ولكنه ما لبث أن أسهب في تسديد حسابات صغيرة فلمناه، خلاصة القول أنَ سوريا لم تغادر سياستها القديمة في التَعالي والاستكبار (…) يقول إننّا لم نحقّق شيئاً من سياساتِنا في السنوات الخمس الماضية، ونحن نقول: 35 ألفَ جندي على دمائنا خرجوا، والى لبنانَ لن يعودوا، ولو كانَ الثمنُ العودةَ الى الموتِ والتضحية. يقول لنا إنّ ما حققنّاه 17 أيار جديد أخطرُ من القديم، ونحن نقول إننا لم نكن يوماً للخارجِ مرتَهنين وسنبقى لبنانيين في الصميم. لسنا نحنُ من يدّعي دعمَ المقاومة والمجاهدين ويُجري مفاوضاتٍ من تحتِ الطاولة مع الاسرائيليين”.

أضافت: “من دون مراعاةٍ لشعور أهالي الشهداء الابرار، اعتبر أنّ المحكمةَ الدوليةَ فقدت وهجَها وهي مجرّدُ بازار، من الذي ختمَ التحقيقَ وكَشَفَ له الاسرار، ليَسْخَرَ من النتائج وينصحَ بكتابةِ الروايات ويتحكّمَ في الاقدار؟ أماّ عن الامسِاكِ بقضيبٍ من فولاذ وسقوطِ المشروعِ والتمسُّكِ اليومَ بقشّة، فنقولُ بكلِّ ثقةٍ واعتزاز إنّ من رفضَ الارتهانَ للخارج لن تُرهبَه التهويلاتُ الهشّة، وإذا كناّ بقراراتِ المحكمة سلّمنا وكان للقشّةِ بدّ، فسنضعُها حقيقةً فاقعةً في عين من فجّرنا، وبنا خلقَه فشَّ، وظنّ أنّه من العدالة نجا وكلَّ العالمِ غشَّ”.

ورأت: “(…) انهم يتحايلون على رئيس الحكومة لإبعادِه عمّن حقّق معهم الانتصار، هو الذي أكّدَ أنّ الموتَ وحده يُفرِّقُه عن حلفائه في 14 آذار. إذا عبّرَت قاعدتُه عن رأيِها بحرية، يُصبحُ برأيِهم سياسياً فاقدَ الصُدقية، يُحرجونَه بالوساطاتِ والضغوط العربية، ليتناسى استشهادَ والدِه الرئيس رفيق الحريري ويُضحّي بالذكرى والوصية”.