بعكس موقع “فيلكا إسرائيل” الذي يصدر من الضاحية الجنوبية في بيروت، فإن موقع “دبكا” هو موقع إسرائيلي يعكس، على الأرجح، وجهات نظر أوساط الإستخبارات الإسرائيلية.
*
نقل موقع “دبكا” الاستخباراتي العسكري الاسرائيلي عن مصادر إيرانية أن طهران ألقت بكامل ثقلها خلف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله عشية الخطاب الذي سيلقيه الاثنين، وذلك من خلال الاعلان عن أن “لبنان والعراق وأفغانستان هي حزام أمن إيران”، وإيفاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي إلى بيروت بهدف تعزيز موقع نصرالله.
وفور وصول جليلي إلى بيروت، عقد اجتماعاً مع نصر الله والمساعد الخاص للمرشد الأعلى الايراني علي أكبر ولايتي الذي لا يزال في بيروت التي وصل إليها الخميس الماضي في أعقاب الاشتباك بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني على الحدود. وبعدها توجه جليلي إلى دمشق ليضع الرئيس السوري بشار الأسد في أجواء مهمته.
وبحسب مصادر “دبكا”، فإن نقاشاً دار بين الأسد وجليلي استمر حتى ساعات الفجر الأولى من صباح الاثنين أوضح فيه جليلي أن طهران لن تقبل بالاتفاق الذي تم بين الرئيس الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله للانسحاب تدريجياً أو حتى قطع علاقات سوريا مع “حزب الله”.
وأوضح الموقع ان المرشد الأعلى الايراني تولى بشكل واضح زمام الأمور في ما يتعلق بالوضع اللبناني وتثبيت سيطرته من خلال ابقائه مسؤولين بارزين في بيروت ودمشق في الوقت الذي يستعد فيه نصر الله لالقاء خطاب يتهم فيه إسرائيل باغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري في العام 2005.
وتقوم مناورة نصر الله على ابتزاز حكومة سعد الحريري من خلال التهديد بحرب أهلية أو مواجهة مع إسرائيل بهدف إغلاق ملف المحكمة الدولية وتجنب تسليم قادة من الحزب إلى المحكمة الدولية.
ومع وقوف طهران بشكل ثابت وراء نصر الله على أعلى المستويات، فإن صانعي الحروب في إسرائيل ولبنان وسوريا و”حزب الله”، أعدوا جيوشهم استعداداً للمتاعب المقبلة.
وحرصت طهران على ابقاء الحدود اللبنانية – الاسرائيلية في حالة توتر بعد الاشتباك على الحدود بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني من خلال إرسالها ضباطاً وقياديين إيرانيين إلى المنطقة الحدودية التي جالوا فيها ودرسوا المواقع الاسرائيلية وحرصوا على أن يتم رصدهم من جانب الطرف الاسرائيلي، ولا يزالوا يقبعون هناك.
وأشار الموقع إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية اللبنانية علي الشامي إلى طهران أمس الأحد، والذي أوضح الموقع ان هدفها كان الطلب من طهران أن تساعد في تخفيف حدة الخطاب من جانب نصر الله إلى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لردع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتوجيه الاتهام ضد إسرائيل بقتل رفيق الحريري حتى قبل صدور القرار الظني عن المحكمة. وأوضح الشامي أن هذه الخطوة من شأنها ان تؤدي إلى اسقاط حكومة الوحدة الوطنية وتفتح الباب أمام حرب أهلية ومواجهة مع إسرائيل.
إلا ان الموقع أوضح ان طلب الشامي لقي آذاناً صماء من جانب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد. بدلاّ من ذلك غادر سعيد جليلي على متن طائرة خاصة إلى بيروت لتقوية قبضة الأمين العام لـ”حزب الله”.
وهذا كان جلياً في تصريحاته: “إن قوة المقاومة ووحدة الجيش اللبناني لا تسمح للنظام الصهيوني بقطع حتى شجرة. في وقت سابق، قد يقوم النظام الصهيوني بالضغط على حدود بيروت بسبب الخوف. اليوم، النظام الصيهوني يتلقى رداً قوياً من الجمهورية الاسلامية.
وقد عنت كلماته أنه بالنسبة لطهران، فإن الكتيبة التاسعة التابعة للجيش اللبناني لم تعد كياناً مستقلاً يتمتع بحكم ذاتي، ولكن جزءاً لا يتجزأ من “حزب الله” وشريكاً في مهمته المتطرفة.
مترجم “دبكا” الإسرائيلي