تعمل أجهزة بلدية روما الآن على إزالة ملصقات مثل الملصق الذي يطالعه القارئ أعلاه، ولا يُعرف من يقف وراءها! وكانت روما قد استفاقت وعلى جدرانها صور للبابا وعبارة:
“قل لنا يا فرنسيس، لقد عيّنت ضباطا قضائيين لإدارة الأبرشيات، وطردتَ كهنة، وقطعتَ رأس “جمعية فرسان مالطة” و”جمعية فرانسيسكان الحبل بلا دنس”، وتجاهلتَ كرادلة… ولكن، أين رحمتك؟”
لماذا هذه الحملة على البابا، الآن؟
جدير بالذكر أن الملصقات جاءت مباشرةً بعد قرار البابا، غير المسبوق، بإقالة رئيس “فرسان مالطا”، “ماتيو فيستينغ” بعد رفضه التعاون مع لجنة تحقيق عيّنها البابا (كان اللبناني “مروان صحناوي” بين أعضائها) للنظر في أسباب إقالة “فيستينغ” لمستشاره الألماني “ألبريخت فون بويزلاغير” الذي اتُهم بأنه صرّح بإرسال واقيات منع حمل إلى “ميانمار” مع أن الكنيسة الكاثوليكية ترفض استخدام الواقي الذَكَري لمنع الحمل! والمشكلة هنا هي أن إقالة المستشار تمّت في جلسة حضرها الكاردينال الأميركي « المحافظ » إدموند بيرك، وأن رئيس « فرسان مالطا » زعم، كاذباً، أن البابا (المُتَّهم بأن “ليبرالي”) كان موافقاً على قراره!
وتأتي حملة الملصقات، من جهة أخرى، بعد “استقالة”، والأوساط الكاثوليكية المحافظة تقول “إقالة”، أسقف الفيليبين المونسنيور “رامون سي. أرغويليس” التي قَبِلَها البابا فرنسيس على الفور. وتعتبر أوساط قريبة من الفاتيكان أن “الإقالة تمّت بسبب موقف المونسنيور “المتعاطف” مع “جمعية فرنسيسكان الحبل بلا دنس” التي “دمّرها الفاتيكان”! (الواقع أن البابا فرض قيوداً على استخدام الفرنسيسكان للغة اللاتينية في “القداس “).
جدير بالذكر أن محور الصراع بين البابا فرنسيس والكرادلة “المحافظين” هو موضوع “الأسرة”، وخصوصاً مواضيع “المطلّقين” وعلاقتهم بالكنيسة، و”المثليين” وعلاقتهم بالكنيسة! وربما كان ذلك هو معنى تعبير « تجاهلت كرادلة.. » في حملة الملصقات! فالكاردينال « بيرك » كان، مع ٣ كرادلة آخرين هم الألمانيان “وولتر براندمولير”، و”جواكيم ميزنير”، والإيطالي “كارلو كافارا” قد وجّه أسئلة إلى البابا يعترض فيها على توجّهاته عن “الأسرة” من زاوية “عقائدية”. وتم نشر الأسئلة (إسمها التقني هو “دوبيا”، وهي “ستفهامات” يوجهها الأساقفة إلى البابا) بعد « تجاهل » البابا لها، وبالأحرى بعد أن أبلغ الكرادلة أنه لن يجيب عن أسئلتهم! (حظي الكرادلة الأربعة بتأييد أسقف قازاخستان “أتاناسيوس شنيدر”).
إقرأ: اللاهوتي “المنشق” هانز كونغ: “الربيع الكاثوليكي” الآن ويقوده البابا فرنسيس!
المافيا
في٢١ يونيو ٢٠١٤ في « كالابريا »، ألقى البابا فرنسيس خطاباً مدهشاً أعلن فيه “الحرم الديني (وهو أمر نادر جداً في التاريخ الحديت للكنيسة الكاثوليكية) على كل من يتعامل مع “المافيا”.
وكان عدد من القضاة الإيطاليين قد حذروا من أن البابا بات على “قائمة” الشخصيات التي ترغب « المافيا » باغتيالها.
إقرأ: “البابا في خطر”!: هل تقدر مافيات “تبييض الاموال” على “كنيسة بطرس”؟
ما الجديد؟
هل هنالك صلة بين « حملة الملصقات ضد فرنسيس » وإعلان رئيس الإستخبارات المالية للفاتيكان، السويسري « رينه برولهارت » أن الفاتيكان بدأ، منذ ٢٠١٦، وبدون إعلان، إجراءات « ملاحقة قضائية » ضد المّتهمين بتييض الأموال عبر بنك الفاتيكان!
هل يعني ذلك أن « المافيا » التي كانت تستخدم « بنك الفاتيكان » طوال عشرات السنين هي التي تقف وراء حملة الملصقات؟
ربما!
أو، ربما كانت الحملة تعبيراً عن إحباطات « المحافظين » الذين يتّهمون البابا فرنسيس بأن « ليبرالي » أحياناً، و »ماركسي » أحياناً أخرى!
« ترامب » مثلَ « فرنسيس »!
المعلّق الكاثوليكي الأميركي الممتاز “جون ل. ألن جونيور” يعتقد أنه ربما كانت هنالك علاقة بين وصول دونالد ترامب للرئاسة والحملة على فرنسيس « من حيث التوقيت »! ويجد تشابهاً بين رد فعل « اليسار » في أميركا على « ترامب » وردّ فعل « المحافظين الكاثوليك » على فرنسيس!