يبدو أن واقع الاحداث الحاصلة في المنطقة يسير بعكس ما تشتهي سفن “حزب الله”، ومن ورائه المحور السوري الإيراني.
ففي واقعة هي الأقوى من نوعها منذ إتهام الحزب بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي تمثّلت بإعلان أسماء عدد من الشهود بقضية الإغتيال، تبين أن من بين هؤلاء الشهود من هم فعلاً ضمن صفوف “حزب الله” وتحديداً من جهازه الامني.
مصادر سياسية أكدت أن “ثلاثة من الشهود على الأقل هم من داخل منظومة الحزب الامنية وهؤلاء كانوا كُلّفوا بمهمات أمنية في عدد من المناطق وتحديداً مدينة بيروت، وهم يعملون في هذا الجهاز منذ العام 2000 وقد تدرّجوا في أكثر من منصب قبل أن ينتظم إثنان منهم بشكل فعلي في إحدى الوحدات الأمنية التي تخضع مباشرة لمسؤولية شخص يحتل منصباً رفيعاً في مجال الأمن معروف بـ”ساجد“، مشيرة إلى ان “أحد هؤلاء يملك معلومات دقيقة حول العديد من العناصر الحزبية التي كانت تُكلّف بمهامات داخلية وخارجية ومن المرجّح أنه يمتلك تسجيلات صوتية لعدد من الأمنيين في “حزب الله”.
وعن كيفية تسريب إحدى الصحف المحلية التابعة لـ”حزب الله” لأسماء عدد كبير من الشهود لدى المحكمة الدولية، رجّحت المصادر أن يكون التسريب قد تم بأمر من “حزب الله” نفسه على يد صحافي مميّز يعمل في الصحيفة نفسها كان عيّن منذ فترة موظفاً في إحدى أقسام المحكمة، والتسريب كان بهدف إضفاء نظرة تسيسية على عمل المحكمة وبأنها تعمل وفق جدول هدفه الإنتقام من المقاومة لا الإقتصاص من قتلة الحريري، مؤكدة أن الحزب بدأ منذ ما قبل نشر أسماء الشهود بملاحقة ذويهم في أمكان سكنهم وهناك تهديدات وصلت إلى حد قتل بعضهم وهو الأمر الذي أضطر إحدى العائلات إلى مغادرة المنطقة التي كانت تسكنها”.
وتختم المصادر قولها أن “حزب الله” سيعمد إلى إلهاء الناس عن أي موضوع يتعلق بالمحكمة الدولية بطرق عدّة من ضمنها، إشعال فتيل التحريض المذهبي بين المناطق يكون رأس حربته “الحزب السوري القومي الإجتماعي” والوزير السابق وئام وهاب وبعض الشخصيّات من الطائفة السنية المنتمية إلى قوى “8 آذار” في شمال لبنان”.