في العام 2006، بعد حرب جاءت “في عزّ الموسم السياحي”، قال زعيم حزب الله أنه “لو كان يعرف” أن إسرائيل ستشنّ حرباً بسبب العملية التي قام بها لما كان أقدم عليها! مجرّد “سوء فهم” أو “حسابات خاطئة” دفع ثمنها 1200 قتيل مدني لبناني، إضافة إلى أكلاف “عرضية” مثل تدمير الضاحية الجنوبية ونصف قرى الجنوب وكل الجسور اللبنانية.. وطبعاً الموسم السياحي “القياسي”!
بسيطة “لعيون السيد”! الآن، قرّرت “قوى الإستكبار” فرض عقوبات على “الولي الفقيه”! أين تردّ إيران؟ في لبنان طبعاً. وزير السياحة كان أعلن أن لبنان ينتظر مليوني سائح. الوزير نفسه أعلن، قبل يومين، أن الحجوزات السياحية طارت بنسبة 30 بالمئة. ترى كم سيتبقّى منها بعد زيارة الرئيس الإيراني “بالتزوير”، أحمدي نجاد؟
هل يتعمّد حزب الله “إفقار” اللبنانيين؟
(الصورة: قلعة بعلبك الرومانية و”تخشيبة الوعد الصادق”)
*
“الشفاف”- بيروت- خاص
كشف وزير السياحة اللبنانية فادي عبود عن إلغاء نسبة ملحوظة من الحجوزات السياحية في لبنان خلال الأسبوع الماضي، مصحوبة بتراجع في نسبة السياح الوافدين إلى لبنان. وأوضح أن 30 بالمئة من الحجوزات السياحية سواء على صعيد الإشغال الفندقي أو مكاتب الطيران قد ألغيت خلال الأسبوع الماضي.
وأرجع الوزير اللبناني هذا التوجه إلى التوتر الذي شهدته الساحة الجنوبية اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين عناصر من الكتيبة الفرنسية التابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفل» وأهالي بعض البلدات، ما أسفر عن توتر لبناني فرنسي جرى تداركه على أعلى المستويات. إضافة إلى التهديدات التي وجهتها إسرائيل للبنان بتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي أضرار قد تنجم عن توجه مراكب إغاثة من لبنان إلى شواطئ غزة.
حزب الله يخيّر اللبنانيين: 7 أيار أو.. عودة الجيش السوري!
مصادر لبنانية متابعة اعتبرت ان الاحداث التي تم إفتعالها في الجنوب ليست وحدها السبب الذي أدى الى تراجع الحجوزات وبداية التأشير لضرب الموسم السياحي الذي يعول عليه الكثير من اللبنانيين. فالتصريحات النارية والتهديدات التي اطلقها الرباعي، النائبان نواف الموسوي ومحمد رعد والوزير السابق وئام وهاب إضافة الى الصحافي في جريدة الاخبار التابعة لحزب الله ابراهيم الامين، هي ايضا من ابرز اسباب عوامل الخوف التي تحول دون تفكير اي سائح في القدوم الى لبنان.
فالرباعي السالف الذكر هدد بـ “7” أيار جديد، لا بل ذهب بعضهم الى القول ان اجتياح واستباحة العاصمة اللبنانية في السابع من ايار من العام 2008 لم يكن سوى (عينة) بسيطة لما يمكن ان يحصل في حال صدر قرار ظني باتهام حزب الله او عناصر من حزب الله بالتورط في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وصولا الى تلويح الصحافي ابراهيم الامين بالطلب الى الجيش السوري للتدخل في لبنان لوأد فتنة شيعية سنية إفترض وقوعها على خلفية القرار الظني.
وفي ظل هكذا معطيات، هل يعتقد الرباعي السالف الذكر ان السياح لا يقرأون؟ ام انهم جهلة يغفلون عن ممارسات حزب الله والميلشيات التي تدور في فلكه؟!
خصوصا وأن معظم السياح المفترض قدومهم الى لبنان ذاقوا الامرين في حرب تموز العام 2006 لكي يستطيعوا الخروج من لبنان، وأقسم الكثير من بينهم على عدم العودة الى ذلك الجحيم!
وتساءلت المصادر عن دور النيابة العامة في ملاحقة وتوقيف مروجي الفتن وضاربي الموسم السياحي والمستهترين بلقمة عيش اللبنانيين. خصوصا وان السياحة في لبنان ليست حكرا على قوى الرابع عشر من آذار بل هي شأن لبناني جامع! ام ان الرباعي ومن يقف وراءه يريد ايضا تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية عدم نجاح الموسم السياحي، وتسجيل نقطة سوداء في سجل الحكومة التي يفترض انها حكومة وحدة وطنية؟!
المصادر اضافت ان الوضع اللبناني لا يحتمل اكثر من ملف سجالي في وقت واحد بدءا من ملف الحقوق الانسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والاشتباكات المفتعلة مع قوات “اليونيفيل”، والتداعيات المرتقبة لصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولا الى التهديدات الاسرائيلية. وهذا، إضافة الى جعل لبنان ساحة للرد على القرار الدولي بفرض عقوبات على ايران، وإضرابات رابطة الاساتذة الثانويين، وملف النفط في المياه الاقليمية اللبنانية.
فجميع هذه الملفات مثيرة للجدل على المستوى الداخلي وبعضها موضع خلاف مزمن، على غرار معالجة مسألة حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ومع ذلك يصر البعض في المعارضة السابقة على فتح جميع هذه الملفات دفعة واحدة وفق منطق التخوين وعلى قاعدة “ما لم توافق الحكومة ورئيسها على طروحات قوى 8 آذار” فهي موضع شبهة واتهام يبدأ بالعمالة ولا يقف عند حدود بيع الحقوق الوطنية والاستهتار بالشأن السيادي.
وإزاء ما سبق بات اللبنانيون يخشون جديا من إنقضاء هذا الموسم السياحي من دون ايرادات تنسجم مع ما انفقوه تحضيراً له، في ظل عجز حكومي عن مواجهة التهويل والتهديدات الدخالية منها والخارجية.
من المسؤول؟: تهديدات وإشكالات وراء تراجع الحجوزات السياحية بنسبة 30
يحي
ايه صحيح وبلش الموسم مع هروب الشباب على اول طيارة !!