رويترز: قوات سورية تقتل ستة أشخاص في هجوم على مسجد
دمشق (رويترز) – قال سكان ان قوات أمن سورية قتلت ستة أشخاص على الاقل يوم الاربعاء في هجوم على المسجد العمري في مدينة درعا بجنوب سوريا حيث جرت احتجاجات لم يسبق لها مثيل تتحدى حكم حزب البعث بزعامة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال السكان انه كان بين القتلى علي غصاب المحاميد الطبيب من عائلة بارزة في درعا الذي ذهب الى المسجد في الحي القديم بالمدينة لمساعدة مصابي الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليل.
وذكر بيان رسمي عن المحاميد الذي قتل حين كان في سيارة اسعاف وصلت الى الموقع لانقاذ المصابين “قامت عصابة مسلحة بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليل الثلاثاء على طاقم طبي في سيارة اسعاف تمر بالقرب من جامع العمري في درعا ما أدى الى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة.”
وأضاف “قامت قوى الامن القريبة من المكان بالتصدى للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن.”
وقبل أن تهاجم قوات الامن المسجد انقطع التيار الكهربائي في المنطقة وتوقفت خدمات الهاتف. وحين بدأ اطلاق الرصاص دوى التكبير من أحياء درعا.
ولم يتضح على الفور ما اذا كان المحتجون يحملون اية أسلحة.
وبحصيلة هذا الهجوم يرتفع الى 10 عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات السورية في مظاهرات ممتدة منذ ستة أيام تطالب باصلاحات سياسية والقضاء على الفساد في البلاد البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. ويحظر حزب البعث الحاكم المعارضة ويطبق قانون الطواريء منذ عام 1963 .
ولم يتسن الحصول على تعقيب من حكومة الاسد على الفور. ويواجه الرئيس السوري أكبر تحد لحكمه منذ خلف والده حافظ الاسد عام 2000 .
وقال أحد السكان “المحاميد قتله قناص. تعطلت شبكات الهاتف لكننا اتصلنا بأشخاص قرب المسجد باستخدام خطوط هواتف نقالة أردنية.” وتقع درعا على الحدود مع الأردن.
وقال ناشط سياسي طلب عدم نشر اسمه “الحي القديم في ظلام دامس ومازال من الصعب معرفة ما حدث بالضبط.”
وجاء الهجوم بعد يوم من قول مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان ان السلطات “يجب عليها الكف فورا عن الافراط في استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين وخصوصا استخدام الذخيرة الحية.”
وكان المحتجون الذين نصبوا خياما في ساحة المسجد قالوا في وقت سابق انهم لن يبرحوا المكان حتى تلبى مطالبهم.
وقال الشيخ أحمد الصياصنة امام المسجد لتلفزيون العربية يوم الثلاثاء ان الاحتجاج في المسجد سلمي.
وتجمع محتجون أيضا في بلدة نوى القريبة.
ويوم الثلاثاء نقلت قناة تلفزيون المنار اللبنانية عن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قوله ان الرئيس الاسد ملتزم بمواصلة طريق الاصلاح والتحديث في سوريا.
ومن المطالب الرئيسية للمحتجين انهاء ما يقولون أنه القمع من جانب الشرطة السرية التي يرأسها في محافظة درعا أحد أقارب الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان السلطات السورية اعتقلت يوم الثلاثاء نشطا بارزا مدافعا عن المحتجين الذين يطالبون بالحرية والقضاء على الفساد. وأفاد المرصد أن لؤي حسين الذي كان سجينا سياسيا بين عامي 1984 و1991 أخذ من منزله في منطقة بالقرب من دمشق.
وتخضع سوريا لقانون الطواريء منذ وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963 ليحظر المعارضة ويبدأ عقودا من التراجع الاقتصادي الذي ميزه التأميم.
ورفع الاسد بعض القيود على المشاريع الخاصة لكنه تجاهل مطالب متزايدة بانهاء العمل بقانون الطواريء وتقييد سلطات أجهزة الامن وتعزيز حكم القانون والافراج عن الاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والكشف عن مصير عشرات الالاف من المنشقين الذين اختفوا في ثمانينات القرن الماضي.
وفي الأعوام الأربعة الاخيرة خرج الأسد من العزلة التي فرضها عليه الغرب بسبب دور سوريا في لبنان والعراق ودعمها للجماعات الفلسطينية الناشطة.
ومع التحرير المحدود للاقتصاد في العقد الماضي سطع نجم رامي مخلوف وهو قريب اخر للاسد كرجل أعمال كبير يسيطر على شركات مهمة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مخلوف لما تعتبره واشنطن فسادا عاما واستهدفه غضب المحتجين. وهم يصفونه بأنه لص. ويقول مخلوف انه رجل أعمال يعمل بشكل مشروع ويساعد في احراز تقدم اقتصادي لسوريا.
*
سورية: انباء عن مقتل 5 اشخاص باطلاق نار على معتصمين بدرعا
بي بي سي العربية-
افاد ناشطون حقوقيون بمقتل خمسة اشخاص على الاقل في اطلاق قوات الامن السورية النار على معتصمين في محيط الجامع العمري بمدينة درعا جنوب البلاد.
وكانت اصوات اطلاق نار كثيف سمعت في ساعة مبكرة الاربعاء قرب الجامع، فيما يبدو انها محاولة من قوات الامن لانهاء الاعتصام الذي يقوم به محتجون سوريون منذ اربعة ايام.
وقال أحد الناشطين ان الكهرباء قد قطعت عن المدينة قبل بدء اطلاق النار.
وكان المئات من المحتجين قد احتشدوا في وقت سابق في الشوارع حول الجامع العمري لمنع القوات الامنية من اقتحامه.
وقال احد المعتصمين ويدعى مصطفى في اتصال هاتفي مع البي بي سي إن قوات الامن السورية هجمت على المعتصمين حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلا واطلقت الرصاص الحي بكثافة على المعتصمين.
واضاف انهم بحدود 500 شخص كانوا يعتصمون بشكل سلمي في خيم نصبت قرب الجامع وان لهم مطالب محددة في اطلاق سراح الاطفال الذين اعتقلوا في المدينة وتخفيف الضغط الامني على المدينة.
وأكد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى نتيجة ما قال انه هجوم عنيف شنته القوات السورية على المعتصمين امام الجامع العمري.
“عصابة مسلحة”
وفي أول تعليق له على الاحداث في مدينة درعا اتهمت السلطات السورية “عصابة مسلحة” بالوقوف وراء احداث العنف التي وقعت في المدينة.
وقال التلفزيون السوري الرسمي انها اعتدت على طاقم طبي بالقرب من الجامع العمري في درعا ما أدى الى مقتل طبيب ومسعف وسائق سيارة اسعاف وعنصر من قوى الامن.
وقال ابو وسام وهو احد المعتصمين قرب الجامع لبي بي سي إنه اصيب بطلق ناري في رجله وإن قوات الامن العام قامت بمهاجمتهم من أربعة جهات، وبدأوا باطلاق الرصاص الحي باتجاههم.
واضاف ان كل الطرق المؤدية إلى المدينة قد اغلقت وان قناصة انتشروا على سطوح المنازل يطلقون النار عليهم.
رفع حالة الطوارئ
وكان المتظاهرون في مدينة درعا السورية واصلوا اعتصامهم حول الجامع العمري في المدينة لليوم السادس.
وذكرت الأنباء انهم وضعوا حجارة في مكان اعتصامهم لمنع قوات الأمن من اقتحامه.
ويصر الأهالي على تنفيذ مطالبهم وعلى رأسها رفع حالة الطوارئ المفروضة في سورية منذ 48 عاما وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وكانت المظاهرات المطالبة بالحرية قد تواصلت لليوم السادس على التوالي و امتدت إلى قرى قريبة من درعا.
وقالت اللجنة السورية لحقوق الانسان ان الامن السوري اعتقل الناشط السياسي والمعتقل السابق لؤي حسن واقتاده من منزله بدمشق إلى جهة مجهولة.
كما اعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان ان قوات الامن تشن حملة اعتقالات عشوائية في المناطق التي تشهد مظاهرات ولم يتم الافراج عن اي من المعتقلين حتى الان.
كما ترددت انباء عن عزل الحكومة محافظ درعا فيصل كلثوم استجابة لمطالب المتظاهرين.
وقالت وكالة فرانس برس ان مصورين يعملان لديها تعرضا للضرب على يد قوات الامن في البلدة القديمة من المدينة وانه تمت مصادرة معدات التصوير التي كانت بحوزتهما.
واضافت ان عناصر من الجيش اقامت نقاط تفتيش على مداخل البلدة وتقوم بالتدقيق بهويات الاشحاص الذين يدخلون او يخروجون من المنطقة ويسجلون اسماءهم.
“تحقيق مستقل”
من جهة اخرى طالب مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف الحكومة السورية باجراء تحقيق في مقتل ستة اشخاص في درعا خلال المظاهرات.
واعلن الناطق باسم المكتب روبرت كولفيل ان التحقيق يجب ان يكون مستقلا وشفافا وفعالا.
ودان الاتحاد الاوروبي اعمال العنف والقتل التي تعرض لها المتظاهرون في سورية وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان قمع المتظاهرين الذين يحتجون على حكم بشار الاسد في سوريا هو امر “غير مقبول”.
وقالت اشتون في بيان ان الاتحاد الاوروبي “يدين بشدة القمع العنيف بما في ذلك استخدام الرصاص الحي ضد التظاهرات السلمية” في سوريا، “ما ادى الى مقتل العديد من الاشخاص”.
وحضت اشتون السلطات السورية على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واحالة مرتكبيه الى القضاء و”الاصغاء الى المطالب المشروعة” للشعب السوري.
كما دانت الولايات المتحدة استخدام السلطات السورية “للقوة غير المتناسبة” في قمع التظاهرات التي تطالب باطلاق الحريات ومحاربة الفساد.
وحث تومي فيتور، الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي، دمشق على السماح للسوريين بالتظاهر والاحتجاج بشكل سلمي.
كما دانت منتهى سلطان الأطرش، المتحدثة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان، إطلاق النارعلى المتظاهرين في مدينة درعا.
وطالبت الأطرش، في مقابلة مع بي بي سي، الرئيس السوري بشار الأسد بالإصغاء إلى مطالب الشعب السوري ومنحه الحرية.
وكانت السلطات السورية قد نشرت قوات الجيش في درعا مع تواصل التظاهرات في المدينة.
ورغم ان المتظاهرين لم يطالبوا بتنحية الرئيس السوري، تعتبر هذه الاحتجاجات اخطر تحدي يواجهه النظام السوري منذ خلف الرئيس بشار والده منذ 11 عاما.
مقتل 5 أو 6 محتجّين في اقتحام جامع “درعا” ليلة أمس
بشار خائن وقاتل لشعبه
يجب المطالبة بمحاكمة بشار الخائن دوليا ومطالبة الدول الغربية بقطع علاقاتها مع هذا النظام المجرم, نداء الى كل الشرفاء والاحرار في هذا العالم يجب فضح جرائم بشار الاسد قاتل الشعب السوري