بيروت- خاص بـ”الشفّاف
(في آخر هذا المقال الذي وردنا من بيروت، وضعنا رابطاً لمقال “نص فتوى “آية الله يزدي” لتزوير الإنتخابات لصالح رئيس “يعزّز المبادئ الإسلامية في لبنان وفلسطين وفنزويلا” لأنه يلقي ضوءاً على أهمية إنتخابات لبنان من زاوية السلطة الإيرانية التي ستخوض معركة حاسمة بعد 5 أيام من إنتخابات لبنان الحاسمة هي الأخرى. إن “حيثيات” فتوى تزوير إنتخابات الرئاسة الإيرانية لإنجاح أحمدي نجاد “بجميع الوسائل” تقوم على نجاحات السياسة الإيرانية في لبنان وفلسطين (أي غزّة) وفنزويلا. ومن هذه الزاوية، يصبح سلوك القيادة الدولية لـ”الطاشناق” مفهوماً، لأن مقرّ هذه القيادة هو طهران. كما تصبح تهديدات حزب الله بما سيحدث إذا سقط ميشال عون “مفهومة”، لأن للحزب حسابات “إيرانية” هو الآخر.
بالمقابل، لا يصحّ تحميل الجمهور الشيعي مسؤولية مواقف حزب الله: فهل فعلت قوى 14 آذار كل ما بوسعها لاستقطاب هذا الجمهور؟ أو حتى نسبةً معيّنة منه؟ ألم يؤثر إستبعاد مرشّحي 14 آذار المستقلّين والأكثر علمانية، لصالح أحزاب “مسيحية”، في قدرة 14 آذار على اجتذاب قسمٍ من المواطنين الشيعة؟ وهل أثّرت، سلباً، التعبئة الطائفية “السنّية” في بعض وسائل إعلام 14 آذار، أو على لسان رجال دين مرموقين من أهل “السنّة”؟ وهل أثّرت بعض التصريحات الطائفية التي صدرت عن بعض مرشّحي 14 آذار (في كسروان مثلاً وليس حصراً) في قدرة 14 آذار على استقطاب جمهورٍ متأثّر بإعلام حزب الله وأمواله؟ وبشكل خاص، فلماذا لم تنجح 14 آذار في تعبئة جمهور شيعي واسع ناقم على حزب الله في منطقة البقاع؟ لقد سبق أن أطلق عدد من المثقفين ورجال الدين الشيعة تحذيرات بهذا المعنى، ولكن لا يبدو أن 14 آذار تفاعلت معها.. وأخيراً، لماذا لم تقم قوى 14 آذار بتعبئة النخبة الشيعية العربية في دول الخليج، التي يقف قسم كبير منها ضد سياسات حزب الله وطهران؟ خصوصاً أن هذه النخبة الشيعية العربية تتفاعل مع الجمهور الشيعي اللبناني، وتتأثر وتؤثّر به؟).
“الشفّاف”
*
إنقشع غبار الحملات الانتخابية في لبنان واستفاق الاهالي في الدوائر المختلطة ارمنياً وشيعياً على ما وصفه أحد النواب المسيحيين من الراسبين بـ”المسألة” الشيعية والارمنية.
إلا إذا اعتمدنا ما قاله علامة شيعي من غير المؤيدين لسياسات حزب الله لـ”الشفاف” بأن “الشيعة اصيبوا بالخرف وان قياداتهم الحالية تعمل على تسمينهم من اجل ذبحهم”، على حد تعبيره.
في المسألة الارمنية، تحدث مصدر مطلع على سياسات حزب الطاشناق لـ”الشفاف” قائلا إن الحزب يعاني ازمة داخلية واصفا انقلاب الحزب على اتفاقه مع النائب ميشال المر بـ”الغدر” الذي لم يدرج عليه حزب الطاشناق في تاريخ علاقته بآل المر وبرئاسة الجمهورية. ويضيف ان الإنحياز لجهة لبنانية دون الاخرى افقد الأرمن في لبنان صفة الحياد والانحياز للجمهورية، كما افقدهم امكان تشكيل كتلة نيابية ارمنية على غرار ما كان يحصل في السابق. وكل ما حصل عليه الحزب هو نائب التزكية في دائرة المتن، هاغوب بقرادونيان، ونائب في دائرة بعبدا، في حين ان النواب الارمن الثلاثة المتبقين هم في عداد نواب قوى 14 آذار: نائبان في دوائر بيروت الاولى، ونائب في دائرة زحلة.
ويضيف المصدر ان الطاشناق اتفقوا مع النائب ميشال المر على ان لا يتجاوز التصويت في صفوفهم 6000 مقترع هم الارمن المتواجدون في لبنان. وهذا الإتفاق بعث الارتياح في نفس المر، فعمل على إقناع حلفائه من المستقلين وقوى 14 أذار بتزكية النائب “هاغوب بقرادونيان” وعدم ترشيح اي منافس ارمني له. وهذا الامر أخذه المر بضمانته الشخصية بعد اتفاقه مع الطاشناق على ان لا يتم استقدام أرمن من الخارج للتصويت.
ويقول ان الحزب – فرع لبنان – قرر الالتزام بالاتفاق والتصويت للنائب المر منفردا وللائحة العماد عون. وحقيقة ما جرى ان امين عام الحزب في العالم، ومقره ايران، عندما علم بالاتفاق، توجه الى لبنان على وجه السرعة وعزل رئيس الحزب الارمني فرع لبنان ووضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية. وهذا ما يفسر انكفاءه عن الساحة السياسية في الاسبوعين الذين سبقا العملية الانتخابية. كما قرر الطاشناق الايراني استقدام ما استطاع من الارمن عبر مطار دمشق الدولي ومنه برا الى لبنان عبر بوابة المصنع كي لا يظهر حجم الاصوات الارمنية التي يتم استقدامها للتصويت للائحة عون. بحيث تجاوز حجم التصويت الارمني في المتن الشمالي 14 الف صوتاً، الامر الذي ادى الى إسقاط لائحة تحالف قوى 14 آذار والمستقلين.
وبعد ان استفاق الارمن على حجم التصويت وردة الفعل التي ستنتج عنه بدأت التساؤلات في صفوفهم عن ردة فعل المسيحيين الذين عاقبوهم من غير ذنب، خصوصا الكتائب اللبنانية وآل المر إضافة الى تحميلهم مسؤولية خسارة 3 مقاعد نيابية. فالنائب سعد الحريري كان قد عرض على حزب الطاشناق 4 نوّاب من الحزب على لوائحه، في حين ان الطاشناق اليوم ممثل بنائبين اثنين، الامر الذي يزيد من إرتهان الحزب للعماد عون ويفقده خصوصيته التي عمل على ترسيخها النواب من الجيل السابق من امثال خاتشيك بابكيان وسواهم.
وفي جبيل، استفاق المسيحيون على حجم الكارثة التي سببها رهن القضاء للتصويت الشيعي. وقال النائب فارس سعيد في معرض تقويمه لمسار العملية الانتخابية انه يعلن مواقفه صراحة وعلنا وفي وسائل الاعلام في مواجهة حزب الله، وبالتالي فمن حق انصار الحزب ان يصوتوا ضده من دون ان يستغرب إحجام الشيعة عن التصويت للائحته. ولكن سعيد بدأ يطرح في مجالسه الخاصة ما وصفه بالمسألة الشيعية وطريقة التعاطي معها مستقبلا بعد ان طوى صفحة الانتخابات.
ويقول سعيد ان ما جرى يجب ان لا يهدد العيش المشترك الذي اشتهرت به جبيل في عز الحرب الاهلية، ولكن في المقابل لا يجب ان يـُرهن قرار القضاء لحزب الله.
ويقول سعيد ان نسبة المسيحيين الذين صوتوا في جبيل بلغت قرابة 38 الف ناخب نال هو منهم اكثر من عشرين الف صوتاً، في حين ان التصويت الشيعي بلغ 10500 صوّت من بينهم اقل من 200 ناخب للائحة تحالف المستقلين مع 14 آذار.
ويشير سعيد الى ان هذا التصويت الشيعي وبالطريقة التي حصل فيها بـ”التكليف الشرعي”، ترك آثاراً سلبية على المسيحيين في القضاء، وأثار ريبتهم من الارتهان لقرارات مستوردة من خارج القضاء.
اوساط جبيلية أخرى بدأت تتحدث عن الانتخابات البلدية التي يحين موعدها بعد سنة. وتقول هذه الاوساط إن القرى الشيعية الصافية لا تحمل مشكلة. ولكن ما يثير القلق هو القرى المختلطة والموزعة على عدد لا يستهان به من الاقلام الانتخابية. وفي ظل حال الانقسام المسيحي، فان الصوت الشيعي باتحاده وبـ”التكليف الشرعي” يمثل ارجحية في القضاء وفي هذه القرى تحديدا. واعربت هذه الاوساط عن تخوفها من ارتهان القرار الاداري لجبيل بعد ان رهنت قرارها السياسي لحزب الله.
وفي سياق متصل ذكرت معلومات لـ”الشفاف” ان الماكينات الانتخابية لقوى المستقلين في كسروان وجبيل اوقفت عملها قرابة الظهر بعد ان وصلها تهديدات مباشرة من مغبة إسقاط النائب ميشال عون في كسروان او التراخي في تأمين وصول قوى 14 آذار والمستقلين في جبيل. فتولى نائب رئيس حزب الله نعيم قاسم إدارة العملية الانتخابية في القضائين مباشرة من قرية “لاسا” في بلاد جبيل.
وتشير الى انه، وفي حال سقوط عون كما كان متوقعا في حال استمرت ماكينات المستقلين بعملها، لكان سقط معه مشروع حزب الله، الامر الذي لن يستطيع الحزب تحمله في هذه المرحلة. وبالتالي، فإن ردة فعل الحزب لن تكون اقل من “7 ايار جديد” وتطويق القصر الرئاسي وتنفيذ انقلاب كامل على الدولة ومؤسساتها حسب ما ذكرت المصادر.
معلومات: قيادة الطاشناق الإيرانية عزلت رئيس فرع لبنان وحزب الله هدّد بـ”7 أيار جديد” إذا سقط عون! الكل يعلم انه لا يمكن بناء دولة بوجود مليشيات طائفية مسلحة تتغزل بالمقاومة كواجهة لمارب استعمارية ايرانية طائفية عرقية.لقد حاول حزب الله الطائفي عندما احتل بيروت ان يدمر الشعب اللبناني ويعطيه لقمة صائغة للديناصور الفارسي الطائفي وكما قرات اليوم مقال ذكر فيه هذه القصة جاء في كتاب (الدين في شرك الاستبداد) للرئيس الإٌيراني الأسبق الخاتمي؛ أن رئيس العيارين أبو ليث الصفار زحف إلى بغداد للاستيلاء على الخلافة،فحذروه من العهد!! فطلب من أحد الأشقياء أن يأتي بعهد الخلافة ليقرأه على الناس! فما كان منه… قراءة المزيد ..