قبل أيام فاصلة عن جلسة الانتخاب الرئاسي في لبنان، ما زالت الترجيحات تشير الى ان الجلسة قد تحمل “مفاجآت غير سارة” للمرشح الابرز الجنرال عون، وسط تبادل “سيناريوهات” عدة تتصل باحتساب عدد أصوات النواب الذين سيصوتون للجنرال، وما إذا كان قادرا على الفوز بالمقعد الرئاسي من الجلسة الاولى او في الثانية، حيث يتوقع ان يحدث “ما ليس في حساب احد”!
المعلومات تشير الى ان عون ارتفعت حظوظه في اليومين الماضيين على حساب منافسه النائب سليمان فرنجيه، إلا أن إرتفاع الحظوظ لا يعني، الى الآن، إنتخابه رئيسا! إذ ان المعترضين ما زالوا يحتفظون بالقدرة على الحؤول دون بلوغ الجنرال مراده.
اما في احتساب الاصوات، فإن خلط اوراق التحالفات على ضفتي الانقسام السياسي في لبنان، بين قوى 8 و 14 آذار، يحول دون التأكد من التزام هذا الفريق او ذاك التزاما صافيا وكاملا بتأييد الجنرال عون. وتاليا فإن الجنرال ينطلق في حساباته من أنه سيحصد ما بين 74 الى 78 صوتا في الدورة الاولى، موزعة كالتالي:
كتلة الاصلاح والتغيير 21 صوتا، كتلة نواب حزب الله، 13 صوتا، كتلة نواب القوات اللبنانية 8 أصوات، اللقاء الديمقراطي 8 أصوات في الحد الاقصى من أصل 11 صوتا، وكتلة المستقبل النيابية 24 صوتا، من أصل 31، إضافة الى النائب محمد الصفدي. وهذا كله يعطي عون 75 صوتا في أفضل الاحوال، علما ان هناك اصواتا قد تقترع في الجلسة الاولى لصالح الجنرال من كتلة المستقبل، ما يرفع عدد الاصوات الى 78 صوتا في الحد الاقصى.
نوّاب المسيحيين يفضّلون.. فرنجية!
في الضفة المقابلة ستتوزع الاصوات بين النائب سليمان فرنجيه والتصويت بالورقة البيضاء، حيث تشير المعلومات الى ان فرنجيه سيحصل في الدورة الاولى على قرابة 35 صوتا، والباقي اوراق بيضاء للمعترضين على ترشيح عون وفرنجيه على حد سواء.
معلومات أخرى تتحدث عن ان رقم 74 صوتا للجنرال من الدورة الاولى متفائل جدا، خصوصا ان النواب المسيحيين في تيار المستقبل، وفي كتلة اللقاء الديمقراطي، لن يكونوا مضطرين للتصويت لعون! فهؤلاء “بشَّرَهم” الثنائي المسيحي، عون-جعجع بأن حياتهم السياسية انتهت، وخاض في وجههم حربا ضروس في الانتخابات البلدية. واليوم يهددهم بأن تحالف “الاقوياء المسيحيين” هو من يقرر هوية النواب في الانتخابات المقبلة! وفي هذه الحال، قد يلجأ هؤلا النواب الى التصويت للنائب فرنجيه او بورقة بيضاء، ما يقلص حجم اصوات الجنرال في الدورة الاولى الى قرابة 66 صوتا في افضل الاحوال، مقابل 61 ورقة موزعة بين النائب فرنجية ووالتصويت بورقة بيضاء.
هل يخاطر عون بجلسة ثانية غير مؤكدة النتائج؟
إزاء هذه النتيجة، سيجد الجنرال عون نفسه أمام مأزق: إما الاستمرار في الجلسة الثانية والمخاطرة بتحوّل الاوراق البيضاء لصالح النائب فرنجيه، الذي يكفيه انقلاب 4 نواب فقط ليعدّل النتيجة لصالحه، وهذا ما يبدو مستبعداً، حتى موعد إنعقاد الجلسة الثانية لتنشط الاتصالات والاغراءات خصوصا لنواب الاطراف، غير الملزمين بالانتماء العضوي لكتلهم النيابية.
اما السيناريو الثاني فيقضي بأن يلجأ الجنرال الى تعطيل النصاب القانوني بانتظار إجراء مزيد من الاتصالات للحد من عدد المعترضين على وصوله فتُرفع الجلسة الى موعد لاحق لاستكمال الاتصالات.
وفي السيناريوهات ايضا أن تعطيل النصاب للانتخاب في الجلسة الثانية يلزمه تغيّب 42 نائبا عن الجلسة ، وهذا ما حصل في الجلسة الاولى مع التصويت للدكتور جعجع، حيث تأمن النصاب للجلسة الاولى وفُقِد النصاب في الجلسة في الثانية ،ما دفع برئيس المجلس الى تأجيل الجلسة التي لم يكتمل نصابها الى يوم الاثنين المقبل كما هو مرجح. وهنا تشير المعلومات إلى ان المصوتين لفرنجيه وبالورقة البيضاء قد يجتمعون على تعطيل النصاب في الجلسة الثانية ما يدفع الرئيس نبيه برّي الى تأجيلها، إفساحا في المجال امام المشاورات.
ويشير احد السيناريوهات الى ان الرئيس بري سيدعو فور تعطيل النصاب، إن حصل، الى جلسة لطاولة الحوار في مقره في عين التينة، ليعيد الامساك بزمام اللعبة الرئاسية من جديد على قاعدة “السلة” التي طرحها لتسهيل إنتخاب رئيس سواء كان الجنرال عون او اي مرشح آخر.